قامت الممثلة الأميركية ديمي مور، في عام 1997، ببطولة فيلم "جي أي جين G I Jane" والذي لعبت فيه دور "جوردان أونيل" الضابط بالمخابرات البحرية الأميركية برتبة ملازم، والتي تواجه اختباراً صعباً للغاية عندما تم تجنيدها لتصبح أول امرأة يسمح لها بالتدريب في وحدة العمليات السرية المعروفة باسم "الوحدة البحرية للعمليات البحرية والجوية والبرية". لم يكن يتوقع لها النجاح، بل إن العديد من كبار العسكريين، بما فيهم سيناتور ليليان ديهافن كانوا يراهنون على فشلها، إلا أن "أونيل" تصمد، وعندما ينتهي تدريبها بأن يتحول إلى عملية إنقاذ ومساعدة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط يصاب القائد، وتتولى "أونيل" كل مسؤوليات القيادة لإنقاذه وإنقاذ العملية.
وبعد 17 عاماً وتحديداً في إلفيروم بالنرويج، تم إنشاء الـ"جيجيرتروبن" النرويجية، أو ما تسمى بـ"قوات الصيد"، وهي أول وحدة عسكرية لقوات خاصة في العالم، قوامها من النساء، بحسب تقرير نشره موقع "ان بي سي نيوز NBC News". وبعد مرور أكثر من عام على قرار إلغاء وزارة الدفاع الأميركية حظراً طويلاً على النساء اللواتي يخدمن في مهام قتالية أرضية، تم تدريب عدد قليل نسبياً منهن أو تعيينهن لهذه الوظائف في الجيش الأميركي.
وتحركت النرويج بسرعة أكبر لكسر الحواجز العسكرية بين الجنسين. وقد سن برلمانها فى الثمانينيات تشريعات فتحت جميع الأدوار العسكرية للمرأة. وفي العام الماضي، أصبحت النرويج أول بلد عضو بحلف شمال الأطلسي تقوم بتطبيق التجنيد الإلزامي للنساء. غير أن إدخال وحدة القوات الخاصة النسائية، في العام 2014، قد دعم من مكانة المرأة أكثر من غيرها فى #الجيش_النرويجي. وبدأت الوحدة بعد أن شهدت القيادة الخاصة للقوات المسلحة النرويجية حاجة متزايدة لجنديات عمليات خاصة - وبخاصة في أماكن مثل أفغانستان، حيث تمنع القوات من الذكور من التواصل مع النساء.
وكان لإقصاء نصف السكان أثر ضار على جمع المعلومات الاستخباراتية وبناء علاقات مجتمعية. وقال كولونيل فرود كريستوفرسون، قائد القوات الخاصة في النرويج: "عندما نشرت النرويج قواتها في أفغانستان رأينا أننا في حاجة إلى مجندات من النساء ، ليعملن كمستشارات لوحدة الشرطة الخاصة الأفغانية، التي كنا نقوم بتوجيهها، وكذلك أيضاً عندما كنا نقوم بعمليات اعتقال".
وأضاف: "كنا بحاجة إلى جنديات لرعاية النساء والأطفال في المباني التي نقوم بتفتيشها.. لذلك تم إنشاء وحدة كل قوامها من النساء ومصممة خصيصا لتدريبهن". وقال كريستوفرسون: "إن إحدى المزايا التي نراها مع الوحدة النسائية هي أننا يمكن أن يكون لدينا برنامج مصمم خصيصاً، وانتقاء مصمم خصيصاً للمشاركات في العمليات من الإناث".
وأوضح أنه في نهاية البرنامج الذي يستمر عاماً كاملاً، تصبح لدى النساء قدرات تماثل تلك المتوافرة لنظرائهن من الذكور. وقالت إحدى عضوات الوحدة، تونجي البالغة من العمر 22 عاماً، إن الوحدة دليل على أن بإمكان النساء القيام بنفس الوظائف التي يقوم بها الرجال، حتى في المجال العسكري الذي يهيمن عليه الرجال.
وقالت تونجي، التي لم تذكر اسمها بالكامل التزاماً بقواعد الوحدة: "نحن نحمل نفس الوزن على الظهر مثل الذكور.. إننا نؤدي نفس المهام". وتشمل هذه المهام في معسكر "ترنينغموين"، على بعد حوالي 160 كم شمال أوسلو، القفز بالمظلات من الطائرات العسكرية ، والتزلج في السهول الجرداء بالقطب الشمالي والتنقل في الغابات والقتال في المناطق الحضرية. وأضافت أن السلاح ، وما يحمل على الظهر وغيره من العتاد، الذي يزن أكثر من 50 كغم، "يمكن أن نحمله على مسيرات طويلة".
لكي يتم التأهل للانضمام إلى وحدة الـ"جيجيرتروبن"، يجب على المتقدمات للالتحاق أن يقمن بالجري حوالي 7 كيلومترات، وحمل 30 كغم من العتاد العسكري في أقل من 52 دقيقة. وهذا لا يتعدى مجرد 3 دقائق أقل من نظرائهن الذكور، الذين يجب أن يفعلوا نفس الشيء في أقل من 49 دقيقة. وبعد مرور 3 سنوات على برنامج التدريب بالوحدة العسكرية النسائية، اعترف الجيش النرويجي بأنها وحدة ناجحة بالفعل. وقال كريستوفرسون: "إنهن متوافرات لنا عندما نحتاج إلى جنديات للمشاركة في عمليات بالخارج".
ماري، التي تبلغ من العمر 20 عاماً، أوضحت أنها انضمت إلى الجيش لمتابعة خطى جدها وأبيها. وأضافت: "إذا احتاجوا إلي، أعتقد أنها ستكون فرصة عظيمة لخدمة بلدي، ولأكون كذلك قادرة على المساهمة بشكل إيجابي في وسط بيئة ذكورية خشنة". وبحسب ماري، فإنه "مع المهارات التي نحصل عليها فى هذا العام، أعتقد أننا بالتأكيد يمكن أن نستمر في البناء عليها ونصبح مجندات قادرات للغاية، ربما نكون فى نفس قدرة الذكور".
ويقول القادة إن الوحدة النسائية تسير في طريقها الصحيح بالفعل. وقال كولونيل أولي فيدار، الضابط المسؤول عن البرنامج التدريبي، إن إحدى المجندات أطلقت النار مؤخراً أفضل من بعض الرجال في فصيلة النخبة. وأضاف أن الوحدة النسائية أظهرت أيضاً إحساسا أقوى بالتضامن بين أعضائها. وقال إنه على الرغم من بعض الشكوك في البداية، إلا أن البرنامج حقق نجاحا فوريا مع أكثر من 300 من المتقدمات في السنة الأولى وحدها. وتم بالفعل تلبية كل اشتراطات ومتطلبات الدخول. وقال فيدار "إن الفتيات يأتين على استعداد أفضل من ذي قبل".