الخطة: تركيز البدو بمنطقتين أو ثلاث في المناطق (ج)

20170903083517
حجم الخط

عندما ترددون أقوال عمانوئيل لفينس وتتفاخرون بيهوديته، وعندما تقومون بإعداد قائمة المدعوين للاحتفال بخروجنا من العبودية إلى الحرية، يقوم الحاخام بشحذ سكينه. وعندما تقومون بتعديل قائمة اللاسامية وإضافة قبر آخر تم تخريبه، وتتحدثون في ليالي الجمعة عن الطوائف الأشكنازية والشرقية، تنعكس وجوهكم في اللهيب المتصاعد. وفي الوقت الذي تذوبون فيه من حكمة الحفيد يقترب اللهب من عنق الضحية المقيدة على المذبح في «عامونا».
كيف نرضي اليهود في يهودا والسامرة، وكيف نعمل على تخفيف غضبهم، آلهة الانتقام، إذا لم يكن بالهدم المضاعف وكذب التناظر. قلنسوة وأم الحيران والعيسوية وبيت حنينا وجبل المكبر، لكن الملك لم يشبع. الهدم هناك هو فريسة سهلة. وأضواء المذبح تصرخ وتطلب المزيد، بشكل أقوى وأكبر، والسكين تقترب أكثر فأكثر. الهدم لا يكفي، يجب الطرد والإخلاء. الملك يريد أن يرى الأطفال وهم يبولون في الليل والنساء يستيقظن بفزع والرعاة يبيعون أغنامهم لدفع رسوم المحكمة، وأن يتخيل الشيوخ الجيش وهو يأخذهم في الحافلات، في الوقت الذي تصعدون فيه إلى الطائرة التي ستقلكم إلى تارك في تشيلي.
وقد كتب في الصحيفة: الإدارة المدنية قامت باستبدال أوامر وقف العمل بأوامر الهدم لـ 150 منزلاً لبدو الجهالين في الخان الأحمر (جالية المدرسة المصنوعة من الإطارات). وجاء أيضاً: الإدارة المدنية تريد تركيز البدو الذين يعيشون في المناطق (ج) في منطقتين أو ثلاث مناطق. وجاء في الصحيفة أيضاً: حسب القوانين الإسرائيلية فإن هذه مبان غير قانونية.
ولم يكتب في الصحيفة: هذه قوانين شيطانية وسيئة تميز بين دم ودم، وبين طفل وطفل. وهي قوانين قامت بطرد الجهالين مرة تلو الأخرى وسمحت لأبناء الحمر الذين جاؤوا بعدهم بعشرات السنين بالبناء والتطور، والآن عيونهم تشخص إلى ما تبقى من القليل من الأراضي.
وسيكتب في الصحيفة: في يوم الخميس (اليوم)، سترد نيابة الدولة على دعوى قرية سوسيا ضد نية إخلائها للمرة الرابعة أو الخامسة. وكما يبدو سيكتب: الدولة تصمم على موقفها. خطة البناء الهيكلية التي اقترحها سكان القرية غير مقبولة. وقد كتب في الصحيفة: الدولة تعرف أنه من الأفضل لسكان سوسيا المغادرة والعيش قرب إخوانهم في يطا في الخليل، واستخدام المياه والكهرباء هناك. وستكون المدرسة قريبة، وهذا القرب سيزيد من قوة النساء. وسيكتب بالحبر السري: اليهود بحاجة إلى مكان واسع للعيش وإلى منظر نظيف من العرب ونسيم جميل يهب بين الكروم، وأن تكون هذه البلاد لنا ولأبنائنا فقط.
ولم يكتب في الصحيفة: كمقدمة لتنفيذ أوامر المحكمة – هدم بيوت «عامونا» التي بنيت بحسن نية ونفس طاهرة على أراضي المعتدي – تم الاتفاق والإقرار على التخلص من البدو في الخان الأحمر، فالهدم الكلي فقط سيكون القربان المناسب. وفي السياق نعلم قضاة محكمة العدل العليا درس آخر: رغم أنه لم يسبق لهم أن تدخلوا لإفشال التصميم المقدس، بمنع المياه والكهرباء والبناء عن البدو، إلا أن القضاة قالوا: إنه لا يجب الهدم طالما لا يوجد بديل. ويبدو لهم الآن أنه يمكن البدء بالهدم والإخلاء حتى دون وجود البديل.
سوسيا والخان الأحمر تحولتا إلى رمز للصراع ضد القوانين المجحفة، اللتان هما عامل جذب للانتباه الدولي، والتحدث ضد الإخلاء الذي هو جريمة حرب. عندما يحدث الهدم والإخلاء سنثبت أن العالم جيد بالأقوال فقط، وسنتوجه إلى الجاليات الأخرى التي نريد التخلص منها: عرب الرمادين وأبو قبيطة وخلة حمد والخطيب في حزما وعشرات العائلات الأخرى التي يتم شحذ السكاكين من اجلها. في الوقت الذي تسرعون فيه لمشاهدة الكونسرت.