قال مسؤول تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح في مخيمات لبنان العميد محمود عيسى" اللينو"، إن هناك سياسية متعمدة ومقصودة لقهر أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات ودفعهم نحو التهجير، محذراً من استخدام المخيمات لصالح أجندات خارجية.
وأكد اللينو، على أن المخيمات تعاني من أزمات كثيرة: اقتصادية، واجتماعية، وأمنية؛ ولأسباب عديدة أبرزها، عدم توفر أي مقاربة سياسية بين السلطة والحكومات الللبنانية المتعاقبة لإيجاد حلول للمشاكل العالقة في المخيمات.
تراجع دور فصائل المنظمة
وأضاف اأن المخيمات تعاني من أزمات كثيرة: اقتصادية، واجتماعية، وأمنية؛ لأسباب عديدة، أبرزها عدم توفر أي مقاربة سياسية بين السلطة والحكومات الللبنانية المتعاقبة لإيجاد حلول للمشاكل العالقة في المخيمات، خاصة الحقوق المدنية، والاجتماعية، وحق العمل والتملك... الخ. ومن هنا، نحن نرى أن هناك سياسية متعمدة ومقصودة لقهر أبناء شعبنا في المخيمات، ودفعهم نحو التهجير. ونرى، أن هناك تراجعا في دور فصائل منظمة التحرير، وخاصة حركة فتح، وهذا الأمر نعتبره مقصودا، حتى نصل إلى حالة فراغ داخل المخيمات؛ لاستخدام المخيمات في لبنان لأجندات خارجة عن المشروع الوطني، لذلك يجب تحصين المخيمات وتعزيزها.
تابع: "أنا أتحدث عن دراية، وأنا على رأس "مؤسسة الكفاح المسلح " وهي مؤسسة متعلقة بمكافحة الجريمة والإرهاب، وجدت أن هناك متطلبات ضرورية لإنجاح العمل داخل المؤسسة، وكنت أجد ـم هناك رفضا لتوفير هذه المتطلبات، من قبل الجهات في رام الله، وكل ذلك أدى إلى تراجع كبير.
تخلي السلطة عن مسئولياتها
ونوه إلى أن الخلاف مع الجهات الأخرى بسبب تخليهم عن مسؤولياتهم داخل المخيمات، ما أدى لترك فراغ لقوى مناوئة استخدمت تلك المخيمات لأجندات غير فلسطينية وغير وطنية.
وأردف: "طرقنا ناقوس الخطر، وقلنا نحن ذاهبون لمرحلة خطيرة جدا إن تركت الأمور. ومن هنا، جاء دور تيار الإصلاح الديمقراطي داخل المخيمات، بتشيكل شبكة شبابية ولجان شعبية ولجان قواطع بديلة. لكنها لا تحل محل المنظمة والمؤسسات الأمنية حتى نكون واضحين.
مؤسسة فتا تقدم خدمات للمخيم
وشدد اللينو على أن صندوق الرئيس لا يحل مشكلة وما يقدمه للطالب نسبة %30 إلى %35 من قيمة القسط الذي يعتبر عالياً جداً، وهذا لا يكفي، فضلاً عن المتطلبات الصعبة للحصول عليه.
وقال إن المؤسسات الأهلية والدولية، كالأونروا وغيرها، تقدم بعض الخدمات والأغلب فيها له علاقة "بالبزنس" حتى نكون واقعيين، لكن بعض المؤسسات تقدم خدمات تتعلق بالنبية التحية وترميم البيوت، أما الأونروا، فمنذ عامين أو ثلاثة بدأت بتقليص خدامته .. أتت مؤسسة فتا وتيار الإصلاح الديمقراطي قدمو أيضا خدمات للمخيم.
وحول الجهات التي تقف وراء هذا الدعم، قال إن النائب محمد دحلان، وتيار الإصلاح الديمقراطي، بذلوا جهداً كبيراً على المستوى الأمني وشكلنا وحدات عسكرية لها علاقة بقناعتنا، و قناعات أبناء الشعب الفلسطيني، لأن المطلب الأول كان تأمين الأمن، لأنه أخطر ما كان يواجهنا.
وتابع: "قدمنا نموذجاً ممتازا لمخيماتنا بشهادة المراقبين، الذين أثنوا على تلك الجهود، وحتى المؤسسات الأمنية اللبنانية، لذلك علاقتنا ممتازة معهم، لأننا أخذنا دورنا على أكمل وجه في المخيمات. لذلك كنا ننادي اخواننا في الأمن الوطني، وحركة فتح، وقلنا لهم، إن هذا التراجع خطير، وتلك هي مشكلتنا معهم".
الرئيس عباس رفع الغطاء عن مخيمات لبنان
وبيّن اللينو أن هناك قرار سياسي لهذا التخاذل، ويوجد توجه بتسليم المخيمات، وهذا الأمر الذي لن نرضى ونسمح به مهما كلفنا الأمر، لذلك، دورنا تخفيف المعاناة الموجودة و لكن المشكلة أكبر من أن تحل. على سبيل المثال: الأيام الماضية، حلت القوة الأمنية المشتركة من الفصائل المشكلة.
واعتقد أن هذا القرار ليس من مستوى القيادة على الساحة اللبنانية، وهي قيادة ضعيفة هزيلة. وأعتقد أن هذا القرار أتى من رام الله. وسبقه تصريحات للرئيس أبو مازن، تؤكد رفع الغطاء عن السلاح الفلسطيني والتنصل منه داخل المخيمات! رغم أن طاولة الحوار اللبناني - اللبناني اتفقت على تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، وضبطه وليس سحبه، ليأتي تصريح الرئيس عباس، ويقول أنه غير معني بسلاح المخيمات. ونحن نخاف أن يصل لدرجة زعرنة سلاح المخيمات. وهنا الخطورة، حيث يعطي المبرر لضرب المخيمات. واكد اللينو ان السلاح داخل المخيمات خارج عن سيطرت الرئيس عباس، حتى سلاح الفلسطينيين خارج المخيمات هو تابع للتحالف الفلسطيني ولا يملك قراراه .. ونتسائل: لصالح من تأتي التصريحات الأخيرة من أبو مازن؟ .. بدل من أن يعزز الوضع الأمني، وهو قادر على ذلك، كونه يمثل الشرعية الفلسطيينة أمام الحكومة اللبنانية، يأتي بتلك التصريحات التي نضع عليها علامات استفهام!
الجماهير متعطشة لفكرة ومبادئ فتح
ولفت اللينو إلى أنه لا تزال الناس متعطشة لفكرة ومبادئ حركة فتح، التي كانت دائما تحافظ على المشروع الوطني واللاجئين. لكن الأخوة، لاحظو أن هناك تراجع مخيف في سياسية قادة حركة فتح في المخيمات، وخروجهم خارج المخيمات، كأن هناك سياسية مقصودة لذلك! ومن هنا أتت فكرة تيار الإصلاح الديمقراطي الذي التف حوله الناس. وهذه الشعبية التي تراها، نحن متفائلين بها كثيراً؛ حتى تستعيد حركة فتح، صاحبة المشروع الوطني، وصمام الأمان لأبناء الشعب الفلسطيني بالشتات تألقها وعنفوانها.
وقال إن "مشروعنا يرتكز على ثلاث نقاط مهمة داخل المخيمات، سنعمل على تطبيقها في المستقبل القريب، أول خطوة، تقول إننا نحتاج لقوة أمنية فعالة، تحمي المخيمات. وتأخذ كافةأشكال الامن، إن كان أمن: اجتماعي أو اقتصادي أو مكافحة جريمة أو مخدرات... الخ. النقطة الثانية، نحتاج لجان شعبية منتخبه، فعالة، وليست لجان تعيين، كما هو جاري الآن في المخيمات. النقطة الثالثة، والأساسية، هي تنمية اقتصادية، وذلك ما نعمل عليه، ويوجد لدينا شبكة شبابية نشطة تقدم أفكارا عملية وممتازة. وتمويلها يأتي من المؤسسات الأهلية. وقمنا بأكثر من مشروع داخل المخيمات، التي لاقت استحسان وقبول القادة اللبنانين السياسين والأمنيين".
داعش والمخيمات
وقال "هذه العمليات بالأغلب تتحمل داعش وأخواتها المسؤولية عنها، كجبهة النصرة أو غيرها، التي من ضمن أجندتها السيطر على المخيمات. وهنا، موقفنا بالرد العسكري على هذه القوى لأن الحوار معهم لا يجدى نفعا. وقناعتي إن التعاطي مع هذه المجموعات لا يأتي الا بحل أمني وبلغة القوة. إخواننا بالأمن الوطني، مؤخرا، تعرضوا لاستهداف كادرهم، وعناصرهم، بدون أي رد! و يبدو أن هناك أوامر بعدم الرد. وذلك يضع البعض في دائرة مشبوهة! ونحن هنا بدأنا سباق مع المتطرفين اتجاه شبابنا، حتى لا يستخدموهم في الوضع الخارجي، و ذاهبين لتقديم اقتراح متكامل للإخوة اللبنانين، بعد حل اللجنة الأمنية المشتركة. رغم ملاحظتنا الكثيرة عليها. وقال أغلب المخيمات لنا فيها وجود قوي جدا، لكن مخيم عين الحلوة يوجد به مشكلة كبيرة وخاصة في بعض الأحياء المحاذية للمخيم. هذه المخيمات بعض أحيائها استولى عليها المتطرفون. ومن هنا نقول يجب الخلاص من تلك المجموعات التي أينما حلت حل الدمار والخراب. وموقفنا كتيار إصلاحي، وقوات عاصفة، داخل المخيمات معلن للأخوة اللبنانين. والفصائل إذا ما تقدمت أي خطة أمنية للتعامل مع تلك التنظيمات المتطرفة، نحن مستعدون أن نكون رأس حربة ونسخر كل امكانيتنا لها".
العلاقة مع الأحزاب اللبنانية
وشدد على ترابط العلاقة مع الأحزاب اللبنانية، قائلاً "لنا علاقة مع كافة الفصائل اللبنانية، وعلى مسافة واحدة من الجميع. ونتعاطى معهم بمسافة قربهم من قضيتنا الفلسطينية.
وحول العلاقة مع حماس قال "لنا علاقة مع كافة الفصائل الفلسطينية دون استثناء هناك تواصل واجتماعات وتحديدا مع حماس لما فيه مصلحة لأبناء شعبنا في المخيمات. نتشاو، وكثيرا ما يأخذوا رأينا في العديد من المسائل، وبشكل دائم. حتى نعزز صمود أبناء شعبنا داخل المخيماتـ ويوجد ثقة كبيرة بتيار الإصلاح الديمقراطي، على خلفية ما قدمناه داخل المخيمات، والأثر الايجابي الذي تركناه هناك.
ويذكر أن العميد محمود عيسى الملقب بـ "اللينو" يقود التيار الإصلاحي الموالي للنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان ويشكل من خلاله قوة رئيسية يتمتع بها القيادي الفلسطيني محمد دحلان في مخيمات اللجوء الفلسطيني يقدم لها الدعم والمساعدة بشكل دائم.
عن الشروق العربي