عز الدين حسين أبو صفية
كانت رائحتةُ تزكُم الأُنوف ٠٠٠
ورائحةُ فمه وعفن أنفه تجعلنا لا إرادياً نتقيء ٠٠٠
لم يُجِد إتقان ربط رباط حِذائه ٠٠٠ فيستعيض عنه بشبشبٍ بلاستكيّ ممزق ٠
ولم يُجِد ترتيب هدومه ولا جواربه ، ولا حتى تمشيط شعره المُبَعثر والمُجَعد لكثرة إتساخه وإمتلائه بالأتربة أسابيعاً طويلةً ٠
لم يكن فقيراً ، بل كان وَسِخَاً ، طويل اللسان ، ولا يُجد إنتقاء الكلمات ٠٠٠ كان همجياً ، لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب ، ( كما يقولون ) ، ٠٠٠
مُستهزئاً بكل شيء ، حتى بالقيم الإجتماعية والسلوكية والدينية والنضالية ،٠
طويلُ اللسان ، ولكنه قصير الذراع غير معطاءٍ ولا متعاون مع الغير ، ولكنه دائم الجلوس على قارعة الطريق ، يستهزئ بكل شيء ، وبالمارة ، من صبايا ، و صبيان ، ورجال ، ونساء وحتى بالشيوخ ٠
وكان أيضاً و كان ٠٠٠
نفضَ الوقتُ الغُبارَ عن زَمَنِهِ ، ومرت عاصفةُ الكذب ، فقلبت كل شيء رأساً على عَقِب ، وأصبح ذاك الرويبضة ، يخوضُ حروباً قذرةً بلسانه ضد من صنعوا التاريخ والثورة والمجدَ والنضال ٠
فتلقفته فضائيات العُهرِ و التَعهير ٠٠٠ فصالَ ، وجال َ ٠٠٠
وكان ذلك الطريق القصير الذي أوصله إلى تلك المزبلةِ النظيفة التى تنتظر من يملأها قذارةً ٠٠٠ فملأها ٠
ورغم أن الماء والصابون والشامبو أصبح مُتَوَفِراً لديه ، ورغم إستحمامه اليوميّ ، إلا أنه ظل قذراً ، رغم أنه أصبح مسؤولاً فى مملكة المتسلقين ، ورغم اللبس الفاخر الذى يرتديه ، إلا أنه ، ظلَ مُرَهدَلاً قذراً ، يملأُ عيناه القذاء ، ويملأ فَمَه العفن ، ولا يُجيد لِبسَ الحِذاءِ ، فيلجأ إلى لبس ( البوت الرياضي ) ، رغم أنه يكون لابساً البُدَل الفاخرة ٠
أصبح عنده سيارة ، ثم جيب ، ثم سيارات ومرافقين ، ورغم ذلك إلا أنه ظل عفناً ،،،
ورغم أنه كان يعتقد بأنه أصبح قائداً ٠٠٠
إلا أنه ظل يكرهُ المناضلين والمُتعلمين ،، ويكرهُ التاريخ ٠٠٠
ولا زال يكره كل شيء ٠٠٠
ويركب الموجَةَ ٠٠٠
فأصبحَ البحرَ حزيناً ٠٠٠