لا يمكن منع الحرب القادمة!

46abc40041bb85940d05fb44a693570c
حجم الخط

يؤمن المستوطنون وإسرائيليون كثيرون بأن الله يقف إلى جانب إسرائيل. الاحتلال، الذي عمره خمسون سنة، له دافع ديني مسيحاني واضح. ولكن الفلسطينيين أيضا على قناعة بأن الله يؤيدهم. استطلاع «المركز الفلسطيني للسياسات والاستطلاعات» الذي اجري، هذا الشهر، في الضفة الغربية وقطاع غزة يظهر أن 94 في المئة من الفلسطينيين على قناعة بأن الله يقف الى جانب الشعب الفلسطيني. لذلك هم يؤمنون بأن الاحتلال سيزول في غضون عشر سنوات، على الرغم من أن الاغلبية تعتقد أن الدول العربية وأوروبا ضدهم.
  في نهاية المطاف، ما هي الدول التي يصنعها الانسان مقارنة مع قوة الخالق اللانهائية؟ إذا كان الله الى جانبهم فمن يحتاج الى اوروبا والدول العربية؟ تتكون هنا معركة لافتة: إله اليهود ضد إله الفلسطينيين. في هذه الساحة الإلهية لا أهمية للبشر. يا قراء «هآرتس» استعدوا للموت. إله ضد إله، وهذا يعني نهاية العالم. الحروب الدينية ليست عقلانية. والطرفان على قناعة بأن الله الى جانب كل واحد منهما، لذلك فهما على قناعة بالانتصار، ويذهبان حتى النهاية، ويراهنان على كل شيء. عندما يكون هناك وعد إلهي وتوقعات مسيحانية فالأمر ينتهي دائما بشكل سيئ، وذلك بسبب أن الله غير موجود والمخلّص لن يأتي.
  الحرب القادمة، في المقابل، هي وعد يتحقق دائماً. يمكن لمسها في الاجواء، ألا تشعرون؟ لقد حان الوقت. صيف 2006 «حرب لبنان الثانية»، كانون الثاني 2009 «الرصاص المصبوب»، تشرين الثاني 2012 «عمود السحاب»، تموز 2014 «الجرف الصامد». مرة كل عامين أو ثلاثة تنشب هنا حرب. هذه هي رغبة الآلهة. إله «حماس» السني، وإله اليهود.
   يحظر علينا أن ننسى أنه لـ «حزب الله» ايضا إلها شيعيا. وهو أيضا يوجد إلى جانبهم. وهم أيضا على قناعة بالانتصار الذي سيأتي بفضله. لذلك- إن شاء الله- الحرب ستكون قريبا. إذا كنتم لا تؤمنون بالله، فقد يبدو ذلك بالنسبة لكم هستيريا كاملة. لكن أغلبية الاسرائيليين واغلبية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ومقاتلو «حزب الله» يؤمنون بالله. فهم يصلون له، ويطرحون عليه أمنياتهم، وهو يستجيب لهم، ويقدم لهم الوعود. اليهود على قناعة بأن المسلمين يتخيلون إلههم. والمسلمون على قناعة بأن اليهود يتخيلون إلههم. الى هذه الدرجة أصبح الوضع هستيرياً. قوى ظلامية تسيطر على حياتنا. اسرائيل ليست دولة يستطيع الشخص العقلاني أن يترك فيها بصمته. صوته يذهب مع الرياح الدينية المخيفة فتغرقه.
   الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم لا يموتون. هم فقط ينتقلون الى العالم الآخر، الافضل – واحيانا يتأخر الأمر فيندمون على كل لحظة بكوا فيها هنا. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم لا يتحملون المسؤولية عن أي شيء، هم رسل الله ومن ينفذون أوامره. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم لا يترددون، ولا خيار أمامهم سوى تنفيذ فرائضه. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم لا يخشون من الهزيمة في الحرب، لذلك هم لا يهتمون بأخطارها. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم على قناعة بأنهم هم الأفضل وأن العدو هو الاسوأ. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم مجانين. الاقلية الملحدة في اسرائيل محاطة بالمجانين من جميع الجهات، الذين يهددون حياتهم. هل يمكن منع الحرب القادمة؟ الجواب هو لا. الاشخاص الذين يقف الله الى جانبهم يحاربون دائماً وليس لديهم خيار آخر.

 عن «هآرتس»