ايران وهيئة الخلاص الوطني الفلسطيني

سميح خلف
حجم الخط

عاد بعض ممن حضروا مؤتمر طهران، وكأن الصحوة  اتت على مائدة هذا المؤتمر وورشه وفعالياته  ولم يكن البيان الصادر عن ما يسمى هيئة الانقاذ الوطني  الا متقيدا متلحفا بنفس العبارات التي هاجمت السلطة واوسلو ، يذكرني هذا التوقيت بجبهة الصمود والتصدي  بعد كامب ديفيد والتي كان مقرها دمشق ، المشكلة ليست في المحددات السياسية التي جاءت في البيان  من عدم الاعتراف باوسلو والمجالس الوطنية ما بعد اوسلو او شرعيات السلطة ومنظمة التحرير .

بعد اكثر من عقد ونصف  من الزمن فهموا هؤلاء ان اوسلو حطمت البرنامج الوطني وفهموا هؤلاء ان الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد  ، وانتبه هؤلاء ان هناك تيارا تنازليا استسلاميا يقود المنظمة وفتح .... ولكن ومجرد تساؤل اين كانوا هؤلاء   في حينها  ومن هذا التيار الخبيث ...؟؟؟!!!

البيان الصادر عن هيئة الانقاذ الوطني الفلسطيني ونشرته عدة مواقع اخبارية  وعممته ما تبقى من فصائل دمشق  وكما يقول البيان انه أُسس من الآتي: "تداعت كوكبة من القابضين على جمر الصمود والعاضين على جرح المعاناة ، تضم قامات نضالية قيادية بارزة من أقحاح العمل الثوري المقاوم وشيوخه وكوادره المجربة من ذوي البصمات المشرفة في سجل مسيرتنا النضالية إلى سلسلة من الاجتماعات المكثفة على امتداد الأيام الأخيرة وأصدرت عنوان البيان التالي: بيان هام صادر عن “هيئة الخلاص الوطني الفلسطيني” .

وقد انوه من هؤلاء الشيوخ التاريخيين  هو من معاصري ارهاصات اوسلو الساعد الايمن لابوعمار ، وعندما  طالبته الكوادر باخذ موقف بعد استشهاد ابو عمار  تلكأ وتملص  والقصة تطول ...... اما من هم قابضين على الجمر بل يقبض..!! لا اعتقد كثيرا منهم قابض على الجمر الا من رقن قيده وقطعت رواتبه  وحورب في ارزاق اولاده وهو يقاتل ويناضل ضد هذا التيار الخبيث من بعد الخروج من بيروت على الاقل .... اما من هم يحملون الرتب العسكرية الوية وعمداء وبعد ان تضررت مصالحهم وبنظرية التوريث  التي يطالبون بها  بعد ان استبعدوا من ما يسمى المؤتمر السابع ... كنا نتمنى لهم ان يقفوا وقفات صلبة في زمانه وتوقيتاته وعندما كان يجب الوقوف والتحدي والتضحية .

تذكرني تلك الحاكورة الجديدة والتي من بيانها الاول انها وقعت تحت سقف الاستقطاب الايراني وسياساته  وبرامجه وفي هذا التوقيت بالذات وقبل انعقاد مؤتمر القمة العربي في عمان وما يحمله من امال لولادة جبهة وتحالف عربي له مهمتين اساسيتين ومن خلال  بلورة  فضاء عربي عمقه مصر قائدة للامة العربية بامتداد سعودي وما تملك ومصر بما تملك والامارات بما تملك  لمحاربة الارهاب واعادة بناء للدولة الوطنية في الوطن العربي في بعد ما احدث ما يسمى الربيع العربي دمارا يهدد الايقونة العربية  والامن القومي العربي  وظهور احلاف اخرى من خارج الخريطة العربية تبدأ من تركيا  قطر  وما بلوره هذا الحلف بمؤتمر تركيا  وحلف اخر بقيادة ايران  يسعى لخلق الهلال الايراني في المشرق العربي ، كان يتوجب وبشكل ملح امام مؤتمر القمة العربي ان توضع على لائحة اعماله ولادة هذا الفضاء العربي بابعاده العسكرية والسياسية والاقتصادية  ، في حين ان اسرائيل تشكل فضاء من الامن والقوة العسكرية  والغطرسة التي دفعتها لان تتنكر لاي حق فلسطيني في تقرير المصير .

قد تذكرني هيئة الخلاص الوطني  بجبهة الانقاذ الوطني الذي قادها  خالد الفاهوم ضد ياسر عرفات من عام 1983-الى عام 1987م ومقرها دمشق .... ولكن هل يعيد التاريخ نفسة بان يكون مقر هيئة الخلاص الوطني  دمشق ام طهران .. وعلى ضوء المعادلات العاملة في سوريا .

وكما لفت نظري في بيان هيئة الخلاص الوطني ما تم الاسترشاد به من قادة فلسطينيين شهداء ما عدى ابو عمار وهذا متجه اخر قد يضعك في محل وضع البصمات على طبيعة هذه الهيئة ومن اسسوها .

 بلا شك اننا ضد التيار العبثي .. وضد اوسلو ونتائجها والتنسيق ولسنا بحاجة الى  ان نكون بمحل استقطاب في صراعات اقليمية تدخل البيت الفلسطيني المنقسم اساسا والمتشرذم ليزداد تشرذما  وبشعارات براقة تنقصها وضع البدائل العملية لازمات الشعب الفلسطيني المعيشية والامنية والسياسية .

الاشاوس القابضين على الجمر كما يقولون عليهم ان يعملوا لاعادة فتح ووحدة فتح وهي المنطلق الاول لاعادة الحركة الوطنية الى صوابها لا ضرب التاريخ واستهواء العواطف بعبارات رنانة وبنماذج مكررة من التاريخ الفلسطيني اثبت عقمها وفشلها ... نعم نحن مع احياء الميثاق الوطني الفلسطيني واعادة بناء منظمة التحرير واللجوء للقوى والطاقات الشعبية لأن تاخذ دورها في التصحيح ولانها صاحبة المصلحة الحقيقية في حل ازماتها ..... قد اعرف  البعض من تلك الجبهة التي تسمي نفسها هيئة الانقاذ  وقبل ان يتحدثوا عن انقاذ وغيره  كان عليهم ان يتخلوا عن امتيازاتهم ورتبهم  وبعض مما اخذوه باسم الشعب من ايران وغيرها ... او في عهد ابو عمار الذي تنكروا له الان ....

نحن ضد اوسلو ولكننا ضد فوقيتكم ومزاجاتكم عندما تتعارض مصالحكم مع الوضع القائم