تقرير: مخطط إسرائيلي لعقد اجتماعات الحكومة في المستوطنات إمعاناً بتدمير حل الدولتين

77fff40855084cd78a92189d1985ec28
حجم الخط

حذر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان من احتمال عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا احتفالياً للحكومة الإسرائيلية في إحدى المستوطنات بمناسبة ما يسميه اليوبيل الفضي على "تحرير" الضفة الغربية، واعتبر ذلك بمثابة قرار ضم حتى لو لم تعلن حكومة إسرائيل ذلك بصفة رسمية، وأكد على أن عقد مثل هذا الاجتماع في حلول 50 عاماً على احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية سواء  في القدس الشرقية أو في مدينة الخليل أو إحدى التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية  يبعث برسالة واضحة للعالم حول موقف إسرائيل من الضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السوري المحتل، وموقفها من القانون الدولي وقرارات الشرعية بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، الذي يندد بالاستيطان الإسرائيلي ويعتبره غير قانوني وغير شرعي ويدعو إسرائيل إلى وقفه دون قيد أو شرط.

وكانت صحيفة "ماكور ريشون" اليمينية الداعمة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ويمولها الثري الأميركي اليهودي وداعم اليمين الاستيطاني، شيلدون إدلسون أن نتنياهو قال خلال مشاركته في اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الأسبوع الماضي إن الحكومة ستعقد أحد اجتماعاتها المقبلة في القدس، في الذكرى الخمسين لاحتلال المدينة، وستعقد اجتماعاً آخر في إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، لإحياء الذكرى الخمسين "لتحرير يهودا والسامرة والأغوار وهضبة الجولان"، إضافة إلى مهرجان احتفال ختامي في مستوطنة "كفار عتسيون"، وذلك بعد تنظيم عشرات المهرجانات داخل "الخط الأخضر" وفي المستوطنات. وكلف نتنياهو الوزيرة ميري ريغف، المسؤولة عن المراسم الرسمية، بالإعداد لهذه النشاطات الحكومية.

وفي الوقت نفسه ندد المكتب الوطني بمصادقة  بلدية الاحتلال في القدس المحتلة على ميزانية كبيرة، ما يمهد الطريق للمزيد من مشاريع تهويد المدينة، حيث توصلت بلدية الاحتلال في القدس والحكومة "الإسرائيلية" قبل حوالي أسبوعين إلى اتفاق نص على زيادة المخصصات الحكومية للبلدية إلى ٧٠٠ مليون شيكل، ووصف نير بركات رئيس بلدية الاحتلال هذه الزيادة بانتصار حققته البلدية على وزارة المالية التي لم توافق على زيادة الميزانية قبل ذلك.

وقد زادت ميزانية "واجهة المدينة" إلى ٦٦ مليون شيكل وميزانية التعليم إلى ١٢٤ مليوناً، وميزانية التنظيم والتجديد البلدي إلى ٣٢٣ مليون شيكل.

كما تخصيص الزيادات لصالح مشاريع التهويد وما يخص المستوطنين في الوقت الذي تستثني فيه بلدية نير بركات تخطيط الحيين الفلسطينيين العيساوية ورأس العامود، وتلغي في السياق ميزانية كانت مقررة بالماضي بمبلغ ٣٠٠ ألف شيكل، ما يعني تأجيل جديد للمخططات الهيكلية للأحياء الفلسطينية، التي كان من المفروض أن تؤدي إلى إيجاد حلول لقضية البناء دون ترخيص، ومنع هدم منازل، بكل ما يترتب على ذلك من انعكاسات وتداعيات على حياة الفلسطينيين في المدينة.

وفي مشاريع التهويد والاستيطان المتواصلة تم الكشف عن مسار تهويدي جديد، بإقامة "حديقة وطنية"، تبدأ من بركة السلطان إلى بئر أيوب في الجنوب الغربي من البلدة القديمة بالقدس والمسجد الاقصى بطول 800 مترعلى مساحة 37 دونما، في منطقة "وداي الرباب"، لاستخدامه في تمرير الرواية التلمودية، ضمن مخطط  "الحديقة الوطنية" (أعطي رقم (3 ) في منطقة وادي الرباب يعود لعام 2006). "وتكمن أهمية الموقع جغرافيا (وداي الرباب)، باعتباره نقطة مرور بين الأحياء المقدسية، ويصل بين طرفي القدس الغربي والشرقي، وفيه أكبر وأهم خزان للمياه الجوفية في القدس.

و امتداداً لمسلسل التشريعات العنصرية التي يتبارى اليمين الحاكم في إسرائيل على تشريعها يومياً، بهدف تكريس الاحتلال وفرض القانون الإسرائيلي بالتدريج على الأرض الفلسطينية المحتلة صادق “الكنيست” الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على ما بات يعرف بقانون “المؤذن”، ارضاء لجمهور المستوطنين، وفي هذا الإطار أدان المكتب الوطني للدفاع عن الآرض إقرار هذا القانون والذي يعتبر شكلاً متقدماً من أشكال التحريض العنصري ضد الفلسطينيين وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف إقرار هذا القانون وضمان حرية العبادة والوصول الى الأماكن المقدسة في فلسطين.

وبعد المصادقة في القراءة التمهيدية على قانون منع الأذان  يعتزم الكنيست المصادقة على تعديل 109 لقانون التخطيط والبناء الهادف إلى تسريع عمليات هدم منازل الفلسطينيين، حيث يشمل  القانون - التعديل 109 لقانون التخطيط والبناء، توسيع صلاحيات لجان التخطيط بإصدار وتنفيذ أوامر الهدم ضد البناء غير المرخص وتقليص صلاحيات المحاكم في تأجيل الهدم، ورفع حجم الغرامات المالية وتشديد الإجراءات الجنائية ضد أصحاب المنازل وكل من يساهم في بناء غير مرخص بما في ذلك مقاولي البناء والمهندسين.

ويهدف تعديل القانون إلى تحويل أوامر الهدم إلى أوامر إدارية، وتمنح صلاحيات إصدارها للمفتشين، وإجبار السلطات المحلية على تنفيذ هذه الأوامر.

ومن شأن تنفيذ القانون في حال اقره الكنيسيت بدون حلول لمشكل التخطيط والبناء سواء في أراض 48 أو في القدس الشرقية المحتلة وغيرها من مناطق الضفة الغربية  في وضع صعب وفي غاية الخطورة.

وقد وثق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أبرز النشاطات الاستيطانية والاعتداءات المتصلة بها في كافة المحافظات الشمالية وكانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:

القدس

أصدرت سلطات الاحتلال أوامر هدم نهائية ضد جميع مباني تجمّع الخان الأحمر-أبو الحلو البدوي البالغة 140 مبنى تقريبا الواقعة بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس، وفي المنطقة "ج" الخاضعة للسيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية بحسب اتفاقية أوسلو، من بينها مدرسة ابتدائية تبرعت بها جهات مانحة يدرس فيها 170 طفلا، ويعد الموقع واحداً من بين 46 تجمّعاً بدوياً تقع في وسط الضفة الغربية تسعى إسرائيل إلى ترحيها إلى ثلاثة مواقع بديلة.

ورفضت المحكمة المركزية في القدس المحتلة طلب الاستئناف الذي قدمته عائلة المواطن أشرف فواقة في قرية صور باهر ضد هدم منزلها في القرية والقائم منذ 6 سنوات.

وأوضح المواطن أشرف فواقة أنه حاول منذ بناء منزله قبل 6 سنوات ترخيصه وتنظيم أرضه المقام عليها منزله دون جدوى، ودفع ما يزيد عن 200 ألف شيكل لطواقم المحاميين والمهندسين لتأجيل وتمديد قرارات الهدم، إضافة إلى متطلبات تنظيم الأرض.

الخليل

دمر مستوطنو مستوطنة "ماعون" المقامة على اراضي المواطنين قرب قرية التوانة، عشرات اشتال الزيتون، ورشوا مبيدات سامة فوق مزروعات حقلية بعد اقتحام المنطقة، حيث قام المستوطنون بقطع الأسلاك الشائكة حول الأرض والتي يملكها المواطن فضل جبريل موسى ربعي وأشقاؤه.

وأصدرت سلطات الاحتلال أوامر هدم نهائية ضد 13 مبنى في أربع تجمّعات في منطقة مسافر يطا (الخليل) وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلاً قرب منطقة مزارع البقر قرب خلة العيدة، تعود ملكيته للمواطن بدوان أبو ميالة؛ بحجة عدم الترخيص.

كما شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل ومنشآت جنوب الخليل، وذلك بعد أن وزعت قبل أيام 30 إخطاراً لهدم مدرسة ومساكن وخيام وآبار مياه وألواح شمسية وحظائر أغنام وبركسات.

بيت لحم

شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، بتجريف الطريق الرئيسي الموصل إلى قرية نحالين غرب بيت لحم، وهو الطريق الرئيسي التاريخي للقرية من جهة "كيلو 17" المحاذي لمستوطنة "دانيال" الجاثمة على أراضي المواطنين جنوباً، علماً أنه قبل عامين تم انتزاع قرار من إحدى المحاكم الإسرائيلية بعدم المساس بالطريق، وإبقائها مفتوحة للوصول إلى القرية.

وفي الوقت نفسه استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على منزل قيد الإنشاء في بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم، للمواطن جمعة محمد علي، المجاور لمدرسة الخنساء الأساسية في بلدة تقوع بعد أن خلعت أبوابه الرئيسية واعتلت أسطحه وحولته إلى ثكنة عسكرية.

وقام الجنود برفع العلم الإسرائيلي فوق سطح المنزل، كما وضعوا سواتر حماية رملية على نوافذ ومداخل المنزل الذي يقع على الشارع الرئيسي في البلدة.

نابلس 

أصيب المواطن عبد الله شناعة والمواطنة مريم السلمان باعتداء مستوطنين عليهما أثناء تواجدهما في أرضهما لحراثتها وزراعتها في قرية فرعتا غربي نابلس، فيما اشتكى مزارعو قرية فلامية شرق قلقيلية، من استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري من خلال مماطلتها في منحهم تصاريح الدخول.  

وتسعى سلطات الاحتلال من وراء ذلك إلى تهويد الأرض ومنع أصحابها من الوصول إليها، وبالتالي السيطرة عليها لصالح توسيع مستوطنة "كوخاف يائير" المقامة على أرضي القرية الحدودية الغربية، التي تتعرض لزحف استيطاني من جميع الجهات .

كما هاجم عشرات المستوطنين من مستوطنة “يتسهار”، بلدة حوارة من الجهة الغربية وتصدى لهم الأهالي الامر الذي ادى الى اندلاع مواجهات في المنطقة .

وعلى صعيد آخر أصدرت سلطات الاحتلال أوامر هدم نهائية ضد مدرسة تبرعت بها جهات مانحة في تجمّع خربة طانا نابلس.

سلفيت

شكا مزارعون من سلفيت من تخريب أراضيهم خلف الجدار من قبل مستوطنين يحضرون دوابهم وماشيتهم للرعي في الأشجار وخاصة أشجار الزيتون، وكذلك قيام المستوطنين من مستوطنة “اريئيل” بعمل مقبرتين وبئر تجميع للمياه وتوزيعه، وتجريف جزء من أراضيهم لصالح توسعة مستوطنة “اريئيل”، وسرقة الحجارة لاستخدامها في أرصفة الشوارع والبنى التحتية لمستوطنة “اريئيل”.

وفي السياق يجري زحف استيطاني متسارع نحو قرية أو خربة الشجرة الأثرية التي  تقع شمال سلفيت، وقال مزارعون سمح لهم الاحتلال بدخول أراضيهم خلف الجدار لأوقات قصيرة  بأن الزحف طال حقول ومراعي خلف الجدار نحو القرية الأثرية مباشرة، فيما تسببت جرافات الاحتلال بتخريب وتجريف آثار ومعاصر زيتون وعنب قديمة محفورة في الصخور، حول قرية الشجرة الأثرية وأبقت على معالم القرية الرئيسية وشقت طريق استيطاني بمحاذاتها؛ حيث تحوي قرية الشجرة آثار لعصور مختلفة وكهوف وآبار وطرق وأرصفة وسواتر عديدة.

أريحا والاغوار: في إطار التضييق على المواطنين الفلسطينيين ودفعهم الى مغادرة المنطقة احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي رعاة أغنام في منطقة خلة حمد التي يسعى مستوطنو  ميحولا للسيطرة عليها ، فيما احتجز افراد ما يسمى حماية الطبيعة التابعة لسلطات الاحتلال  قاطفي نبتة العكوب في منطقة الاغوار الشمالية  وقامت بمصادرة معداتهم ودوابهم .

وكشفت صور حصرية التقطها وسائل اعلام فلسطينية عن تنفيذ المستوطنين أعمال تجريف لمساحات من الأراضي في الأغوار بهدف إقامة مشاريع استيطانية عليها.وتظهر الصور تسوية جرافات الاحتلال لمساحات من الأراضي كانت قوات الاحتلال صادرتها بحجة أنها أراضي دولة أعمال تسوية وتجريف رصدت في منطقة فصايل الى الشمال من أريحا تمهيدا لإقامة مشاريع استيطانية عليها.وكانت حكومة الاحتلال قد أعلنت عن منح كل مستوطن في الأغوار 50 دونما لإقامة مشاريع خاصة عليها.

واقتلعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثلاثمائة وخمسون شجرة نخيل في منطقة شارع فلسطين داخل حدود مدينة أريحا من الجهة الشمالية وهي منطقة مصنفة كمنطقة B وليس منطقة C  كما تدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

فيما أقدم مستوطنون في منطقة الأغوار على مد حبال من مستوطنة "البروش" إلى مستوطنة "روتم" والتي تبعد أكثر من 3كم، وسط تخوف من السكان أن تكون هذه الخيوط بداية لعمل سياج في المنطقة.