قمة عباس ترامب: السيناريوهات المحتملة

thumbgen (6).jpg
حجم الخط

 

أجاب الجزء الأول من المقال على الأسئلة التالية: ما هي ملامح السياسية الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية..؟ وما هو جوهر الخلاف بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأمريكية الجديدة..؟ وما الجديد الذي دفع ترامب لدعوة الرئيس عباس للبيت الأبيض..؟ بينما يجيب الجزء الثاني من المقال على تساؤل ما هي السيناريوهات المحتملة لنتائج اللقاء..؟

 السيناريوهات المحتملة للقاء ترامب عباس.

الأول: سيناريو المقايضة السياسية.

جوهر هذا السيناريو يقوم على مرتكز انجاز صفقة لإحياء المفاوضات دون شروط مسبقة، مقابل امتناع الإدارة الأمريكية عن نقل السفارة الأمريكية للقدس، واستئناف تحويل المساعدات للسلطة الفلسطينية.

ما يدعم هذا السيناريو:

* حالة الضعف التي يعاني منها الرئيس محمود عباس، وعلاقاته المتوترة مع القاهرة بعد رفض عباس لخارطة الطريق التي قدمتها الرباعية العربية مؤخراً.

* المفاوضات على قاعدة حل الدولتين هي بديل عن حالة الانفجار وانهيار السلطة الفلسطينية التي هي حاجة غربية وإسرائيلية أيضاً، والمفاوضات تخدم توجهات إسرائيل لكسب مزيد من الوقت لتنفيذ مشروعها الاستيطاني وترميم علاقاتها الإقليمية والدولية.

* ما نشره موقع واللا الصهيوني عن مبادرة أمريكية نقلها مبعوث ترامب للرئيس عباس مؤخراً وتتكون من تسع نقاط هي:

1. يجب أن يعود الفلسطينيين للمفاوضات مع إسرائيل بدون شروط مسبقة.

2. يجب على الفلسطينيين أن يوافقوا على إشراك الدول العربية أيضا بالمفاوضات مع إسرائيل مثلا مصر والسعودية ودولة الإمارات العربية والأردن.

3. يجب على الفلسطينيين عدم الاعتراض على قرارات تم اتخاذها في المراحل الأولى من المفاوضات، فلن يكون هناك تجميد كامل للبناء الاستيطاني ولكن لن تقام مستوطنات جديدة .

4. الإدارة الأمريكية لن تكتفي ببيانات عامة تصدر عن السلطة الفلسطينية بما يتعلق بوقف أعمال المقاومة، فيجب على السلطة وقف المقاومة ضد إسرائيل.

5. تغيير أسلوب قوات الأمن الفلسطينية لمحاربة المقاومة، وبأشخاص “مشبوهين” فالإدارة الأمريكية لا تكتف باعتقال فلسطينيين “مشبوهين” يريدون تنفيذ عمليات وبعد ذلك تطلق السلطة الفلسطينية سراحهم.

6. على السلطة الفلسطينية وقف دفع رواتب لعائلات الشهداء والأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية.

7. يجب على السلطة القيام بإصلاحات في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بهدف وقف جدول دوام عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية فهم يقسمون وقتهم لفترتين ويحصلون على راتبين شهرياً.

8. على السلطة الفلسطينية أن تتوقف عن تحويل أموال لقطاع غزة حيث يساهم الأمر بتمويل مصروفات حماس فما نسبته 52% من ميزانية السلطة الفلسطينية يتم تحويله لقطاع غزة.

9. الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب ستواصل دعمها لفكرة دولتين لشعبين.

ما يضعف هذا السيناريو:

* ضغوط اليمين المتطرف في إسرائيل وجماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة على الإدارة الأمريكية لأن تنفذ وعوداتها بنقل السفارة الأمريكية للقدس، ودعم سيناريو ضم الضفة الغربية.

2. سيناريو الاحتواء والتدجين:

يقوم هذا السيناريو على استغلال حالة الضعف التي يمر بها الرئيس محمود عباس، وبذلك يقدم الرئيس ترامب رؤيته التي تقوم على استئناف المفاوضات على قاعدة حل الدولتين، مقابل اعتراف عباس بيهودية الدولة.

ما يدعم هذا السيناريو:

* منسجم مع توجهات ترامب المنحازة لإسرائيل.

* يلقى قبولاً صهيونياً.

* ينهي الصراع ويفتح آفاق أمام إسرائيل لفتح علاقات مع الدول العربية تمهيداً لتأسيس شرق أوسط جديد.

ما يضعف هذا السيناريو:

* عدم قدرة الرئيس عباس على تمريره في الساحة الفلسطينية.

* رغبة الرئيس عباس الشخصية بأن يبقى في المساحة التي لا يسجل فيها بأنه تنازل عن الحقوق الفلسطينية وفي نفس الوقت لا يلق مصير الراحل ياسر عرفات.

وحينها سيكون نتائج اللقاء منسجم مع سيناريو الافتراق والمقاطعة بين الطرفين، وهو ما يهدد مستقبل السلطة الفلسطينية وينذر باشتعال انتفاضة القدس بما يحاكي سيناريو انتفاضة الأقصى بعد فشل محادثات عرفات باراك في الولايات المتحدة عام 2000م.

الخلاصة: سيمارس الأميركيون ضغوطاً على الرئيس عباس خلال القمة المرتقبة وهذا يتطلب توحيد الموقف الفلسطيني لمواجهة تلك الضغوط التي تهدد المشروع الوطني ككل، وعدم السماح لترامب وإدارته الانفراد بالرئيس محمود عباس.