نجاة نصر فواز "صغيرتي "

نجاة نصر فواز "صغيرتي "
حجم الخط

لا صغيرة عندي تبكيني

أذما رحلتُ،

هيأتُ روحي للرحيل

أشتريتُ باقة من الزهور

وبعضاً من البخور

لا أحب الزهور

سأدفع لبائعة الزهور

بضعة قطع من النقود

لتشعل البخور

وتنثره فوق قبري

أوصيتُ التاجر السمين

على بضعة قطع رخام

لا أحب القبور

كتبتُ بوصيتي

"أحرقوا جسدي

وأنثروه فوق نهر الاْردن

لأصير من رائحة الارض

أو ربما أصيرُ سمكة

سمكة لاجئة

ببحيرة طبريا

لاجئة بوطني؟!

لا لا سأصيرُ سيدة الارض

أو ربما أصير حبة قمح

أو حبة زيتون

أو ليمون

نسيتُ أن أدوّن أسمي

فوق صخرتي

عند حافة البحيرة

أُريد لصغيرتي

أن تعرف أني كنتُها

ذات نهار

حملتها برحمي

لم أنجبها

خفتُ عليها من المنفى

خفتُ عليها من الذئب

هي أيضا ذئبة

سمعتها تعوي في أحشائي

لم أُخرسها

لم أُسكتها

فقط أبتعلتُ صوتها

ومزقتُ ما تبقى من فستانها

وربطتُ بحزامي جديلتها

خفتُ عليها من الرحيل

فرحلت قبل أن تأتي

صغيرتي التي أبتلعتُ شفاهها

لم تعد تصرخ

ولا تعوي

ماتت الذئبة فيها

ومتُ أنا فيها