احتفلت جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الاثنين، بتخريج الأسيرين القابعين في سجون الاحتلال: مجدي حسين يوسف الريماوي، وعبد الكريم الدايم فياض "خضر"، وهما من أوائل الطلبة الذين تخرجوا من برنامج القدس المفتوحة الهادف إلى توفير التعليم لأبناء شعبنا القابعين في سجون الاحتلال.
وجرى الاحتفال في مقر رئاسة الجامعة بمدينة رام الله بحضور عائلتي الأسيرين، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الوزير عيسى قراقع، ورئيس الجامعة يونس عمرو، وعدد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية بينهم العقيد عكرمة ثابت، ومساعدو رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونواب رئيس الجامعة ومساعديه، وعميد القبول التسجيل جمال إبراهيم، وعميد شؤون الطلبة محمد شاهين.
وهنأ قراقع عائلتي الأسيرين بتخرجهما، متمنيًا لهما الحرية والفرج القريب، شاكرًا رئيسَ الجامعة على جهوده ونضاله إلى جانب الأسرى.
وأعرب قراقع عن فرحه بهذا الإنجاز، قائلاً: "اليوم كسرنا الأحكام المؤبدة وزمن السجن والسجان، فهذه ليست شهادة أكاديمية فحسب، بل شهادة أمل ومستقبل، وهذا جزء من فلسفتنا وسعينا لتمكين أبنائنا الأسرى، وبخاصة في ظل المحاولات المستمرة لحكومة نتنياهو الرامية إلى تحويل حياتهم إلى جهل وملل".
ثم تابع: "من خلال التعليم تحدى هؤلاء الأسرى الإجراءات التعسفية بحقهم، وحوّلوا السجون إلى جامعات فيها إبداع وعلم وتعليم ومحاضرات".
من جانبه، هنأ عمرو عائلتي الخريجين الأسيرين بتخرجهما، معربًا عن فرحته بحصد أولى ثمار الجهود المشتركة بين الجامعة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ووزارة التعليم العالي في إيصال التعليم إلى السجون، قائلاً: "كلنا في فلسطين أسرى، لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يقبعون خلف قضبان من حديد، بينما نقبع نحن تحت أسر أسوأ وأطول احتلال عرفه التاريخ، لهذا فإن ما يعزز صمودنا ودعمنا لأبنائنا الذين يقبعون في سجون الاحتلال هو أنهم أناس نسوا حريتهم وقارعوا الاحتلال، لذا وفاؤنا لهم لا ينتهي، وجهودنا ستستمر لعونهم".
وقدّم نبذة عن نضال "القدس المفتوحة" للوصول إلى داخل السجون وتخصيص نصيب من التعليم للأسرى، رغم العقبات التي وضعها الاحتلال، مبينًا أن المحاولات كلها كانت تقابل بالرفض، غير أن تضافر جهود الجامعة مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين و"التعليم العالي" نجحت في إدخال التعليم إلى السجون، ثم أوضح عمرو أن الجامعة استقبلت نحو (750) أسيرًا فيها.
وأعربت عائلتا الأسيرين عن فخرهما وسعادتهما بهذا الإنجاز، قائلتين: "إن جهود جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى ووزارة التعليم العالي آتت أكلها اليوم، لذا نشكرهم على رفعة هذا الوطن من خلال دعم أبنائنا في السجون الإسرائيلية، فلطالما كانت هذه الجهات سباقة إلى دعم صمودنا والمحافظة عليه، ما يعزز حياة أسرانا الاقتصادية والاجتماعية بعد الإفراج عنهم".
وقبل نهاية الحفل، استكمل عميد القبول والتسجيل والامتحانات جمال إبراهيم إجراءات التخرج بتلاوته اسمي الخريجين: عبد الكريم عبد الدايم فياض محمد "خضّر" المتخصص في الإدارة والريادة (المحاسبة)، ومجدي حسين يوسف الريماوي المتخصص في اللغة العربية وأساليب تدريسها.
وكرّم رئيس الجامعة الوزير قراقع على جهوده وقدّم له درعًا تكريمية، فيما كرّمت عائلتا الأسيرين كلاً من رئيس الجامعة والوزير، كما كرم الوزير رئيس الجامعة على جهوده في دعم الأسرى والمحررين.
يذكر أن الأسير الريماوي محكوم مدى الحياة، في حين حكم على الأسير فياض بالسجن (18 عامًا)، وهما يقبعان في سجون الاحتلال منذ عام 2002م.