فيما يمثل استعدادا لمرحلة ما بعد نظام الأسد، أكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي في ذروة استعداده لضرب "التنظيمات الجهادية" العاملة في سوريا بعد سقوط النظام.
وأكد معلق الشؤون العسكرية ألون بن دافيد أن الجيش الإسرائيلي يعمل حاليا على إعداد بنك أهداف خاص بالتنظيمات الجهادية لضربها، على افتراض أن هذه التنظيمات ستوجه سلاحها ضد إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، امس الأحد، أكد بن دافيد أن سلاح الجو استعان بالمعلومات الاستخبارية التي قدمتها له الاستخبارات في بناء بنك أهداف شامل، على اعتبار أن هناك أساس للاعتقاد أن إسرائيل ستكون مضطرة للتعامل مع التنظيمات الجهادية آجلا أم عاجلا.
وفي السياق، نوه بن دافيد إلى أن كل الدلائل تؤكد فشل الهجوم الذي خططه الحرس الثوري الإيراني ونفذته قوات حزب الله وجيش النظام في جنوب سوريا، سيما في منطقة الجولان ودرعا.
وأشار بن دافيد إلى أن قوات النظام وحزب الله تحولت إلى أهداف سهلة لقوات المعارضة التي أجبرتها على التحول من وضع الهجوم إلى وضع الدفاع.
واستند بن دافيد إلى تقدير استخبارية إسرائيلية ليؤكد أن حزب الله تكبد خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن حرص أمين عام حزب الله حسن نصر الله على البروز بمظهر الواثق من نفسه في مواجهة قوى المعارضة المسلحة من خلال حديثه عن قرب اندلاع معركة القلمون مبالغ فيه إلى حد كبير.
وأشار بن دافيد إلى الحي الذي تقطن فيه نخب الحكم السياسية والعسكرية السورية في دمشق تحول إلى هدفا للقصف، مما مس بمعنويات هذه النخب بشكل واضح.
وأوضح بن دافيد إلى أن هناك ما يدلل على تواصل حركة نزوح كبيرة للعلويين من دمشق باتجاه الساحل السوري، مشيرا إلى أن عائلة مخلوف، التي تنتمي إليها والدة بشار الأسد قد غادرت سوريا، في مؤشر على انعدام ثقتها بمستقبل الحكم العلوي في هذه الدولة.
ونوه بن دافيد إلى أن التقدير العام السائد في إسرائيل يؤكد أن قدرة حزب الله وإيران على الحفاظ على نظام الأسد تؤول إلى الصفر تقريبا.
وذات السياق، قال المستشرق البرفسور إيال زيسر، الذي يعد أهم مختص بالشأن السوري في تل أبيب إن "معجزة" فقط يمكن أن تحول دون سقوط نظام الأسد في ظل التراجع الكبير الذي طرأ على أداء قوات النظام وحليفه حزب الله.
وأكد زيسر في مقال نشرته، الأحد، صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن تعاظم فرص سقوط نظام الأسد جاء بعد أن نجحت الإستراتيجية العسكرية التي اتبعتها المعارضة المسلحة في انهاك قوات النظام واستنزاف طاقته بشكل قلص قدرته على مواصلة الصمود.
وشدد زيسير، على أن تهاوي معنويات الطائفة العلوية قد وصل لدرجة تقلصت معها دافعية الشباب العلوي للتطوع والقتال إلى جانب النظام، مشددا على أن النظام يعاني من نقص كبير في القوى البشرية، المعنية حقاً بمواصلة القتال.
وأوضح زيسر أن حقيقة أن السوريين السنة يرفضون القتال إلى جانب النظام منذ فترة طويلة جعلت النظام يعتمد فقط على الضباط والجنود العلويين.
ونوه زيسير إلى أنه حتى لو تجندت كل الطائفة العلوية إلى جانب نظام الأسد، فإن فرص هذه الطائفة في الصمود غير قائمة لأنها تمثل 10% فقط من إجمالي الجمهور السوري، مما يقلص من قدرة النظام على البقاء.
وأوضح زيسير إلى أن مشاركة الآلاف من عناصر "حزب الله" والميليشيات الشيعية إلى جانب نظام الأسد لن يغير أوضاعه البائسة.
وشدد زيسر على أن قوى المعارضة السورية أعطت كل المؤشرات التي تؤكد أنها تمثل بديل حكم أفضل من نظام الأسد، حتى لو أن الغرب لا ينظر يعين الارتياح لمعظم الفصائل المقاتلة المنضوية تحت إطار هذه القوى.
وأشار زيسير إلى أن الانجازات العسكرية المتتالية التي حققتها المعارضة المسلحة في الجنوب الشمال زادت من الضغط على الساحل، الذي يقطن فيه معظم العلويين.
وأضاف زيسير إلى أن ما يمكن أن يؤخر نهاية نظام الأسد هو أن تقف الإدارة الأمريكية بشكل واضح وجلي إلى جانبه وتمده بالسلاح والعتاد وتعمل بشكل مباشر ضد كل القوى التي تقاتله.