احتفل منتدى شارك الشبابي ومحافظة رام الله والبيرة وبلدية رام الله ووزارة التربية والتعليم العالي وقيادة قوات الأمن الوطني، برفع العلم الفلسطيني ضمن مبادرة "علمنا"، وذلك بمناسبة يوم الأرض الخالد بمشاركة الفرقة القومية والموسيقات العسكرية.
ويأتي الاحتفال المركزي الذي نظمه منتدى شارك الشبابي، اليوم الخميس، ضمن مبادرة "علمنا"، على دوار المنارة بمدينة رام الله، بمشاركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، ووزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، وقائد قوات الأمن الوطني في منطقة رام الله والبيرة والضواحي العميد سليمان قنديل، ونائب محافظ محافظة رام الله والبيرة حمدان البرغوثي، ورئيس بلدية رام الله موسى حديد، والمدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، وممثلين عن هيئة القضاء الشرعي وفصائل منظمة التحرير ومؤسسات المجتمع المدني وكوادر منتدى شارك ومتطوعين والوزارات والمؤسسات، وحشد كبير من المواطنين.
وانطلق الاحتفال بالعلم ويوم الأرض من أمام مقر الرئاسة وضريح الشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات في المدينة، بمسيرة كشفية تقدمتها العلم الفلسطيني والفرقة القومية والموسيقات العسكرية التابعة لقوات الأمن الوطني، وجابت شوارع المدينة واستقرت في محيط ميدان المنارة الذي ازدان بالعلم الفلسطيني.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ممثل القوى والفصائل صالح رأفت: إن "شعبنا بأسره في الجليل والمثلث والنقب والساحل وقطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس عاصمتنا الأبدية وفي مناطق اللجوء والشتات، يحيي يوم الأرض، ليؤكد تصميمه على الصمود ومتابعة النضال من أجل تأمين عودة اللاجئين إلى ديارهم وأرضهم، عملاً بالقرار الدولي رقم 194، ولنواصل الكفاح من أجل إنهاء الاحتلال وإزالة كل المستوطنات، وفي المقدمة من القدس الشرقية عاصمتنا الأبدية، وإقامة دولتنا المستقلة على حدود الرابع من حزيران".
من جانبه، صرح وزير التربية والتعليم صبري صيدم: إن "العام 2017 يعني مئة عام على وعد بلفور، 70 عاما على قرار التقسيم، 50 عاما على ذكرى النكسة، 30 عاما على الانتفاضة الأولى، وشعبنا ما زال ينبض بالحياة والحرية والخلاص، ويستذكر مسيرة الراحلين وينحني تقديرا لشهدائنا الأبرار ويكرم أسرانا البواسل، ننتصر معكم وبكم من أجل خلاصنا بالعلم والمعرفة والتعليم لتبقى رايتنا خفاقة في سماء الوطن، اليوم وفي كل يوم ينتصر شعبنا على جلاديه".
من جهته، قال نائب محافظ محافظة رام الله والبيرة حمدان البرغوثي: "ونحن نحيي يوم الأرض نقول ليس يوما للأرض ولكن كل الأيام للأرض، وكل التضحيات فداها، وإحياء يوم فلسطين لا يكون إلا بالعمل من أجلها ومن أجل إقامة دولتنا وعاصمتها القدس، ومن أجل الحفاظ على الأرض التي يستهدفها الاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري، وإحياء يوم الأرض بالعمل فيها وزراعتها من أجل حمايتها من المستوطنين والاحتلال".
وتخلل الاحتفال العديد من الكلمات التي أكدت على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، والتي أشارت إلى أن إحياء هذا اليوم واجب وطني، ودفاع عن حق فلسطين وشعبها في تقرير مصيرهم.
ويصادف الثلاثين من آذار للعام 2017، الذكرى الـ41 "ليوم الأرض"، الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية ، معلنين صرخة احتجاجية ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض".
وتعود أحداث هذا اليوم لعام 1976 بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في الداخل المحتل، وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا - الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- بأن إسرائيل صادرت نحو مليون ونصف المليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى العام .1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة
كما أن السبب المباشر ليوم الأرض هو إقدام السلطات الاسرائيلية يوم التاسع والعشرين من شباط من هذا العام، على مصادرة نحو21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل ومنها عرابة، سخنين، دير حنا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها لإقامة المزيد من المستعمرات الصهيونية في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب. وهو ما أدى الى إعلان الفلسطينيين الداخل وخصوصا المتضررين المباشرين عن إعلان الإضراب العام في يوم الثلاثين من آذار. وفي هذا اليوم أضربت مدن وقرى الجليل والمثلث إضراباً عاماً، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، وكانت أعنف الصدامات في قرى سخنين وعرابة وديرحنا.
وبلغت حصيلة أحداث يوم الأرض ستة من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى أرض الآباء والأجداد وسقطوا دفاعاً عن حقهم وأرضهم، لأنهم يحبون وطنهم وأرضهم. إن الإنسان الفلسطيني يحب وطنه ويحن إليه دائماً إذا ما ابتعد عنه، فالوطن ليس مكان للعيش فقط، بل هو العنوان والملاذ والمستقر، هو جزء من حياة المواطن الفلسطيني، امتزج حبه بعقله وقلبه حتى أصبح الفلسطيني يضحي بالغالي والنفيس في سبيل تحريره وإحقاق حقوقه.