كيف تشن موسكو ضربتها العسكرية الأولى فى الحرب العالمية الثالثة؟.

20170315115801581.jpg
حجم الخط

يوماً بعد الآخر، تتزايد العديد من ملفات المنطقة تعقيداً وفى مقدمتها الملف السورى الذى تتشابك فيه مصالح العديد من القوى الدولية والإقليمية وفى مقدمتها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران ودولاً خليجية.. وأمام احتدام تلك الأزمات فى الآونة الأخيرة تلوح فى الأفق سيناريوهات الحروب الإقليمية والدولية، التى جعلت بعض المراقبين للأحداث يرجحون اندلاع حرب عالمية جديدة، تكون روسيا طرفاً رئيسياً فيها، خاصة بعدما أعلن قائد قوات حلف "الناتو" الجنرال الأمريكى كورتيس سكاباروتى، نشر قوات التحالف وآخرى أمريكية فى إستونيا رداً على ما وصفه بالعدوان الروسى المتكرر فى القرم وغيرها، ما يعزز من فرص نشوب مثل هذه الحرب.

 

وفى الوقت الذى يعلم فيه الجميع مدى القوة العسكرية التى تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن كثيرون لا يدركون القوة الكبيرة التى تتمتع بها روسيا ومدى استعدادها لخوض هذه الحرب.

 

وتمكنت روسيا فى الفترة القليلة الماضية من تحديث جيشها ضمن خطة تسليح كبيرة، أقرها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ووزير دفاعه سيرجى شويجو، وهذه الخطة تمتد حتى عام 2025، وتشمل إدخال معدات وأسلحة حديثة فى الترسانة النووية الروسية، لمواجهة تهديدات أمريكا وأوروبا.

 

تمتلك موسكو العديد من القواعد العسكرية فى البحر المتوسط، والبحر الأسود، بالإضافة إلى بناؤها قواعد عسكرية أخرى فى العديد من الدول التابعة للاتحاد السوفيتى السابق لمحاصرة الدول الأوروبية، حيث توجد قواعد عسكرية فى بيلاروسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، بالإضافة إلى القاعدة البحرية فى البحر الأسود.

 

قاعدة عسكرية روسيةقاعدة عسكرية روسية

 

وبالإضافة إلى ذلك أعلنت روسيا استعدادها لبناء قاعدة عسكرية ضخمة بالقرب من الساحل الأمريكى بحلول عام 2018، حيث تتواجد القوات الروسية فى المناطق الساحلية لشبه جزيرة تشوكوتكا، التى تعد أقرب الأماكن من الولايات المتحدة الأمريكية على بعد 86 كيلومترا من ولاية ألاسكا الأمريكية.

 

ووفقا لوسائل الإعلام الروسية فإن هذه القاعدة بالنسبة لروسيا ابتكار فريد من نوعه، وتعد القاعدة العسكرية الأمريكية "إلمندروف ريتشاردسون"، هى الأقرب لروسيا حيث تقع فى ولاية ألاسكا، وهى تتكون من قوات برية وجوية لضمان الدفاع عن أنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية.

 

كما كشفت روسيا عن سلاح الحرب العالمية الثالثة، وهو القطار النووى الذى سيدخل الخدمة ما بين عامى 2018-2020، حيث يخشى الغرب أن يقوم هذا السلاح بالضربة الأولى، التى ستكون بداية للحرب العالمية الثالثة.

سلاح الحرب العالمية الثالثةسلاح الحرب العالمية الثالثة

 

ويعد المشروع "بارجوزين" كابوسا للمخابرات الغربية، حيث لا يمكن التمييز بين عربة القطار النووى وعربة القطار العادى، لا سيما وأن روسيا قامت ببناء "القطارات النووية"، المزودة بصواريخ باليستية عابرة للقارات برؤوس نووية فى نهاية الحرب الباردة.

 

وسيتم استرجاع هذه المنظومة ولكن بشكل جديد، بزيادة مدى فعاليتها، وكذلك بإضافة تكنولوجيا التخفى، حيث تطور روسيا "القطارات النووية" القادرة على السير 2400 كيلومتر فى اليوم، التى بإمكانها حمل ترسانة نووية من الصواريخ، والقطارات النووية ستشبه إلى حد كبير قطارات الركاب أو البضائع، والتمييز بينهما سيكون مستحيلا.

 

كل قطار نووى من مشروع "بارجوزين" سيكون مزود بستة صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز أر إس-24 "يارس" برؤوس نووية، تبلغ قوتها 250 كيلو طن، ومداها يصل إلى 10900 كيلومتر.

 

وبالإضافة إلى هذا، تجهز روسيا ملاجئ تحت الأرض وفى محطات القطارات تحسبا لقصف نووى ضد موسكو، حيث تمتلك العاصمة الروسية "موسكو" شبكة مترو أنفاق رهيبة وعجيبة، قد يظن البعض أنها مجرد وسيلة للمواصلات فقط ولكن فى حقيقة الأمر هى "خندق كبير للحماية من الضربات النووية والجوية".

 

الانفاق الروسية تمثل ملاجئ ضد الضربات النوويةالانفاق الروسية تمثل ملاجئ ضد الضربات النووية

 

وبنى الحزب الشيوعى الروسى هذا المترو فى السنوات الأولى لاستخدامه بمثابة دفاع للمدنيين، حيث كان يختبئ من الغارات الجوية فى الحرب العالمية الثانية الآلاف من سكان موسكو، فهذا المترو بمثابة ملجأ ضخم حيث يحتوى على مخابئ سرية تربطه بالكرملين.

 

وبعد الحرب، تم تصميم المحطات جديدة مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية، وتم تجهيزه بفتحات التهوية مع المرشحات، وبنيت مراحيض مصممة لخدمة عدد كبير من الناس التى لا تستخدم فى وقت السلم.

 

تستطيع هذه الأنفاق الصمود أمام الضربات النووية، ويتم الاختباء من خلال اطلاق ظافرات الإنذار وإقفال الأنفاق بعناية شديدة.