غزة - وكالة خبر
لأنها لا تعرف المستحيل، ولأنها تؤمن بأن تحدي الظروف القاهرة هي مهمتها، أطلقت الشابة إيناس أبو حمادة خمسة وعشرين عامًا، مشروعها الريادي القائم على إنتاج وتسويق المشغولات اليدوية المصنَّعَة من الورق، أو الأقمشة، أو الخامات الفنية الأخرى، على الرغم من قلة الدعم المادي المتوفر لها، إلا أنها جعلت من منصات التواصل الاجتماعي موقعًا لها ونقطةَ انطلاق نحوَ السوق.
وسعت الشابة أبو حمادة لإطلاق متجرها "Happy Zone - Hand Made" مرتكزةً بذلك على دعائم أساسية كانت هي بمثابة جرعة الدعم الأولى، متمثلةً في رغبتها بتحويل ما درسته نظريًّا عن التجارة وإدارة الأعمال في جامعة القدس المفتوحة إلى واقع عملي على الأرض، خاصة في ظل شح فرص العمل في قطاع غزة، إلى جانب تطلّعها إلى تسخير قدرات صديقاتها وإبداعاتهن في عمل يعود عليهن بمردود مالي.
وقالت إيناس، إنها بدأت بتطبيق فكرتها عام 2015، وذلك بطرح منتجاتها في الأسواق المحلية، وعرضها في المكتبات العامة والملتقيات الفنية، مع إعطاء المنتجات المختصة بالقرطاسية والمرأة والطفل أهمية خاصة.
وأضافت أبو حمادة: أن المشروع يعمل على تصنيع المنتجات غير المتوفرة في غزة يدويًّا، بمواصفات مميزة وبأسعار تناسب الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها القطاع، وتسعى إلى إدخال منتجات جديدة ضمن خطة المشروع التطويرية في المستقبل القريب، مشيرةً إلى أن المنتجات اليدوية تمتاز بقدرتها على جذب الزبائن في مضمونها وحرفية تصاميمها ودقّتها، وأيضًا إمكانية اتخاذها كوسيلة للحفاظ على الهوية الوطنية، الأمر الذي يجعلها محطَّ إعجاب مختلف الشرائح المستهدفة.
ويقدم المشروع العديد من الخدمات وفق ثلاثة خطوط إنتاج، يتخصص الأول منها بمصنوعات القماش كالحقائب والألعاب Dolls، ويقدم الثاني منتجات ورقية كبطاقات المعايدة والقرطاسية والأجندة وفن Quilling paper، فيما ينتج الخط الثالث منتجات متعلقة بالرسم على السيراميك والزجاج.
وأشارت أبو حمادة إلى أنها تتلقى بين الحين والآخر طلبات لتسويق منتجات "Happy Zone - Hand Made" خارج قطاع غزة، إلا أن تلك المحاولات تصطدم بإغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر الحدودية أحد إجراءات الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب 11 عام.
وأكدت الشابة إيناس أن المشروع واجه عدّة معيقات، منها عدم توفر رأس مال كافٍ لتنفيذ المشروع في المراحل الأولى، فضلًا عن عدم وجود موقع عمل ثابت، الأمر الذي دفعها لتسخير مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع الزبائن، بجانب المواظبة على المشاركة في الملتقيات المحلية بهدف التعريف بالمشروع.
وتذكر أن خدمات " "Happy Zone - Hand Made" تستهدف طلبة الجامعات، وربات المنازل، مبيّنةً أن الإقبال على منتجات المشروع المختلفة يزيد في مواسم محددة، كيوم المرأة وموسم احتفالات التخرج الجامعية.
وعن هيكلية المشروع، قالت أبو حمادة، إن فريق عمل المشروع يضم خمس موظفات ثابتات حاملات لشهادات جامعية بتخصصات مختلفة، لكن رغبتهن بتطوير مهاراتهن وقدراتهن في المشغولات اليدوية شجعتهن على الانضمام إلى المشروع مقابل مردود مالي يختلف تبعًا لحجم الطلب.
وفي إطار منتجات المشروع المتنوعة أطلقت منتجًا جديدًا هو الأول من نوعه في فلسطين, وهو "أجندة أثر الفراشة" المميزة في تصميمها وعنوانها، والتي تهتم بالتخطيط ومساعدة الأشخاص على تقسيم أوقاتهم وتوزيع مهامهم, ودمجت بين التخطيط والمتابعة وفن التلوين للكبار، حيث خضع هذا المنتج لمتابعة من قبل المصممة المختصة في تطوير المنتجات ربا عبد الهادي, قبل طرحه في الأسواق، وأثنت على تقدّم المشروع بأفكاره الإبداعية دومًا.