أطلع وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، وفداً من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية برئاسة الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة، على أوضاع مدينة القدس المحتلة، وحجم المعاناة التي تتعرض لها المدينة المقدسة جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وبيّن خلال استقباله الوفد في المسجد الأقصى المبارك، أهمية زيارة العرب لمدينة القدس والأقصى، لما في ذلك من تعزيز لوجود المقدسيين ودعم صمودهم، مشيداً بموقف مملكة البحرين في مد يد العون والمساعدة للشعب الفلسطيني.
واستعرض المخاطر التي تحيط بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى الذي يتعرض لهجمة غير مسبوقة وتسارعاً في وتيرة تغيير طابعه الإسلامي، لافتاً إلى المخططات الاستيطانية وأهدافها في القدس.
وحذر الحسيني من مخاطر وتداعيات دعوات منظمات يهودية متطرفة لاقتحامات واسعة لباحات المسجد عشية حلول عيد "الفصح العبري" من خلال المشاركة في فعاليات تمرين "ذبح قرابين الفصح" في منطقة القصور الأموية جنوب الأقصى.
وأدان سياسة التحريض الإسرائيلية التي تدعو المستوطنين المتطرفين لاقتحامات واسعة وغير مسبوقة لباحات المسجد، موضحاً أن هذه الدعوات التحريضية تضع القدس في عين العاصفة، وستؤدي إلى زيادة حدة التوتر في المدينة ومحيطها، وانفجار الأوضاع فيها، جراء سياسة الاحتلال العنصرية والتحريضية.
وطالب الحسيني بموقف عربي جدي للرد على السياسات الإسرائيلية التعسفية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة الأقصى ، بعيدًا عن لغة الاستنكار والإدانة المعهودة.
وأكد على فشل حكومة الاحتلال في بسط سيطرتها على القدس، وهو ما يتعارض وما ترفعه من شعارات واهية تسعى إلى تجسيدها على أرض الواقع، في تهويد المدينة المقدسة وتكريسها عاصمة موحدة لكيانها.
ودعا إلى الارتقاء بمستوى المسؤولية والحدث، واستخدام أوراق الضغط والنفوذ لدى المجتمع الدولي، من أجل ردع حكومة الاحتلال لوقف عدوانها على الشعب ومقدساته ومقدراته، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
من جانبه، ثمن مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب الرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، مبينًا الموقف الأردني الواضح والراسخ من الممارسات الإسرائيلية بحق الأقصى.
وأطلع الوفد الضيف على عمل دائرته التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في عمان، وأن موازنتها من الحكومة الأردنية، مبينًا مشاريع الإعمار الهاشمي الذي يتم تنفيذها في الأقصى.
وقدم الخطيب شرحاً مفصلاً عن تاريخ المسجد الأقصى وأهميته ومكانته لدى المسلمين في أنحاء العالم، معرباً عن أمله في تعزيز زيارات الشعوب العربية والإسلامية للمسجد للتأكيد على إسلاميته ودعم صمود الشعب الفلسطيني في بيت المقدس.
بدوره، شدد دعيج على أن زيارة الوفد لفلسطين تأتي تأكيدًا على دعم الشعب الفلسطيني، وتعزيزًا لصموده وتحديه للاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.
كما نقل تحيات عاهل البحرين الشيخ حمد بن خليفة وأمنياته في حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، وفي مقدمتها حقة بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وبيّن أنه تم منح جائزة "المدينة العربية المسؤولة اجتماعيًا للعام 2017" لمدينة القدس، للدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية لدولة فلسطين فيها، منوهاً إلى أنه سيتم التعاون بين الطرفين لتنفيذ أربعة مشاريع خلال عام 2017 في المدينة.