غزة - وكالة خبر - آلاء البرعي
لم تتجاوزا الثالثة والعشرينَ ربيعًا، بعزيمتيّن اتحدتا معًا لتكوّنا حجراً صلبًا صديقًا للبيئة يحمل اسم "Green Cake "، استطاعتْ المهندستان المُبتكرتان روان عبد اللطيف، وصديقتها مجد المشهراوي من مدينة غزة، ابتكار الأحجار التي تُنافس في السوق العالميّة.
لاحظتْ عبد اللطيف خلال تواجدها في بيئة العمل، أن الأحجار التي تستخدم في البناء ذات جودة متدنيّة، بالإضافة لثقل الوزن، والتكلفة العالية، ومن هُنا جاءت فكرة Green Cake ، والتي تنقسم تسميتها لقسمين “Green” وتعني اللون الاخضر المُصاحب للبيئة، و “Cake”لأن الحجر خفيف الوزن ومُفرغ من الداخل حتى إنه لُيشبه "الكيك" بتركيبته الخفيفة، ليكون بديل نوعي عن الحجر التقليدي حيث أنه ذا تكلُفة متدنيّة مناسبة للمستهلك، ويعتبر تطويرًا للنمط السائد في قطاع البناء منذُ ما يقارب الخمسين عامًا.
توّضح عبد اللطيف أن صناعة الحجر تكون من خلال التخلص من الرماد الناتج عن حرق الفحم والخشب وإعادة استخدامه بديلاً عن الحصمة والرمل بشكل كامل.
وتقول زميلتها المشهرواي:"عملنا خلال الفترة الماضيّة على إنتاج الحجر المُصاحب للبيئة، وكان هذا هو هدف المشروع الأساسي والذي يتمثل في ايجاد حجر بكثافة أقل، وعازلاً للصوت والحرارة والحرائق أيضاً، والذي اكتمل بعد فترة طويلة نسبيًا من الاجتهاد والعمل لساعات تجاوزت عامًا كاملاً".
حرصتْ المشهراوي وزميلتها من البداية على اختيار فكرة هندسيّة، يتم من خلالها إيجاد بديل جيّد عن الموجود في الأسواق، وبعد دراسة وبحث في الأسواق الفلسطينيّة، وقع الاختيار على أحجار البناء.
فيما تشرح المشهراوي، كيف كان بدايتها محفوفة بالسُخريّة، ومحاولات "التقزيم" كما وصفتْ، كونها تعمل وزميلتها في المجال الهندسة المدنيّة "الإنشائيّة" والتي تُعتبر حكراً على الذكور دون الإناث.
تقول بصوتٍ واثق عن مكونات الحجر الذي أنتجته وصديقتها :" المكوّن الأساسي للحجر، الرماد الناتج عن حرق الخشب الذي يُساعد في توليد التيار الكهربائي، والذي توجد منه كميات كبيرة جداً في العالم، في ظل وجود صعوبة بالغة في معرفة كيفية استثمارها أو التخلص منها، حيث تبلغ نسبة الرماد التي تُدفن في باطن الأرض بنحو 60% من مجملها والذي يؤدي لتسرب المياه الجوفيّة ويُشكل خطراً واضحاً على البيئة".
لجأت المشهرواي وعبد اللطيف للقيام بالعديد من التجارب الخاصة بالمواد عن طريق إخضاع العينات للفحص، والتي كانت تختلف في كل مرة من حيث القوة والمتانة والكميّة، لمعرفة مكونات وعمل كل مادة يتكون منها الحجر، ووضع النسب الملائمة للخروج بنتيجة تتناسب مع المعايير والشروط اللازمة للحصول على المنتج بشكله النهائي.
وتابعت المشهراوي:" كُنا نعاني من صعوبة توفير كمية الرماد المستخدمة في تشكيل الأحجار وعدم وجود مُرشد يوجهنا للطريق الصحيح، فلجأنا للتفكير للاستيراد من الخارج أو افتتاح خط إنتاج بشكل يومي، يوفر لنا حجم الطلب الموجود في السوق المحليّة".
فكرتْ المُبتكرتان، في الوضع العام لقطاع غزة، وظروفه السياسيّة وما تبعه من إغلاق للمعابر، وفي نفس الوقت، أرادتا كمهندستيّن افتتاح مشروع خاص بهما، في ظل تدني فرص الحصول على وظائف وتفشي البطالة بين صفوف الشباب الخريجين في قطاع غزة والتي بلغت مؤخرًا وفقًا للجهاز الإحصائي المركزي نحو 213 ألف عامل في قطاع غزة.
واختتمت المشهراوي حديثها بقولها :"في العام الدراسي الأخير، تأهل مشروع Green Cake للدور قبل النهائي في مسابقة مندي MITلريادة الأعمال، لكن إغلاق المعابر المستمر منعنا من السفر فكانت المشاركة عبر الفيديو كونفرنس".
اختير مشروع “الكعكة الخضراء – Green Cake ضمن مشروع مبادرون الداعم للشباب الريادي والذي يستهدف الخريجين من ذوي الأفكار الرياديّة، ليُمكنهم من تحويلها لمشاريع ناجحة.