لقاء الرئيس بـ "السيسي" ونتائج الزيارة؟!

لقاء الرئيس بـ "السيسي" ونتائج الزيارة؟!
حجم الخط

غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العاصمة المصرية القاهرة، بعد لقاءه مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، لبحث التنسيق للمرحلة القادمة، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية الحالية، وذلك وفقاً للأهداف المعلنة للزيارة.

وبحسب ما تم الإعلان عنه من قبل مقربين من الرئيس، فإن اللقاء تناول مجمل التطورات العامة في الأراضي الفلسطينية في ظل تصاعد الاستيطان الإسرائيلي وتعثر عملية السلام، بالإضافة إلى أهمية انعقاد القمة العربية في الأردن أواخر الشهر الجاري للتأكيد على أولوية القضية الفلسطينية كقضية العرب الأولى.

ووفقاً لما تم التصريح به، فإن لقاء عباس بالسيسي أكد على ضرورة تنسيق المواقف وحشد الدعم العربي للقضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، من أجل الحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إطار رؤية حل الدولتين، وفي إطار المبادرة العربية للسلام، والتأكيد على تفعيل القرار الدولي 2334 الصادر عن مجلس الأمن بشأن عدم شرعية الاستيطان.

وفي هذا الإطار،  قال المحلل السياسي جهاد حرب، إن زيارة الرئيس محمود عباس للقاهرة،  كانت بهدف ترميم العلاقات الفلسطينية المصرية، وإنهاء التوتر الحاصل خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى تنسيق جهود لقاء القمة العربية والقرارات التي ستصدر عنها.

بدوره، أوضح المحلل السياسي وأستاذ جامعة الأمة د. حسام الدجني، أن هذه الزيارة تؤكد  على أن الرئيسين عباس والسيسي بأمس الحاجة لبعضهما البعض، خاصة أنه لا يمكن لمصر أن تتخلى عن القضية الفلسطينية، كون الرئيس عباس عامل هام بصفته الرسمية للقضية الفلسطينية.

وأضاف حرب في تصريح خاص بوكالة "خبر"، أن اللقاء جاء قبيل لقاء الرئيس عباس بالرئيس  الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض بداية الشهر المقبل، الأمر الذي يحتم على الطرفين تنسيق الجهود والاتفاق على آليات العمل المستقبلية، بالإضافة إلى الاتفاق على العناصر الرئيسية لهذه الزيارة.

وبيّن الدجني خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن هناك رابط مشترك بين دعوة ترامب للسيسي في 3 أبريل لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، ودعوته أيضاً للرئيس عباس لذات الهدف في 15 ابريل، ما يدل على أن هناك توجه أمريكي لتسوية النزاعات بين أطراف محور الاعتدال الفلسطينية والإقليمية.

واعتبر حرب أن الجانب الداخلي الفلسطيني جزء من اهتمام الشقيقية مصر، متوقعاً أن يكون اللقاء ناقش بشكل جدي وعميق الملفات الداخلية الفلسطينية، سواء مع حركة حماس أو النائب محمد دحلان.

وأكد الدجني على أهمية الزيارة في الوقت الراهن، وذلك بعد حالة العزلة السياسية التي مر بها الرئيس عباس، وأيضاً القطيعة الغير معلنة بين السلطة ومصر، عقب  رفض الرئيس لخارطة الطريق التي قدمتها مصر، موضحاً أن الزيارة ستعمل على إعادة ترتيب العلاقات بين الطرفين بما يخدم القضية الفلسطينية،  ويعزز دور ومكانة مصر.

وشدد حرب على أن أهمية الزيارة نابعة من توقيتها، خاصة أنها جاءت بعد توتر العلاقة المصرية الفلسطينية، وأيضاً قبيل انعقاد القمة العربية المزمع عقدها في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، بالإضافة إلى أنها جاءت قبيل لقاء الرئيسين المصري والأمريكي، بداية الشهر المقبل، وزيارة الرئيس عباس في منتصفه.

واعتقد الدجني أن أهم ما تناوله الرئيس عباس مع السيسي هي قمة عمان من أجل تنسيق المواقف، مستبعداً أن يكون اللقاء قد تناول ملف المصالحة الداخلية الفتحاوية، حيث أنها من الممكن أن تؤسس لتناول ملفي المصالحة الفلسطينية والفتحاوية، وصولاً إلى إنهاء الخلاف بين مكونات النظام السياسي الفلسطيني.

القمة العربية ونتائجها

وبالحديث عن القمة العربية المنوي عقدها في 29 من الشهر المقبل، قال حرب إنها تأتي  في إطار التأكيد على قرارات القمة العربية، مشيراً إلى أن المواطن الفلسطيني لم يعد لديه أملاً كبير في القمم العربية كونها لا تُنتج أفعالاً على أرض الواقع بل هي مجموعة من البيانات والأقوال التي يتبناها العرب دون أن يُنفذ منها شيء.

واعتبر الدجني أن السياق التاريخي لمخرجات القمم العربية منذ تأسيس جامعة الدول  العربية، لا ترتقي لطموحات العالم العربي، مبيّناً أن أهم  ما سيتم طرحه على طاولة البحث، هو ملفي سوريا وإيران، ومن الناحية النظرية سيتم بحث ملف القضية الفلسطينية.

واستبعد حرب أن تتناول القمة ملف المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن وضوح المطالب الفلسطينية من القيادة العربية في القمة، ستعزز من هذه القرارات، بالإضافة إلى وضوح العلاقات بين مصر والأردن سيمنح قرارات القمة العربية مزيداً من القوة تجاه الفلسطينيين.

ونوه الدجني إلى أن الملف الفلسطيني  حاضراً في كافة القمم العربية، ولكنها لا ترتقي إلى المخرجات الملزمة للأطراف المعنية، لافتاً إلى أن أهم مخرجات القمة ستكون متعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومسألة الجزر الثلاثة التي  احتلتها إيران.  

في حين أكد حرب على أن الأولوية ستكون للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الأحداث العربية في سوريا واليمن وليبيا، والأمن القومي العربي في ظل التهديدات الإسرائيلية والإيرانية.

ويذكر أن العلاقات بين مصر والسلطة شهدت توتراً حاداً، عقب رفض الرئيس عباس الاستجابة لصغوط الرباعية العربية، بإجراء مصالحة مع النائب بالمجلس التشريعي والقيادي بحركة فتح محمد دحلان، أدت بمصر إلى منع عضو اللجنة المركزية للحركة اللواء جبريل الرجوب من دخول أراضيها.

وأبلغت السلطات المصرية في حينها الرجوب، بأن وجوده على أرض مصر غير مرحب به، وعند إرسال جوازه قيل له "إن هناك تعليمات بعدم الدخول، والعودة بذات الطائرة إلى المملكة الأردنية الهاشمية.