اختتمت، أمس، في قاعة نسيب شاهين بجامعة بيرزيت، فعاليات يوم الثقافة الوطنية التي تواصلت ما بين الـ 13 من آذار ذكرى ميلاد الشاعر الكبير محمود درويش "يوم الثقافة الوطنية"، وذكرى يوم الأرض الخالد.
وشملت النشاطات ما يزيد عن 130 فعالية على كامل الجغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، وفي قطاع غزة، وفي الداخل الفلسطيني، متنوعة ما بين مختلف صنوف الإبداع الثقافي، ومستهدفة كافة فئات أبناء الشعب الفلسطيني، تحت شعار "الثقافة مقاومة".
وكرم وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان محمد عساف، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، ووكيل وزارة الإعلام د. محمود خليفة، ورئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف أبو حجلة، ممثلين عن 10 تجمعات سكنية يقاوم سكانها الاستيطان والجدار وجرائم المستوطنين وعنصرية الاحتلال بشكل يومي، نيابة عن 150 تجمعاً سكنياً فلسطينياُ يعيشون ظروفاً مشابهة، للتأكيد على أن "الثقافة مقاومة".
وتم تكريم القاص الفلسطيني المقيم في آيسلندا مازن معروف، والذي فاز بجائزة الملتقى للقصة العربية في الكويت بدورتها الأولىى عم مجموعته القصصية "نكات للمسلحين"، فيما قدمت فرقة أوف الاستعراضية المقدسية لوحات راقصة مبتكرة على خلفية أغنيات تراثية ووطنية فلسطينية وعربية.
وشدد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، تكتمل في حفل الختام ملامح الثقافة الفلسطينية، والتي يجسدها الصامدون في أرضهم، وأهلنا في القدس، وأهلنا في الشتات، كما في الضفة الغربية وقطاع غزة، في لوحة بانورامية عكست رؤية الوزارة وتوجهاتها من خلال فعاليات يوم الثقافة الوطنية.
وقال وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو: إننا بهذا التكريم نحتفي بيوم الأرض، ونحتفي بالذاكرة، ونحتفي بصمود شعبنا على أرضنا، رغم كل محاولات الاحتلال لاقتلاعنا واقتلاع الرواية وطمس الهوية .. رفعنا شعار "الثقافة مقاومة" كمظلة لفعاليات يوم الثقافة الوطنية لهذا العام، لتكون الرسالة رسالة صمود وتحد، فما بين الـ 13 من آذار والـ 30 من آذار سعينا إلى تجسيد حكاية شعبنا عبر المبدعين والمبدعات في كافة المجالات، وأيضاً رسم ملامح الثقافة الفلسطينية على كامل الجغرافيا، دون حواجز ودون جدار ودون حواجز مرور عسكرية.
وأضاف: نريد أن تكون الثقافة الفلسطينية جامعة وموحدة وقادرة على تحدي سياسات الاحتلال ضد شعبنا .. في العام 2016 تمكنا في وزارة الثقافة من تنظيم 72 فعالية ثقافية في مختلف المحافظات بما في ذلك المناطق المهددة بالإزالة والمناطق المهمشة، والمدن والبلدات والقرى والمخيمات في قطاع غزة والقدس والداخل الفلسطيني والضفة، وكانت التجربة ملهمة برفقة الشركاء من مؤسسات وطنية، ومراكز ثقافية، ومؤسسات أكاديمية، وبلديات ومجالس قروية، وغيرها، وقدمنا رسالة مشتركة ما بين الوزارة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن يكون يوم الأرض مناسبة لتكريم الصامدين على أرضهم كجزء أصيل من ثقافتنا، وهو ما يحدث هذا العام أيضاً، مغ الإشارة إلى أن فعاليات يوم الثقافة الوطنية للعام 2017 تجاوز المائة وثلاثين فعالية.
وأكد بسيسو: في ذكرى يوم الأرض نقول للصامدين على أرضهم، الذين يعلموننا بصمودهم، كم أنتم عظماء، وأنتم ترسمون رسالة الأرض الفلسطيني .. أنتم تعلموننا كل يوم بصمودكم، وهذه هي الحقيقة .. أنتم من يعلمنا، فكيف لا نكرمكم في ذكرى اليوم الخالدة .. إنها رسالة المقاومة الفلسطينية عندما يتحدث النص والإبداع بالعمل الميداني السلمي على الأرض لمقاومة اضطهاد الاحتلال والاعتداءات المتكررة، موجهاً الإجلال والإكبار للشهداء الذي ضحوا بأعمارهم من أجل أن تسير فلسطين على درب الحرية، كما وجه التحايا إلى الأسرى والجرحى، فهؤلاء "يعلموننا الكثير والكثير" .. إنه ليس درونا في وزارة الثقافة، بل هو الواجب، أن نعقد كل الشراكات باتجاه تأسيس حالة جامعة في الثقافة الفلسطينية، كي ننتصر لروايتنا بإبداعاتنا بعيداً عن المناكفات والسجالات التي يريد لها الاحتلال أن تكون السمة السائدة على حساب التحرر والحرية.
وأشاد بسيسو بالإنجاز الذي حققه القاص والشاعر والمترجم والناقد الفلسطيني مازن معروف المقيم في آيسلندا، بفوزه مؤخراً بجائزة الملتقى للقصة العربية، لافتاً إلى أن حضور مازن الذي ولد لاجئاً في لبنان، ومن ثم هاجز إلى آيسلندا، إلى وطنه في فعاليات يوم الثقافة الوطنية، وقبلها في معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، يكرس مفهوم "العودة بالثقافة"، ليشكل مع مفهوم "الثقافة مقاومة" شعار الفعاليات لهذا العام رسالة الثقافة الفلسطينية.
وكان كل من رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، ورئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف أبو حجلة، تحدثا عن أهمية وخصوصية هذا الاحتفاء بتكريم الصامدين على أرضهم، وأهمية الفعل الثقافي الجامع الذي تجسد في فعاليات يوم الثقافة الوطنية، للتأكيد على الثقافة كأداة للنضال والصمود باتجاه التحرر، فشعب بلا ثقافة ولا هوية وطنية لا يمكن له أن يحقق طموحاته بالاستقلال عن الاحتلال، وبالتحرر.