يتمتع النواب البرلمانيون بالحصانة في كل أنحاء العالم، ولا يتم انتهاك هذه الحصانة إلا عند مخالفتهم للقانون وبتم رفع الحصانة عنهم بإجراءات تقترب كثيرًا من التعقيد.
ولا يخفى على أحد ما حصل ويحصل للنواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، والذي تم اعتقال 450 نائبًا منهم بدون أي تهمة؛ لكن الاحتلال يصر دائمًا على انتهاك كل القوانين والأعراف الدولية التي تحصن النواب وتمنحهم حصانة خاصة من أي اعتداء أو اعتقال.
وبالرغم مما قام به الاحتلال إلا أن العالم الذي يصف نفسه بأنه حر لم يحرك ساكنًا من أجل إجبار الاحتلال الإسرائيلي على الإفراج عن النواب الأسرى، واكتفى العالم الحر كي يطلق على نفسه بإدانات لا تكاد تسمع وخالية من أي جدية.
وما زال في يومنا الحاضر نواب أسرى في سجون الاحتلال على رأسهم الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي والنائب عن حركة فتح مروان البرغوثي والنائب عن الجبهة الشعبية أحمد سعدات ولم تتم أي محاولة جادة من قبل العالم الحر من أجل إخراجهم وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على التراجع في انتهاكاتها المخالفة للأعراف والقوانين الدولية.
والغريب أن رائدة العالم الحر أمريكا كما تدعي، أيدت ما قامت به "إسرائيل" اعتقال ثلث نواب المجلس التشريعي 2006 في عهد الرئيس بوش الأب ولم تستنكر على "إسرائيل" بالرغم من مخالفتها للقوانين الدولية، ولم يكتف الاحتلال بذلك بل ظهرت كتلة التغيير والإصلاح الحاصلة على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي عام 2007 بالرغم من سماحها للكتلة ذاتها بدخول الإنتخابات عام 2006.
والنواب الأسرى مصطلح فلسطيني خالص ولا يمكن أن تحوله أو يمكن أن يجول في أي مكان في العالم، ففلسطين لها قاموسها الخاص في المصطلحات بسبب وجود الاحتلال الذي ما زال يتخاذل في أكبر جريمة بالتاريخ بإبادتها شعب بأكمله وطرد إجباري من أرضهم وتشريدهم في أنحاء العالم، ويحرمهم من أبرز الحقوق الإنسانية وهو حق المواطنة.
ورغم اعتقال الاحتلال للأسرى النواب عدة مرات إلا أنهم سيبقون منارةً للعالم الحر الحقيقي وليس المزيف، فالأحرار وإن قيدت السجون أجسادهم إلا أنهم يبقون بأرواحهم أحرارًا يرفضون الذل والهوان والخضوع، والأسرى النواب هم في طليعة أحرار العالم بالرغم من وجودهم في سجون الإحتلال إلا أنهم المنارة التي يهتدي بها أحرار العالم.