تقول السيدة آية، زوجة محمود مبارك، المتهم بارتكاب عملية تفجير الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، إنها ليست متأكدة من أن زوجها هو منفذ العملية، لأن الصور التى التقطتها الكاميرات للمُنفذ غير واضحة، ولا تنقل الملامح كاملة!.. وتقول إنه كان ملتزما يصلى فى المسجد ولم تظهر عليه أشياء مريبة خلال الفترة الماضية!.
ويقول شقيقه محمد إن محمود عمل فى الكويت عاماً، وإنه لم يسمعه يتكلم عن العنف أو التكفير على الإطلاق، وإنه عاش وعمل مع الأقباط، ولم يجد منهم أى شىء سيىء!.
وتقول أجهزة الأمن إنها التقطت مكالمة أجراها محمود، قبل ارتكاب العملية، وإنه توجه بعدها بساعات محاولاً دخول الكنيسة، ولم ينجح فى دخولها، وإن الأجهزة المعنية تتتبع الأشخاص الذين أجرى هو معهم المكالمة، قبل أن يقرر التوجه إلى مسرح العملية!.
هذه كلها معلومات متاحة، وسوف تفيد فى النهاية، مع غيرها مما سوف يجرى الكشف عنه تباعاً، فى التوصل إلى حقيقة ما جرى بالضبط!.
غير أنى لم أجد فى كل ما قرأته، منذ يوم الحادث، شيئاً واحداً يجيب عن السؤال التالى الأهم: كيف عرف محمود مبارك أن البابا تواضروس الثانى سوف يصلى أحد السعف فى هذه الكنيسة بالذات، دون كنائس البلد؟!.
وبمعنى أدق: كيف عرف الفاعل، سواء كان هو محمود أو غيره، أن البابا سوف يكون موجوداً فى هذا المكان، صباح ذلك اليوم؟!.
إن الصحف الصادرة فى اليوم السابق على يوم التفجير لم تذكر حرفاً عن المكان الذى سيتواجد فيه البابا، فى اليوم التالى، ولو كانت قد ذكرت، لكنا قد قلنا إن الجانى عرف منها، وإنه توجه إلى مكان عمليته، بناء على ما طالعه فيها.. ولكن هذا لم يحدث.. فمن أين بالضبط عرف؟!.
إننى لم أسمع عن أن تحقيقاً على أعلى مستوى يجرى للتعرف على الطريقة التى استطاع بها محمود، أو استطاعت بها خليته المنشورة صور أعضائها، أن تعرف أن مرادها متاح الساعة كذا، فى الكنيسة المرقسية تحديداً دون باقى الكنائس، وأن على أحد عناصرها أن يتوجه إلى هناك.. لم أسمع ولم أقرأ.. مع أن هذه الزاوية هى الزاوية الأهم والأخطر تقريباً فى الملف كله؟!.
إن كثيرين يتهامسون عن أن اختراقاً جرى هنا أو هناك.. وأن من خلاله عرف منفذ العملية تحركات رأس الكنيسة، ورصد خطواته، ثم توجه إليه يريد حياته!.
كيف عرف؟!.. وممن عرف؟!.. وما هى عواقب وصول الاختراق إلى هذا المستوى.. تلك هى الأسئلة الثلاثة الأهم!.
عن المصري اليوم