اصبحت كلمة الاجندات الخارجية مخرجاً لأي رد فعل عنيف وقوي ضد اي تكتل جماهيري او حزب او فصيل , فهذه الكلمة تجعل اجهزة امن السلطة تمعن في القمع والسحل لكافة الجماهير الفلسطينية التي تريد ان تعبر عن غضبها تجاه ما يدور على الساحة الفلسطينية من خذلان سياسي واقتصادي واجتماعي.
فلو تتبعنا احاديث الناطقين الرسميين باسم الحكومة لوجدنا ان كل الشعب الفلسطيني بكل اطيافه يعمل لأجندات خارجية ضد ارادة الشعب الفلسطيني نفسه وضد الحكومة الفلسطينية التي تناضل وتكافح من اجل الشعب ...!!
فها هو احد الناطقين يصرح بأن المظاهرات التي خرجت في رام الله ضد محاكمة الشهيد باسل الاعرج وقيام الاجهزة الامنية بسحل النساء والرجال والصحفيين وضربهم بكل قوة , خجل الاحتلال وجنوده ان يقوموا بما قامت به هذه الاجهزة , ويخرج البطل المبجل الى الاعلام ليقول عن هؤلاء انهم يعملون لصالح اجندات خارجية ضد مصلحة الوطن.
لم يبقى غيرهم لا يعملون لمصلحة خارجية او اجندة خارجية مع انهم هم الوحيدين في الشعب الفلسطيني اللذين يعملون لأجندات خارجية وإقليمية في المنطقة.
وما ضرب والد الشهيد باسل الاعرج ألاّ دليل على ذلك وكأنهم يكافئون الاحتلال على قيامه باغتيال الشهيد ويقولون له ها نحن نقوم بتأمين عملكم فسيروا وافعلوا ما تريدون , بالأمس القريب دخلت القوات الاسرائيلية بعشرات العربات المدرعة ومئات الجنود الى وسط رام الله عاصمة سلطتنا الفلسطينية على مرأى ومسمع من كافة الاجهزة الامنية وقاموا بمحاصرةالبيت الذي يسكن فيه باسل واشتبكوا معه بالرصاص حتى استشهد, لم يظهر اي مسلح من هذه الاجهزة ليتصدى لهذه القوة الاسرائيلية المعتدية , وفي اليوم التالي لاستشهاد باسل خرجت مسيرة منددة بهذا العمل فخرج مغاوير الاجهزة الامنية مدججين بكل انواع الاسلحة لقمع هذه المسيرة.
شلت ايديكم وقطعت الايدي التي تمتد على والد الشهيد او زوجة, أسير او ام فلسطينية ..
شلت ايديكم ألاّ يكفي الامهات والاباء فقدهم لأبنائهم شهداء من اجل هذا الوطن الذي تنعمون بخيراته وبالمقابل يقمعون ويسحلون ويضربون , ألا يكفيكم معاناتهم..!؟
ولكن يبدو انهم يخافون من الليل ولا يخرجون إلا في النهار لقمع الشيوخ والنساء والصحفيين.
يبدو انه لا أمل فيهم , لا اعرف كيف يعبأ هؤلاء نفسياً وسياسياً حتى يقوموا بضرب ابائهم وامهاتهم , ماذا تقولون لهم ايها القادة لكي يقوموا بهذا العمل الدنيء , يجب ان يكون هناك موقف جماعي لكافة الفصائل وعلى رأسها حركة فتح , هذه الحركة التي ضحى ابنائها بالغالي والنفيس من اجل كرامة هذا الشعب المكلوم التي وقفت الى جانب حقوق الشعب الفلسطيني وسقط قادتها شهداء في الداخل والخارج لكي يبقى الشعب الفلسطيني رافعاً رأسه عالياً , لا لكي يخرج من بين صفوفها مجموعة من المرتزقة المتآمرة على الشعب والقضية.