أطلق مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، اليوم السبت، فعاليات يوم البيئة في سبع محافظات هي: بيت لحم، وأريحا، ورام الله والبيرة، وطوباس، والأغوار الشمالية، وجنين، وقلقيلية.
وأشار المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض إلى أن الاحتفال بيوم البيئة هذا العام، يأتي للمرة الثالثة عقب إقراره رسميًا من مجلس الوزراء في الخامس من آذار، بمبادرة من منيب بونان، وتنسيب سلطة جودة البيئة، وسيمتد إلى معظم محافظات الوطن.
وأكد أن "التعليم البيئي" ينفذ فعاليات وأنشطة خضراء تمتد طوال آذار الحالي، وتستهدف الطلبة والنساء والشباب، من خلال منتديات بيئية، ومدارس، وجامعات، بالشراكة مع وزارات ومؤسسات أهلية، بدأت ببيت لحم، التي بثت مديرية التربية والتعليم فيها رسالة البيئة في إذاعاتها المدرسية، ونظمت حملات نظافة في محيط المؤسسات التعليمية، فيما أطلقت حملات لغرس الأشجار، ومسارات بيئية، وزيارات صفية، ومحاضرات ومسابقات خضراء للحدائق المدرسية تحمل اسم "البيئة حياة".
بيت لحم وأريحا: محاضرات وجولات وتشجير
ونظم المركز ورشة لسيدات من المركز العربي للتعليم حول أهداف واستراتيجية وأنشطة ومشاريع "التعليم البيئي". وقدمت المشاركات تجارب وقصصا بيئية، وأشرن إلى تأثير المركز عليهن.
واستقبل طلبة مدرستي راهبات الوردية، والإيمان الأساسية في بيت لحم، الذين تجولوا في أقسامه، وشاهدوا تحجيل الطيور وإعادة إطلاقها.
واستضاف "التعليم البيئي" تلفزيون القدس التربوي الذي أعد تقريرًا حول المركز، وأهدافه وأهم برامجه التي ينفذها منذ 31 عاما، واستقبل وفودا من الوكالة الدولية للتنمية السويدية، والكنيسة السويدية، و"كايسربرغ" الألمانية، و"جالفيري" السويسرية للاطلاع على أقسام المركز وبرامجه.
ونظّم مسارا بيئيا لمشرفي التربية والتعليم في بيت لحم، اشتمل واد القلط والمغطس والعوجا، تخلله مراقبة الطيور مع الباحث مهد خير، الذي قدّم شرحا حول طيور فلسطين المنقسمة إلى خمس مجموعات، والبالغة 373 نوعا في الضفة وغزة، وفق أحدث دراسة أعدها باحثو المركز.
ونفذ "التعليم البيئي" بالتعاون مع مديرية زراعة بيت لحم وجمعية بتير التعاونية حملة زراعة في بتير، تحت شعار "نزرع أرضنا لتثبيت وجودنا". شارك فيها طلبة من مدرسة طاليثا قومي، ومنتسبو الأمن الوطني والشرطة وموظفو المركز ومديرية الزراعة.
كما نظّم رحلة تعليمية لطلبة البطريركية للروم الكاثوليك، والإنجيلية اللوثرية ببيت ساحور، ضمن مشروع الهوية الوطنية، شملت زيارة دير حجلة، والمغطس، وقصر هشام. واختتمت بورشة توعوية في منتجع البيارة.
وقالت المشرفة التربوية جوان عياد في المركز إن الهوية الوطنية تتجلى في شهر البيئة والأرض والأم، خاصة أن التنوع الحيوي يكون في أوجه.
واستقبل المركز، بالشراكة مع سلطة جودة البيئة، طلبة من مدرسة السالزيان، ووفودا من "جودة البيئة"، ووزارة الزراعة، والهلال الأحمر، تجولوا في الحديقة النباتية ومحطة التحجيل ومتحف التاريخ الطبيعي الذي يضم نحو 2500 عينة من المحنطات والمتحجرات تعود بعضها إلى عام 1902.
وانطلق الوفد في مسار بيئي من نحالين إلى واد فوكين، وانضم للمسار طلبة مدرسة الكرمل من نحالين، واختتمت الفعالية بحملة نظافة في واد فوكين.
وبدأ المركز بتوزيع الأشجار المثمرة والحرجية على مزارعي بيت لحم، تتضمن آلاف الأشجار الأصيلة، وإرفاقها بحملات زراعية لطلبة الأندية البيئة والمنتديات الشبابية والنسوية في الأراضي المهددة بالمصادرة، ولدعم صمود المزارعين، وللمساهمة في جهود تخضير فلسطين.
رام الله: منتدى نسوي وزراعة
وفي بيتونيا، أقام المركز وبلدية بيتونيا حملة زراعة في عين جريوت لمنتدى نسوي بيتونيا. وعرّف عدي خليل منسق المشاريع في المركز المشاركات بأهمية الزراعة في المناطق المهددة، وما يقدمه "التعليم البيئي" للمزارعين.
وقدّمت المهندسة الزراعية هيفاء إسليم إرشادات حول زراعة الزيتون واللوزيات وكيفية العناية بها. وغرست المشاركات أرض المزارع عبد الله جميل، الوحيد الذي يقيم في العين.
وقالت نجاح هريش، من بلدية بيتونيا والناشطة في المنتدى، إن تشجيع السيدات على الزراعة ودعم مالكي الأراضي المهددة بالمصادرة أمر هام. وأكدت أنه من الجميل العودة إلى عين جريوت، التي نتذكر فيها طفولتنا وبساتين الرمان الرائعة.
وفي رام الله، نفذ المركز زيارات صفيّة في مدرسة الرجاء الإنجيلية اللوثرية لطلبة المرحلة الأساسية، عالجت علاقة الإنسان بمحيطه، وعرّفت بالبيئة. وزار طلبة مدرسة سميحة خليل، عبر مركز الإعلام البيئة والتنمية، مقر "التعليم البيئي" ببيت لحم، تعرفوا خلالها على النباتات الأصيلة والدخيلة، وهجرة الطيور، وتجولوا في متحف التاريخ الطبيعي.
طوباس: روضة خضراء وأرض مُلونة
وفي طوباس، نظم المركز بالتعاون مع الجمعية الخيرية ومنتدى السوسنة النسوي ووزارة الإعلام رحلة في الجبال لأطفال الروضة الصديقة للبيئة، رسموا خلالها الأزهار، وتعرفوا إلى نباتات شقائق النعمان، والعوينة، واللوف، واستخداماتها، فيما خصصت قناة القدس برنامج (خيوط الشمس) لجولة الأطفال ورسوماتهم، ونقلوا بالصوت والصورة رسائل الصغار الداعية للكف عن تخريب البيئة، والتوقف عن رمي النفايات فيها، بعدها نظف الأطفال المنطقة التي زاروها من النفايات التي تركها متنزهون.
وقالت رئيسة الجمعية مها دراغمة إن النشاط استهدف الأطفال، الذين يتلقون في روضتهم الخضراء منذ أربع سنوات تدريبات على حب الطبيعة، ويأتي في سياق ربط الأطفال ببيئتهم، وتعريفهم بجوانبها الجميلة، وإرشادهم بلغة مبسطة إلى أهمية الحفاظ على التنوع الحيوي.
وفي طوباس أيضًا، نفذت ناشطات من منتدى السوسنة ومدرسة البيروني الثانوية فعالية لغرس الأشجار، شاركت فيها ناشطات من المنتدى، ومدير المدرسة عبد الفتاح صبيح ومعلمون وطلبة.
وزرع المشاركون الزيتون واللوزيات في الحديقة الجديدة، وقال صبيح إن المدرسة تحتفل لأول مرة بيوم البيئة، وستواصل توجيه الطلبة نحو البيئة بمختلف جوانبها.
الفارعة: أشجار ونفايات وكشافة
وفي مخيم الفارعة، نظمت ناشطات المنتدى النسوي ومدرسة بنات الفارعة الثانوية حملة لغرس الأشجار وتنظيف الحديقة.
وغرست الناشطات ومعلمات وأعضاء نادي الكشافة أشجار الزيتون واللوز، وثبتن ملصقات عليها تحمل اسم الزارعات؛ لأجل تشجيعهن على الاهتمام بالغراس طوال العام، فيما نفذن حملة نظافة للحديقة.
وأشارت رئيسة الاتحاد العام للمرأة في طوباس والناشطة في المنتدى ليلى سعيد إلى أن تشجيع الطالبات على الاهتمام بالبيئة يسعى إلى إحياء التعليم الزراعي، ويوجه للتفاعل مع المحيط.
وأكدت قائدة الكشافة باسمة شريم أن توجيه الكشافة نحو البيئة يسعى إلى المساهمة في جهود التوعية البيئية، وتقوية التوجهات المتصلة بالأرض.
وقالت الطالبة رهف الغول إن الاحتفال بيوم البيئة يمنحهن دفعة لتطوير مهاراتهن، ويعزز من مشاركتهن في أنشطة تجميل مدرستهن.
جنين: زراعة ونظافة وتطوّع
وفي جنين أقام منتدى مرج ابن عامر النسوي التابع للمركز حملة نظافة رمزية في أحياء البلدة القديمة، وتطوّع أطفال من الحي في جمع النفايات العشوائية، وتنافسوا على إزالتها من الطرقات ومن محيط الجمعية النسائية الثقافية للتراث، ومحيط سينما الهاشمي.
وتوجهت ناشطات "مرج ابن عامر" وأطفال الحي القديم إلى مركز إسعاد الطفولة وسط المدينة، وغرسوا بالتعاون مع قسم الزراعة في بلدية جنين حملة لغرس الأشجار في محيط المركز حديث النشأة، بحضور مختار المدينة محمود الكايد ومتطوعين.
وقالت رئيسة الجمعية النسائية الثقافية وعضو المنتدى هيام عبد العفو أبو زهرة، إن مبادرة تجميل مركز خاص بالأطفال وبمشاركة الأطفال أنفسهم تحمل رسالة هامة، وتشجع فئات المجتمع على الاهتمام بالزراعة والبيئة.
وأضافت أن المشاركين في حملة النظافة الرمزية سينقلون لنظرائهم أهمية الحفاظ على البيئة، والتوقف عن رمي النفايات في غير أماكنها.
قلقيلية: مدارس خضراء ونباتات طبية
وفي قلقيلية، أطلق المركز بالشراكة مع البلدية ومديرية التربية فعالية لزراعة حديقة مدرسة الإسراء الأساسية للبنات وسط المدينة.
وشاركت ناشطات منتدى قلقيلية النسوي ومديرة المدرسة رائدة داوود، ومعلمات وممثلو البلدية ووزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة ومجلس الأمهات في غرس الحديقة بمئات من نباتات النعناع والميرمية وإكليل الجبل والزعتر.
وقالت مسؤولة النوع الاجتماعي في البلدية والناشطة في المنتدى نهاية عفانة إن قلقيلية تحتفل بيوم البيئة بغرس نباتات طبية في مدارس: الإسراء، والشيماء، والعمرية، وتنقل رسالة البيئة لقرابة 1700 طالبة.
وأضافت: ستحتفل التربية والتعليم والبلدية والمنتدى النسوي بتدشين حديقة مدرسة الشيماء خلال يوم الأرض في رمزية حافلة بالدلالات.
وذكرت مديرة المدرسة أن "الإسراء" تحتفل لأول مرة بيوم البيئة، وتدشن اليوم حديقة جديدة للأعشاب الطبية، لكنها تدمج البيئة والحفاظ عليها في أنشطتها، وستسمي الأشتال على اسم طالباتها لتحفيزهن على العناية بها.
وتضم المدرسة 750 طالبة بينهن 40 من أعضاء فريق الكشافة، اللواتي سيتكفلن من خلال النادي البيئي برعاية الفسائل.
وذكرت ممثلة سلطة جودة البيئة دعاء دريدي أن تدشين حدائق مدرسية، وتعليم الطلبة الزراعة وأهميتها، تأتي في سياق هام ينقل للمشاركات أهمية التنوع الحيوي كمصدر للغذاء والدواء والمشهد الجمالي، ويعمق ضرورة غرس الأشجار والزراعة في مواجهة التغير المناخي، خاصة أن فلسطين انضمت للاتفاقية الإطارية لمكافحة التغير المناخي.
وأضافت أن "جودة البيئة" ستحتفي بيوم البيئة في النصف الثاني من آذار في منطقة عزبة الطبيب، شرق المدينة، في رسالة سياسية ووطنية، تسلط الضوء على انتهاكات الاحتلال بحق تنوعنا الحيوي وبيئتنا.
وعبّرت الطالبة رؤى عمر نزال عن سعادتها بغرس أشتال تعطي المدرسة منظراً جميلاً، وتمنحنا الغذاء، وتساهم في الدواء، وتدعونا إلى التوقف عند تنوعنا الحيوي الذي يضم نحو 2700 نبتة.