اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع مبعوث الرئيس الأميركي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، مساء أمس الإثنين، لمناقشة المشروع الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين من خلال قمة إقليمية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن نتنياهو وغرينبلات، بصدد صياغة تفاهمات بكل ما يتعلق بالمشروع الاستيطاني، حيث بحثا بالعمق سبل إطلاق المفاوضات الفلسطينيين من خلال قمة إقليمية والتي من شأنها أن تحرك المحادثات.
وحضر اللقاء الذي استغرق خمس ساعات، سفير "إسرائيل" في واشنطن، رون درمر، وركز على الجهود المبذولة بين الطرفين للتوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وإدارة ترمب بكل ما يتعلق المشروع الاستيطاني، والانشطة والتوسع الاستيطاني وحجم البناء في المستوطنات.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه على الرغم من التباين بالمواقف بين الطرفين، إلا أنه يمكن التوصل إلى تفاهمات بخصوص الاستيطان، ولفتت إلى أن إدارة ترمب معنية للتوصل لتفاهمات مع حكومة نتنياهو، على غرار تفاهمات شارون-بوش، والسماح بالبناء داخل المستوطنات أو ما يعرف "المساحة الزرقاء"، بيد أن نتنياهو يتطلع للبناء في مناطق نفوذ المستوطنات ما يعني المساح لإسرائيل توسع المشروع الاستيطاني على 10% من مساحة الضفة الغربية.
وأُدرجت قضية أخرى خلال اللقاء، وهي إقامة مستوطنة جديدة لمستوطني "عمونا"، حيث تعارض إدارة ترمب بناء مستوطنات جديدة، لكن نتنياهو يسعى لإقناع واشنطن أن الحديث يدور عن نقل تجمع استيطاني وليس إقامة مستوطنة جديدة.
واوضح بيان أصدره مكتب نتنياهو أن غرينبلات أكد "مجدداً على التزام الرئيس ترمب بأمن إسرائيل وبجهود مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق سلام دائم من خلال المفاوضات المباشرة".
وأكد غرينبلات الذي سيلتقي ظهر اليوم الثلاثاء، بالرئيس محمود عباس على أهمية تمكين نمو الاقتصاد الفلسطيني وتحسين حياة الفلسطينيين، مؤكدا أن الرئيس ترمب يولي أهمية قصوى لنمو الاقتصاد الفلسطيني.
بدوره، أوضح رئيس الحكومة غرينبلات أنه ملتزم تماما بتحقيق الازدهار للاقتصاد الفلسطيني، وأكد أنه يعتبر ذلك وسيلة لتحسين الفرص لتحقيق السلام في المنطقة.
ووفق شريط فيديو لبداية المقابلة، قال نتنياهو إنه يأمل "القيام بأمور جيدة" مع غرينبلات الذي رد قائلا "أعتقد أننا سنقوم بأشياء عظيمة معا".
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر للصحافيين إن غرينبلات "سيستمع كثيرا ويناقش وجهات نظر القادة في المنطقة، وجمع آرائهم حول الوضع الراهن وكيف يمكن إحراز تقدم نحو السلام في نهاية المطاف".
وأشار إلى أنه سيتم بحث قضية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة رغم إنه لا يتوقع تحركا فوريا حيال هذه المسألة، مضيفاً "نعتبرها تحدياً لا بد من معالجته في مرحلة ما".
وقد تعثرت جهود السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ فشل مرير للمبادرة الأميركية الأخيرة في نيسان/أبريل 2014، بعد أشهر من المناقشات.
وتتزامن زيارة غرينبلات مع مزيد من الشكوك إزاء تطورات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونوايا ترمب حيال هذا الموضوع.
وكان ترمب أعلن في 15 شباط/فبراير عن رغبته في التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن تأكيده عدم تمسك الولايات المتحدة بحل الدولتين أثار ارتباكا واسعا.