بدأ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) جولة عربية - دولية لحشد التأييد للقضية الفلسطينية، وموقف م.ت.ف في مواجهة التحديات القائمة، ومحاولة إسرائيل فرض أجندتها على الواقع القائم في ضوء تطورات ومستجدات إقليمية ودولية على حد سواء.
تأتي هذه الجولة قبل انعقاد القمة العربية، من جهة، وفي مرحلة الإعداد للقاء القمة بين الرئيسين عباس وترامب، سيسبق لقاء القمة، هذا، لقاء الرئيس السيسي مع ترامب، لذا، سيكون لقاء عباس - السيسي، مهماً للغاية، للتباحث في قضايا عالقة، كالمصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، من جهة، والرؤية المصرية لمستقبل العلاقة المصرية مع غزة، وما بات مطروحاً من أطراف متعددة إقليمياً ودولياً، بما يتعلق بمستقبل غزة، ودور مصر المحوري والمهم فيما يتعلق بذلك!
لعله من نافلة القول، إن أموراً عديدة، ستطرح في لقاء عباس - السيسي، وسيتبلور على ضوء مناقشتها ترسيم عدة أمور ذات أهمية خاصة واستثنائية.
تاريخ العلاقات الفلسطينية - المصرية، هو تاريخ عريق، تمتد جذوره عبر التاريخ، كما وتتميز هذه العلاقات منذ تأسيس م.ت.ف في العام ١٩٦٤ وحتى يومنا هذا العلاقات المتشابكة والعميقة في آن.
الجانبان الفلسطيني والمصري، حريصان على هذه العلاقة، مهما اختلفت الاجتهادات المرحلية، والاختلاف هنا، لا يصل حد القطيعة على أي حال.
سيكون لجولة الرئيس عباس، دورها وأهميتها، في بلورة رؤية فلسطينية - عربية، مشتركة سيتم طرحها في القمة العربية القادمة، وبالتالي فإن ذلك سيشكل طرحاً فلسطينياً بعمق عربي، أمام الإدارة الأميركية الجديدة في عهد ترامب.
لدى ترامب توجه معلن واضح وصريح للغاية، بضرورة الوصول إلى حل للأزمة التفاوضية، بين الفلسطينيين والإسرائيليين تؤدي إلى تسوية، من شأنها أن تشكل نقطة الارتكاز الرئيسة، في تسويات إقليمية كبرى، في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية.
سيسعى ترامب، للتوصل لتصور عملي، لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ويدرك ترامب، أن هذا الأمر محال، دون رضا إسرائيلي - عربي مشترك، يوافق عليه الفلسطينيون.
ستكون لمجريات الأمور، في القمة القادمة بعمان، نهاية هذا الشهر، وما سيتمخض عن هذه القمة من نتائج خاصة على الصعيد الفلسطيني دور مهم للغاية في بلورة الرؤية الأميركية للأمور، وبالتالي ستكون لقاءات ترامب القادمة وفي مقدمتها لقاءات ترامب مع الرئيس عباس، وكذلك مع الرئيس السيسي، والملك عبد الله الثاني، فرصة لتبادل الأفكار والرؤى، بهدف بلورة سياسة الولايات المتحدة القادمة، بشأن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
هنالك مؤشرات كافية، للقول، إن ترامب، بات يدرك استحالة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية دون وقف الاستيطان ونتنياهو يعرف ويدرك تمام الإدراك أن حكومته الراهنة وسياساتها لا تقبل هذا الوقف حتى ولو جاء على نحو جزئي .. أو حتى شكلي.
من شأن بدايات هذا الاختلاف ما بين الولايات المتحدة الأميركية، ونتنياهو، ما يشير إلى بدايات أزمة جدية، قد تطيح بنتنياهو وحكومته الراهنة، وبالتالي اندلاع انتخابات إسرائيلية مبكرة!!