الفقر في غزة وراء انتشار الجرائم الأسرية .

التقاط.PNG
حجم الخط

 

تتوالى الاحداث المأساوية في قطاع غزة من فقر وبطالة وحصار خانق وقتل وعنف ، ازدادت وتيرة هذه الاحداث بعد خصم 30% من رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة ، الذي ادى الى انتشار الجرائم والتي باتت صادمة نتيجة تزايدها بشكل ينافي لكل الغرائز الانسانية السوية وباتت هذه الظاهرة خطرا يمثل عائقا كبيرا امام الأسر التي اصبح منالها الوحيد العيش في أمن وأمان .

تعزى اسباب انتشار العنف والجرائم في قطاع غزة الى :-

اولا :- الفقر ، كثيرا من مرتكبي الجرائم في القطاع يعانون الفقر الشديد وعدم توفر وسيلة للعيش الكريم ، نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب  في غزة جعل لكل انسان غير سوي ان يلجأ الى القيام بهذه الجرائم لعله ان يجد مصدرا آخر للمال من اجل ان يعيش حياة كريمة لنفسه ولأسرته ، قلة الدخل الشهري هو سبب اساسي لكل السلوكيات الاجرامية .

ثانيا :- من اكثر الاسباب التي تعزز الجرائم هي الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها القطاع نتيجة الحروب الثلاثة المتوالية على القطاع ، ونتيجة المناكفات الحزبية ، وحالة الانقسام الداخلي ، ونتيجة الحصار الخانق والذي أثر سلبا على نفسية الكثير من سكان قطاع غزة ، ادت هذه الحالة الى وجود خلل في كيمياء المخ وبالتالي خلل في شخصية البعض وبالتالي القيام بأفعال غير سوية نتيجة الحالة المرضية التي يعاني منها البعض والتي هزت الطبيعة الانسانية في غزة من جذورها .

ثالثا :- السبب الذي لعب دورا مهما في كثرة الجرائم هو قلة التواصل الاجتماعي بين الأسر ، الوسط الاجتماعي قد يدفع الفرد الى ارتكاب الجرائم نتيجة عدم قناعته بالمجتمع الذي يحيط به وبالتالي اللجوء الى العنف لحل الاشكاليات وليس اللجوء الى الحوار لحل المشاكل .

رابعا :- المرأة لها دور بارز في انتشار لغة العنف نتيجة الضغوطات التي تعانيها من الفقر والحالة المعيشية بعض النساء يعانين من الطلاق نتيجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ، وهذا العامل كان هاما ومؤثرا في تشجيع السلوك الانحرافي .

خامسا :- وجود فراغ فكري وثقافي وتربوي لدى بعض الافراد الذين لجئوا لهذه الاساليب .

سادسا :- انتشار السلاح بين المواطنين .

في النهاية هناك الكثير من المؤثرات في قطاع غزة تدفع افرادها الى القيام بسلوكيات مَرضية من اجل تفريغ الطاقات السلبية والتي تدفع البعض للقيام بكل هذه السلوكيات المرضية ، هذه الجرائم المتلاحقة التي يشهدها القطاع يزعزع الامن في نفوس المواطنين والتي يرى الكثير ان الاسباب في انتشارها هي تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع نسب البطالة والضائقة المالية .

يستدعي الامر الى تكثيف الجهود لإيجاد حل لهذه الافعال عبر التوعية الاخلاقية والإنسانية والإعلامية وردع المواطنين بتنفيذ اقصى العقوبات على القائمين بهذه الاعمال الاجرامية حتى يكون عبرة للآخرين ، وتطوير القيم السياسية والاقتصادية وتحقيق الحوار وتأهيل المجرمين من خلال تعديل سلوكهم وتحسين الاوضاع الاقتصادية بإنهاء حالة الانقسام التي ضاعفت من وتيرة هذه الجرائم .