دعا مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي الثامن "الخليل.. واقع وتحديات"، الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في مدينة الخليل، جماهير الأمتين العربية والإسلامية إلى شد الرحال نحو القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي وكافة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، ودعوة العلماء والدعاة إلى حث المسلمين على ذلك باعتباره فضيلة دينية وضرورة سياسية، يفرضها واجب حماية القدس وكافة الاماكن المقدسة في فلسطين.
وطالب المؤتمر في بيانه الختامي اليوم الثلاثاء، الأمتين العربية والإسلامية من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكافة المؤسسات ذات الصلة، بضرورة تكثيف الجهود لحث المسلمين لعمل وقفيات يخصص ريعها للقدس والخليل لصالح المؤسسات العلمية والصحية والاجتماعية والخيرية بكافة أشكالها من أجل دعم الصمود والرباط وتثبيتهم في مواجهة الاحتلال وأطماعه فيهما.
وأكد على ضرورة عمل المؤسسات الدولية بشكل حثيث لتثبيت الخليل على قائمة التراث العالمي، لما تحويه هذه المدينة من أماكن تاريخية وتراثية، والعمل أيضاً على ترميم المقامات والأماكن الدينية الإسلامية لما فيها من حفاظ على الهوية الدينية والحضارية للمدينة مقدمة لتسجيلها في قائمة التراث العالمي.
وطالب المؤسسات الدولية والحقوقية بالعمل على إلغاء التقسيم الزماني والمكاني، الذي فرض على المسجد الإبراهيمي الشريف، إثر المجزرة التي ارتكبت في عام 1994م، وإلغاء كافة مظاهر وجود الاحتلال الإسرائيلي في داخل المسجد ومحيطه.
وشدد المؤتمر على ضرورة دعم ومؤازرة البلدة القديمة في الخليل اقتصادياً، وسياسياً وسياحياً لرد هجمات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة لتفريغها من سكانها ومحلاتها التجارية، إضافة إلى دعم المواطن في داخل البلدة القديمة وخارجها لتثبيته فيها، مطالباً بمؤازرة أبناء الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده المهددة بالتهجير خاصة مناطق "المسافر".
كما دعا المؤسسات الحقوقية الدولية للعمل بالسرعة الممكنة على فتح "شارع الشهداء"، وإزالة جميع أشكال الاحتلال الاستيطانية، وإعادة فتح السوق المركزي، والمحلات التجارية، وبيوت المهجرين منها، وتمكين أصحابها من العودة إليها.
وأوصى بنشر التعريف بالمسجدين الأقصى والإبراهيمي باللغتين العربية والإنجليزية وأية لغات أخرى ممكنة، على أن تتولى ذلك وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الخارجية وكافة الجهات والدوائر ذات العلاقة، ونشره على المواقع الرسمية الالكترونية.
وتوجه المؤتمر بالشكر والعرفان للرئيس محمود عباس، على تفضله برعاية هذا المؤتمر وتقديم كل أشكال الدعم له، واعتمد أيضاً كلمة رئيس الوزراء رامي حمد الله وثيقة تاريخية من وثائق المؤتمر التاريخية، وموجبة بالعمل على أساسها، ووفقها، واعتبارها برنامج عمل واجب التطبيق.
وأكد المؤتمر على ضرورة الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني، معلناً دعمه للجهود المبذولة من قبل الرئيس وحكومته لإنهاء الانقلاب وآثاره المدمرة على القضية والشعب الفلسطيني.
وشدد على وقوفه أمام مجريات الجلسة السياسية، التي أضاءت الموقف الصريح لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها وسعيها الحقيقي والجاد للرقي بالواقع الفلسطيني، وإنهاء كل مظاهر الانقلاب وتكريس وتوحيد الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وعاصمتها القدس.
وتوجه المؤتمر بتحيةِ إكبارٍ واعتزاز، إلى الأسرى البواسل في سُجونِ وَمُعتقلاتِ الاحتلال الإسرائيليّ، والمُضربينَ منهم عن الطعام، الذين يُوحِدونَ الشعبَ جميعَهُ خَلفَ مطالبِهِم الإنسانيةِ العادلةِ، وَيستمرونَ في صُمودِهِم الأُسطوريّ، وفي ثَورتِهِم ضِدَ الظُلم والطُغيان وقسوة الأِسرِ والسَجان، لنيلِ حُقوقِهِم وتكريسِ مكانتِهِم كأسرى حَرب وفقاً للقانون الدَوليّ.
وحمل المؤتمر الحكومةَ الإسرائيليةَ المسؤوليةَ الكاملةَ عن سلامَتِهِم وَحياتِهِم، ويدعو دُولَ وشعوبَ العالمِ لنصرةِ أسرانا في إضرابِ الحُريةِ والكرامةِ، وناشد المُجتمعَ الدَوليَّ، بكافةِ مؤسساتِهِ الحُقوقيةِ وقواه المؤثرةِ، تحملَ مسؤولياتِه والتدخلَ الفوريَ لإنقاذِ حياتِهِم وإنهاءِ المُمارساتِ العُنصريةِ القاسيةِ التي تُمارَسُ ضِدَهُم، كَمُقدمةٍ للإفراجِ عَن أسرى الحُريةِ جَميعِهِم، بلا قيدٍ أو شَرطٍ..
وثمن الدور الهام للباحثين والأكاديميين المشاركين في المؤتمر من خارج فلسطين وداخلها، شاكراً اللجنة العلمية على دورها المميز في متابعتهم طيلة الأشهر الماضية والعمل على إعداد الأبحاث والتي تقرر نشرها في كتاب خاص بالمؤتمر .
كما توجه المؤتمر بالشكر إلى الجهات الراعية المشاركة ولمؤسسات الخليل الوطنية، الرسمية والأهلية على مشاركتها الفاعلة بإنجاح المؤتمر بما قدمته من دعم سخي على المستويين المادي والمعنوي.
وأعرب المؤتمر عن تقديره وامتنانه لضُيوفِ فلسطين القادمين إليها من (كرواتيا، والجبل الأسود، وروسيا، وتركيا) الذينَ لبوا النداءَ انتصاراً لشعبِنا ورَفداً لجهودِهِ، وكذلك الذينَ منعَ الاحتلال حُضورَهم.
وتمنى المؤتمر توسيعَ هذا الدَعم والمُساندةِ كي نتمكنَ من القيام بمسؤولياتِنا الكاملة في نَصرةِ القُدسِ وحِمايتِها ومواجهةِ المخاطر المُحدقةِ بِها. وأعرب عن تطلعه إلى تَدفقٍ أكبر للزائرينَ مِن بلاِدِكم ومن أصقاعِ العالمِ، للقُدسِ والمسجد الأقصى والحرَم الإبراهيميّ، وإلى كُلِ المواقعِ الأَثريةِ والدينيةِ والسياحيةِ في بلادِنا. وكُلنا أملٌ بأن نعقدَ هذا المؤتمرَ العامَ القادمَ في رِحابِ القُدس وبينَ أسوارِها وَقد تحررتْ بِلادُنا، ونالَ أسرانا البواسلُ حُريتَهُم، وسقطتْ إلى الأَبد كافةُ أشكال الاحتلال والاستعمار.
وبحث المؤتمر الذي عقد برعاية من الرئيس محمود عباس، العديد من الأبحاث وأوراق العمل التي قدمت، بعنوان: ( الخليل... واقع وتحديات)، وقد عبّر المؤتمر عن تضامنه المطلق مع قضايا الأسرى ومطالبهم المشروعة .
ووقعت خلال المؤتمر ثلاث اتفاقيات هامة مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات.