شروط امريكا التسعة للعودة للمفاوضاة

سامي.jpg
حجم الخط

بعد انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية والتصريحات النارية التي اطلقها الرئيس الامريكي الخاصة بأمن اسرائيل ولقائه نتنياهو كأول زعيم يلقاه في البيت الابيض , ابيضت واسودت واصفرت وجوه قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية واصابهم الاحباط من اللامبالاة التي تمارسها ادارة ترامب تجاههم حتى بدأوا يشعرون بأن الادارة الامريكية قد ادارت لهم ظهرها  واصبحوا مكشوفين امام خصومهم ومام العالم حتى ان زيارات عباس لبعض الدول في اوروبا الشرقية واسيا وحضوره مؤتمراً افريقياً لم يعوضه ثمن وقود الطائرة التي سافر بها , من هنا بدأت تصريحات القيادة الفلسطينية متباينة واصبحت هذه القيادة تدور حول نفسها وكأنها اخذت ضربة قاضية على رأسها , بالمقابل اصبحت تصريحات القادة الإسرائيليين اكثر تطرفاً واعلنوا عن نيتهم علناً ومن فوق الطاولة انهم يريدون ضم الضفة الغربية كاملة الى اسرائيل وان الفلسطينيين لهم دولتين الاولى في غزة والثانية في الاردن وكم توسلت لهم القيادة الفلسطينية لعمل اجتماع وبدون شروط بين نتنياهو وعباس , إلاّ ان الاول لم يقبل وبدأ بوضع شروط تعجيزية وكأن كل اوراق اللعبة باتت بين يديه واصبحت القيادة الفلسطينية لا تعرف ماذا تفعل , الى ان جاءت المكالمة التليفونية من ترامب الى عباس , وكأنهم كانوا في قعر بئر وتم نشلهم , وانهالت التصريحات حول هذه المكاملة حتى ان بعض القيادة الفلسطينية صرح بأن القضية الفلسطينية رجعت الى واجهة احداث المنطقة وتم ادراجها ثانية على برنامج ترامب وادارته وكأنهم صنعوا مجداً سياسياً ليس له مثيل , وبدأ الرئيس عباس اكثر ارتياحاً من يوم ارب ايدول , واصبح يناور منتقديه بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عنه وها هو الرئيس الامريكي يبعث مبعوث خاص له للاجتماع بالسيد الرئيس محمود عباس , ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن ,  فالمبعوث الامريكي "جيسون غيرنيبلات" يضع بين يدي الرئيس شروطه التسعة كشرط اساسي حتى تعود السلطة للتفاوض مع اسرائيل ..!!

قبل خمس سنين كان نتنياهو يتوسل للاجتماع بالقيادة بالفلسطينية بدون شروط مسبقة لاستئناف العملية السلمية والان نحن نتوسل بدون شروط للمفاوضات ولكن الادارة الامريكية والاسرائيليين لا يريدون إلاّ بشروط وها هي الشروط التسعة التي وضعت امام الرئيس ابو مازن.

أولاً: العودة للمفاوضات بدون شروط مسبقة.

ثانياً: على الفلسطينيين ان يوافقوا على اشراك في المفاوضات ليس امريكا فقط بل دول عربية اخرى وهي مصر والسعودية والامارات والاردن .

ثالثاً: يجب على الفلسطينيين ان لا يعترضوا على قرارات تم اتخاذها في المراحل الاولى من المفاوضات فلن يكون هناك تجميد كامل للبناء الاستيطاني ولكن لن تقام مستوطنات جديدة.

رابعاً: الادارة الامريكية لن تكون على استعداد للاكتفاء ببيانات عامة تصدر عن السلطة الفلسطينية بما يتعلق بوقف اعمال المقاومة بل يجب عليها وقف المقاومة ضد اسرائيل فالإدارة الامريكية تريد ان ترى تغيير على الارض مثل تغيير النظام التعليمي الفلسطيني وتغيير اسماء الشوارع التي سميت بأسماء شهداء فلسطين الى جانب وقف التحريض عبر وسائل الاعلام الفلسطينية.

خامساً: التحقيق مع كافة المعتقلين الفلسطينيين اللذين ينوون او المشبوهين بتنفيذ عمليات ضد اسرائيل ومعرفة من ورائهم ومن حرضهم على الاعمال الارهابية.

سادساً: على السلطة وقف دفع رواتب اسر الشهداء والاسرى.

سابعاً: على السلطة القيام بإصلاحات داخل الاجهزة الامنية.

ثامناً: على السلطة وقف تحويل اموال الى قطاع غزة حيث يساهم الامر في تمويل مصروفات حماس بما نسبته 52 %.

تاسعاً: الادارة الامريكية برئاسة ترامب ستواصل دعماً لفكرة حل الدولتين.

هذه هي الشروط التسعة التي ارسلتها الادارة الامريكية الى الرئيس عباس كي يوافقوا على الجلوس مع اسرائيل.

لا ادلاي كيف سيوافق سيادة الرئيس على شروط كهذه ام انه سوف يفاوض عشرة سنين اخرى حتى يحسن هذه الشروط كي يعود الى تلك المفاوضات العبثية.