كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، عن الدور الكبير الذي تلعبه الولايات المتحدة في عودة التقارب المصري- السعودي.
ولفتت المصادر لصحيفة "العربي الجديد"، في بيانها اليوم الاثنين، إلى أن تحركات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الفترة الماضية لوقف تمدد نفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط وسعي مصر في الوقت ذاته لعلاقات متطورة مع الولايات المتحدة بعد فترة من الجفاء خلال حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما دفعا لتقريب وجهات النظر بشأن الملفات الساخنة في المنطقة وفي مقدمتها سورية واليمن وليبيا والموقف من الدور الإيراني.
وذكرت أن ترامب أدى دورًا كبيرًا في تقارب الرؤية المصرية السعودية بشأن الملف السوري الذي ظل "مربط الفرس" بحسب المصادر في العلاقات بين البلدين.
وأشارت إلى أن الخطة الأميركية التي أفيد بأن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون طرحها على روسيا لحل الأزمة السورية ووقف الحرب هناك، وتتكوّن من ثلاث مراحل لاقت قبولاً من الطرفين.
وأكدت المصادر أن القاهرة والرياض اتفقتا على ما يشبه ميثاق شرف ينص على اعتبار إيران "خطرًا يهدد الأمن القومي العربي، وضرورة مواجهتها بكافة السبل ودعم مصر للسعودية في خطواتها في هذا الصدد".
وبينت أن مشاورات مصرية سعودية سبقت زيارة السيسي اتفقت على ضرورة العمل على سرعة الانتهاء من طي صفحة ملف اليمن عبر التسريع في التوصل لحل يضمن للسعودية ألا تخرج في صورة المهزوم من الحرب، موضحةً أن هذا الملف متعلق بولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
واتفق الملك السعودي والرئيس المصري خلال محادثاتهما أمس الأحد على تنمية وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، كما أفادت الرئاسة المصرية في بيان.
وذكر البيان أن السيسي دعا العاهل السعودي لزيارة القاهرة في القريب العاجل وأن الملك سلمان رحب بذلك ووعد بإتمام الزيارة في أقرب فرصة.
وتطرقت المباحثات إلى مكافحة "الإرهاب"، واتفق الطرفان على ضرورة "تنسيق الجهود وتكثيف التشاور بين كافة الأطراف المعنية على الساحة الدولية لصياغة استراتيجية متكاملة لمواجهة تلك الظاهرة التي باتت تهدد العالم بأسره".
وأكدا أيضًا "أهمية مجابهة كل محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وقطع الطريق على المساعي التي تستهدف بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء حفاظاً على الأمن القومي العربي، باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق أمن واستقرار الدول العربية"، بحسب البيان المصري.
وكانت العلاقات المصرية السعودية قد تعرضت لهزة عنيفة إثر تعثر تسليم النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي جزيرتي تيران وصنافير للمملكة في إطار اتفاقية إعادة تعيين الحدود البحرية بين البلدين الموقّعة في القاهرة في مارس/آذار من العام الماضي خلال زيارة الملك سلمان، والتي تنازلت بمقتضاها الحكومة المصرية عن السيادة على الجزيرتين للمملكة.
وأتبع ذلك التعثر قرارات سعودية كان أبرزها وقف شركة "أرامكو" الإمدادات البترولية الشهرية لمصر مما تسبب في أزمة بالغة للنظام المصري قبل أن تعاود الشركة الضخ مرة أخرى بعد توقف استمر لأشهر.