طالبت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حكومة بلادها بضرورة وقف ما أسمته بـ"الدعم الجنوني" الذي تقدمه لصالح قطاع التعليم في مدارس الضفة الغربية وقطع غزة، بحجة أن تلك الأموال "يُساء استخدامها وتكرس التحريض".

وزعمت الصحيفة، في تقريرٍ نشرته اليوم الأحد، أن الدعم المقدم من بريطانيا لصالح التعليم يذهب لصالح تعزيز "استهداف الإسرائيليين ويُحرض على القتل، من خلال تربية التلاميذ على الإرهاب وتشجيعهم على ممارسته".

ورصدت الصحيفة 24 مدرسة بالضفة الغربية قالت إنها "تُمجد الشهداء" من خلال تسمية تلك المدارس بقادة فلسطينيين استشهدوا كدلال المغربي وأمين الحسيني وخليل الوزير، عدا عن رسومات لشهداء على جدران تلك المدارس وعبارات مثل "أول الرصاص وأول الحجارة".

وقالت: "إن بعض إدارات تلك المدارس تُدرب تلاميذها على حفظ الشعارات النضالية والثورية وتمثيل مشاهد مسرحية لقتل الجنود الإسرائيليين".

وتزعم الصحيفة، أن إدارات تلك المدارس "تنفق أموال المانحين البريطانيين والأوروبيين على غير وجه حق من خلال طباعة المواد التعليمية التي تمحو وجود إسرائيل عن خرائطها، عدا عن تشجيع المعلمين لتلامذتهم لمحاكاة من سبقوهم من الشهداء في الانتفاضة الحالية".

وتقول، إن الحكومة البريطانية عملت العام الماضي على مراجعة سياسة الإنفاق الخارجي، كدعم القطاعات الخدماتية الفلسطينية، حيث قالت إنها "قلقة من توجيه تلك الأموال لصالح تلقين العنف للأطفال، عدا عن آلاف من الموظفين التابعين للسلطة الفلسطينية المستنكفين في غزة يتقاضون رواتب للسنة التاسعة على التوالي".

ونقلت الصحيفة عن رئيس منظمة "عمال أصدقاء إسرائيل"، جوان ريان أنه "لا يمكن إغفال توجه تلك الأموال إلى تسميم العقول الشابة والاتجاه إلى استحالة تطبيق حل الدولتين".

وكانت الحكومة البريطانية قالت قبل ثلاثة أشهر إنها تنوي الامتناع عن دفع رواتب للسلطة الفلسطينية، سوى لموظفي التعليم والصحة فقط.

وأوضحت الحكومة في تقرير على موقعها الرسمي على الإنترنت، أن قرارها يأتي من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني واستعمال الدعم المادي بأفضل الطرق.

وأشار التقرير، إلى أن دعم الرواتب سيخصص فقط لموظفي قطاعات الصحة والتعليم الموافق عليهم على لائحة الاتحاد الأوروبي لنحو 30 ألف موظف فقط.

ومن المقرر في هذه السنة المالية، أن تمنح وزارة التنمية الدولية نحو 25 مليون جنيه استرليني للسلطة الفلسطينية. أما الدفعات المستقبلية ستعتمد على موافقة سنوية من قبل وزراء الحكومة البريطانية وذلك بعد ما يتم مراجعة التزام السلطة لمبادئ الشراكة مع المملكة المتحدة والتقدم مقابل مؤشرات الإصلاح الرئيسية.

كما اعتبرت الصحيفة، أن تنفيذ وزارة التربية والتعليم في الضفة لفعالية زراعة أشجار في ذكرى شهداء قضوا في انتفاضة القدس الجارية أنه بمثابة "تخليد الإرهابيين".

في المقابل، نقلت الصحيفة البريطانية عن معلمين فلسطينيين أكدوا أنهم ممنوعون من تدريس النكبة التي وقعت عام 1948، عدا عن الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجهاد في سبيل الله، لكن كاتب التقرير "إيان بايريل" قال، إن "أولئك المعلمين تجاهلوا بكل وقاحة ذلك الحظر وحدثوا تلامذتهم عن النكبة وأهمية الجهاد رغم علمهم بأن جزء من الدعم لصالح التعليم يأتي من بريطانيا".