لقاء قمة مرتقب مع الرئيس

تقرير مسؤولون: ”ترامب” مصمم على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

مسؤولون: ”ترامب” مصمم على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

تلقى الرئيس محمود عباس مساء  الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأول مرة  منذ دخول "ترامب" للبيت الأبيض.

ووجه ترامب دعوة رسمية للرئيس عباس لزيارة البيت الأبيض، لبحث سبل استئناف العملية السياسية، مع تأكيده على الالتزام بعملية سلام حقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما أكد الرئيس عباس خلال مكالمته مع ترامب على تمسك الشعب الفلسطيني، بعملية السلام كخيار استراتيجي، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وفي الإطار، أوضح مسؤولون فلسطينيون أن المكالمة الهاتفية الأولى بين الرئيسين دونالد ترامب ومحمود عباس، شكلت بداية تحرك الإدارة الأميركية الجديدة نحو ما سمّاه ترامب "الصفقة الكبرى"، أي التسوية السياسية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وأكدوا على أن الاتصال الطويل اتسم بالدفء اللافت، إذ قال ترامب لعباس "إنه يؤمن بأنه رجل سلام، وأنه شريكه في عملية سياسية تقود إلى سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأضافوا، أن ترامب أكد للرئيس عباس عزمه على التوصل إلى تسوية، وأنه الآن في مرحلة "تكوين الرؤية" للعملية السياسية المقبلة، مشيرين إلى أن سلسلة من اللقاءات الفلسطينية - الأميركية ستعقد في الأيام والأسابيع المقبلة، تحضيراً للقاء القمة بين ترامب وعباس.

بدوره، صرح السفير الفلسطيني الجديد في واشنطن حسام زملط، الذي كان إلى جانب عباس مع عدد من مساعدي الرئيس أثناء المكالمة الهاتفية، أن اتصال ترامب شكّل بداية تحرك للإدارة الجديدة نحو الحل السياسي للصراع.

 ونوه زملط، إلى أن الاتصال يؤكد على أن الإدارة الأميركية تعتبر عباس شريكاً في العملية السياسية، وأنه لا شيء يمكن عمله من أجل الحل السياسي من دون هذا الشريك الفلسطيني.

وتابع زملط: "عندما قرر ترامب التحرك لصنع السلام، بحث عن عنوان الشعب الفلسطيني وهو الرئيس عباس، لذلك نعتبر ذلك بداية صحيحة"، مضيفاً أن الرئيس عباس سيزور البيت الأبيض، لتقديم الرؤية الفلسطينية للحل السياسي القائم على دولة فلسطينية على حدود عام 1967، إلى جانب إسرائيل.

في حين رجحت مصادر في الرئاسة الفلسطينية أن يتم اللقاء في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، حيث ستجري اتصالات قريبة لتحديد الموعد المناسب للرئيسين، وذلك بعد عقد لقاءات تمهيدية بين فريقيهما، ومنها اللقاء بين عباس ومسؤول المفاوضات الدولي غرينبلات الثلاثاء المقبل برام الله.

وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض، إن الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب لا يستطيع أن يتجاهل الموقف العربي، في ظل اجماع وزراء الخارجية العرب على مطلب تثبيت حل الدولتين، وعدم نقل السفارة الأمريكية، بالإضافة إلى وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

من جهته أوضح المحلل السياسي حسام الدجني، أن محددات السياسية الخارجية الأمريكية  لكافة الزعماء الأمريكيين تجاه القضية الفلسطينية، تختلف في الشكل، لكنها تتشابه في المضمون، مشيراً إلى ارتباط السياسة الأمريكية بالاستراتيجية الإسرائيلية، مع ربط القضية الفلسطينية بالشرق الأوسط.

وأضاف عوض خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن الرئيس ترامب لا يستطيع تجاهل الدبلوماسية الفلسطينية، وأن يتناسى الإرث الذي قدمته الإدارات الأمريكية الجمهورية السابقة، بشأن إقامة الدولة الفلسطينية وإعادة الاستقرار للمنطقة.

وبيّن الدجني خلال اتصال هاتفي مع وكالة "خبر"، أن القضية الفلسطينية وجوهر الصراع في الشرق الاوسط، لا يخدم الأمن والاستقرار التي تسعى إليه الولايات المتحدة، وأن ما حصل سابقاً هو في إطار الضغط والترهيب وسياسة العصا مع الرئيس أبو مازن.

ونوه عوض، إلى أن اتصال ترامب بالرئيس جاء بعد أن اتضحت رؤية ومواقف السلطة في محاربتها للإرهاب، وإيمانها بالتفاوض والتعايش مع إسرائيل، بالإضافة إلى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بكسر الجمود بين العلاقات الأمريكية والإسرائيلية.

وأشار الدجني، إلى أن اتصال الرئيس الأمريكي بالرئيس عباس، ودعوته لزيارة البيت الأبيض، كان نتيجة للحراك الدبلوماسي من بعض الشخصيات الأمريكية، بالإضافة إلى الجهود الذاتية من قبل بعض الجاليات الفلسطينية المؤثرة في صناعة القرار الفلسطيني.

وبالإشارة إلى أبعاد اللقاء القادم للرئيس عباس مع "ترامب" في البيت الأبيض، أوضح  عوض أن هذا اللقاء من شأنه أن يُشجع بعض الأطراف على إعادة العلاقات مع بعض الدول الأوروبية والأنظمة والدول التي تقاطع الرئيس عباس، الأمر الذي يشكل دافعاً لدعم القضية الفلسطينية.

وأكد الدجني على أن "ترامب" سيحمل مطالب نتنياهو، باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، والاعتراف بيهودية الدولة، مستبعداً أن يقدم ترامب ما قدمته الإدارات الأمريكية المتعاقبة على صعيد المفاوضات الفلسطينية.

ولفت عوض، إلى أن الاتصال أعطى شرعية وثقة للسلطة والرئيس، وأيضاً أعاد الاعتبار لرؤية الرئيس عباس نحو حل الدولتين وإعادة العلاقات الاقتصادية، وتخفيف التوتر في المنطقة، كذلك فإن الاتصال وجه رسالة للعرب مفادها أن ترامب يدعم الاعتدال العربي.

واعتبر الدجني أن الزيارة تأتي لإرضاء بعض الأطراف العربية أو الدولية، التي سعت إلى إعادة الحياة للعملية السياسية في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى خشية إسرائيل من تطور انتفاضة القدس بالضفة الغربية.