بالفيديو دحلان: أعمل على إعادة بناء حركة فتح على أسس الشراكة المجتمعية

دحلان1.jpg
حجم الخط

باريس - وكالة خبر

قال القيادي في حركة فتح والنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان، إنه يعمل على إعادة بناء حركة فتح على أسس من الشراكة المجتمعية، مؤكدًا أنه يسعى لجعل الحركة قوية وشامخة، مشددًا في الوقت ذاته على أنه لن يتركها تهان على يد الرئيس محمود عباس.

وأضاف دحلان في حوار صحفي له مساء اليوم السبت،" أن منصب الرئاسة الفلسطينية لا تغريني، لأني ما بدي أصير مثل محمود عباس اخد تصريح من إسرائيل واشوف شهيد فلسطيني، لأنني لا احتمل ذلك كمواطن فلسطيني"، مؤكدًا أنه يتطلع لأن يكون جزء من النظام السياسي الفلسطيني على أسس من الشراكة بين فتح وحماس والجهاد".

وأشار دحلان، إلى أنه لا يطمع في منصب الرئاسة الذي رسخ له محمود عباس، مؤكدًا أن بديل «عباس» سيختاره الشعب الفسلطيني  الذي له الحق في تنصيب أي أحد، قائلًا:" اتشرف بأن اذهب إلى أي مكان لتقديم الدعم للشعب الفسلطيني وقطاع غزة، وأن اتوجه إلى أي مكان لإحضار دولار واحد من أجل القدس وفلسطين"

كما وتحدث عن مسيرته النضالية ونشأته، وقال إنه نشأ في أسرة متوسطة الحال في مخيم خان يونس بقطاع غزة، وبدأ دراسته في القاهرة، وانضم إلى حركة فتح، وبعدها غادر إلى قطاع  غزة، لينتسب إلى جامعة الأزهر، لمدة سنتين، وبقي فيها إلى أن تم إبعاده من فلسطين عام 1987، ثم شارك في تأسيس حركة الشبيبة الطلابية في الضفة الغربية والتي مثلت الذراع السياسي والتنظيمي لحركة فتح، حيث تبناها القيادي الفتحاوي والرمز الراحل أبو علي شاهين، مما أعطاها زخمًا كبيرًا في الضفة الغربية وقطاع غزة وانتشرت بطريقة سريعة وملفتة للنظر لأنها كانت بسيطة وليست أيديولوجية، في الوقت الذي كانت حركة فتح مقتصرة فقط على مجموعات عسكرية في الضفة وغزة، ولم يكن لديها الذراع التنظيمي مثل التنظيمات الأخرى، موضحًا أن الشبيبة استطاعت اكتساح كل المجالس الطلابية في الضفة الغربية والمخيمات في قطاع غزة.

وقال دحلان، إنه اعتقل لأول مرة في الثانوية العامة على يد الشرطة الإسرائلية احترازيًا، في يوم ميلاد الثورة الفلسطينية، وذلك بسبب الفعاليات الطلابية، مشيرًا إلى أنه جرى اعتقاله حين دخل الإطار التنظيمي لحركة فتح، 5 مرات في اسرائيل، ومرتين في عام 1987 في الأردن، دون معرفة أسباب، وبعدها تم إبعاده إلى مصر، حيث بقي هناك مع الشهيد أبو جهاد، ثم جرى اعتقاله للمرة الثانية في القاهرة عدة أشهر، وبعدها تم ترحيله إلى بغداد.

وأوضح، أنه التحق للعمل مع الشهيد أبو جهاد في بغداد، وانضم إلى لجنة الإشراف على الانتفاضة الأولى منذ بدايتها والتي استمرت 7 سنوات، مؤكدًا أنه أدى واجبه تجاه الانتفاضة الأولى بحكم معرفته بتفاصيل قطاع غزة والضفة الغربية، لافتًا إلى أنه عمل مع أبو جهاد حتى استشهاده في شهر أبريل 1988، ثم انتقل إلى مكتب الشهيد ياسر عرفات للعمل معه منذ ذلك التاريخ وحتى وفاته في باريس.

وقال دحلان: " أجبرتُ لترأس الجهاز الأمني حيث أنه لم يكن في ذهني أو في عقلي ولا تجربتي أن أكون رئيسًا للجهاز الأمني، و كلفتُ من الشهيد أبو عمار أن انضم إلى الوفد الفلسطيني في طابا، حيث بدأت المفاوضات الفلسطينية الإسرائليية، وبحكم اتصالاتي ومعرفتي ومتابعتي للوضع الأمني في قطاع غزة، كان من الواجب أن أكون طرفًا في هذا الاتفاق بتكليف من الشهيد أبو عمار، لكن إسرائيل رفضتني على اعتبار أني كنت مطلوب لمتابعتي الانتفاضة مع أبو جهاد، إلى أن وافقت إسرائيل بعد تدخل مصر".

وأوضح، أنه اعتذر لأبو عمار عن قبول المنصب، ولكن الشهيد رفض الاعتذار، مؤكدًا أن تكليفه بهذا المنصب أحدث شرخًا نفسيًا داخليًا كبيرًا لديه، "لأني وقتها كنت أعمل مناضلًا في صفوف المقاومة، وبحكم هذا المنصب فسوف، انتقل  نقلة كبيرة، سأجلس مع الإسرائليين الذين كانوا يحققون معي، وهما مهمتان مختلفتان، ولكن كان رد أبو عمار لي": انت شاب في مقتبل عمرك، من يقبل عملًا وطنيًا، لا يحدد ماذا يعمل، أنا الذي أقول".

وشدد دحلان على أنه لم يُسَلم في تاريخ وجوده في السلطة حتى بعد استشهاد ياسر عرفات، فلسطيني إلى إسرائيل، ولا يوجد في الاتفاقيات ما يلزم تسليم أي مواطن إلى إسرائيل، موضحًا أنه ربما حدثت أخطاء، ولكن لم يحدث تعذيب، وأنه تحدى حماس أكثر من مرة وبعض الأعضاء منهم وخاصة محمود الزهار الذي قال إنه "عذب في الوقائي" ، لكنه لم يعتقل أصلا من الجهاز  الوقائي، وتم نقله إلى الجهاز بناء على طلبه الخاص بنقله من الشرطة إلى الأمن الوقائي حيث ضيفا وليس معتقلًا.

كما وأشار، إلى أن "التعذيب كذبة كبرى"، لكنه تم اعتقال أعداد من حركة حماس لاستخدامهم القوة ضد  سياسة الشهيد الراحل ياسر عرفات، وتدمير الاتفاقيات بالقوة،  مشيرًا إلى أنه كان ملتزمًا بالتعليمات السياسية، واعترف أنه لا يدعي أن تجربة الأمن الوقائي كانت عظيمة أو بلا أخطاء، لكن لم يتم تسجيل تعذيب أي فلسطيني بهدف انتزاع اعتراف؛ بل أنقذ الكثير من المواطنين من تسليمهم إلى إسرائيل، لكن  في الناحية الأخرى قتلت حماس الكثير من الفتحاويين بعد الانقلاب تحت تهم وهمية، قائلًا:" من يقول ذلك فليأت ببرهان رغم مرور عشر سنوات".

وقال إننا استطعنا أيام الشهيد ياسر عرفات، بناء سلطة جادة، حيث ارتفع  الدخل القومي، وانخفضت البطالة، وارتفع القطاعين الصحي والتعليمي بعد تطويرهما، وبناء مئات المدارس، لكن اليوم بعد سيطرة حماس على غزة يعترف أبناء القطاع أن ما كان أفضل مما هو حاصل الآن.

وأوضح دحلان، أنه شارك في كل المفاوضات، وتعلم الكثير من المستشارين القانونين والسياسيين الذين كانوا في الفريق، مشددًا أنهم لم يفرطوا في ذرة تراب واحدة فترة المفاوضات، وأن ما تم إنجازة في كل المفاوضات استطاع فريق المفاوضات تسخير كل قدراته الفردية والجماعية لتحقيق أهداف فلسطين، وعن دوره في المفاوضات، قال "إنه كان المفاوض الأساسي في القدس، والاتفاق الانتقالي في الضفة، ومعظم الاتفاقيات الأمنية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى تنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التفاوض معها".

وأشار، إلى أن "علاقتي مع الزعيم ياسر عرفات، كانت عظيمة، علاقة أب بابنه، وعلاقة ابن يملك الجرأة لقول الحقيقة حتى لو أغضبت ياسر عرفات، الذي كان لا يريد عبيدًا يعملون معه، وأنا كنت حرًا، وأدرك أنه يمنحني هذه الحريه، وغيري رفض هذه الحرية ورغب أن يكون عبدًا ومنهم المسؤولون الذين نشاهدهم الآن.  

وأكد، على أن الشهيد ياسر عرفات لم يكن ديكتاتوريًا، وكان يعطي مساحات واسعة للنقاش، ثم يتخذ القرار النهائي، وكنت أعرف أين هي المساحة التي اتحرك فيها، لأني كنت أكثر الأشخاص الذين أقضي وقته مع ياسر عرفات، وكان يتفهم ذلك.