صورة: "علي بابا والحرامية" في عرض مسرحي مشوق بمدينة الناصرة

صورة: "علي بابا والحرامية" في عرض مسرحي مشوق بمدينة الناصرة
حجم الخط

لم أتوقع حين تلقيت دعوة لحضور البرنامج الراقص "علي بابا والحرامية" الذي قدمته فرقة موال للرقص الشعبي والحديث من مدينة الناصرة، التي يديرها الثنائي نهاد ومعين شمشوم، أن أكون أمام إنتاج فني متكامل، من حيث الرقص والموسيقى والتعبير الصامت.

ويمكن للمرء أن يقضي مدة ساعتين مذهولاً ومتفاجئاً من اللوحات الراقصة والتعبيرية، والموسيقى التصويرية التي أضفت على العمل رونقا بلغة الموسيقى مطابقاً ومتمماً لما نشهده من حركات راقصة.

خيالك الواسع لا يستوعب أن شبابنا بقيادة الفنانين: نهاد ومعين شمشوم، قادر على تركنا إذهال الحضور أمام اللوحات الراقصة التعبيرية، وأن تنقلك الأحداث الراقصة إلى داخل حكاية علي بابا والأربعين حرامي، من خلال عرض راقص ترافقه موسيقى تعبيرية لا يقدر عليها إلا فنان متمرس يتحكم بفنه الموسيقي، وقادر على أن يجعل اللحن أشبه بالكلمات التي تخاطب الجمهور.

لوهلة تعيدك الذاكرة إلى العروض الفنية في الاتحاد السوفييتي، من أوبريت، وباليه، ورقص شعبي، وغناء غجري، وكونسرتات موسيقية، ولكن المفاجأة الغير متوقعة في هذا المستوى الراقي الذي لا يقل بمستواه عن تلك العروض.

واستطاع البرنامج الراقص "علي بابا" أن يدمج بين الرقص التعبيري والتمثيل الصامت، مثل الباليه السوفييتي آنذاك "سبارتاكوس"، من خلال وضع موسيقاها الملحن الأرمني آرام خاتشادوريان، وأيضاً وضع الموسيقى التصويرية لعلي بابا ، الملحن النصراوي الموهوب والمبدع بشارة الخل.

وأبدع بشارة موسيقى تعبيرية عبرت بوضوح عن تطور وقائع أحداث الحكاية التراثية "علي بابا والحرامية"، ولعبت الموسيقى إلى جانب التعبير الراقص، دوراً هاماً، استطاع أن ينقل المشاهد إلى قلب الحدث، بموسيقاه التي تشبه رواية يتم سرد تفاصيلها.

وتمكن الموسيقار بشارة من دمج الخل بين اللونين الموسيقيين الشرقي والغربي، والانتقال بالمشاهد المستمع، إلى المضمون، لتعبر بكل قوة عن الحالات الدرامية في الحكاية الراقصة، بدءًا من الحوار، ووصولاً إلى العقدة واستمراراً للحدث الدرامي والتفجير طبقاً لتطور الحدث الحكائي بالرقص التعبيري.

وكتب السيناريو وأخرج البرنامج معين شمشوم، وما يميزهم أن معين ونهاد تتراكم لديهم خبرات طويلة، فقد أسسوا فرقة موال التي قدمت هذا العرض الراقص، عام 1982، ونشاطهم لم يتوقف منذ ذلك الوقت، حيث تسلموا في عام 1999 مركزاً خاصاً بهم وهو قاعة سينما ديانا سابقاً.

هذه الفرقة المبدعة تستحق كل دعم لتستمر بهذا العطاء الحضاري المميز، وتستعد فرقة موال النصراوية قريباً لإنتاج أوبريت غنائي راقص، سيكون ذلك خطوة كبيرة مميزة بمسيرة الفرقة ونشاطها الفني، خاصة أنشأت الفرقة مدرسة لتعليم الرقص الشعبي والحديث، تضم أكثر من 200 طالب من جيل 4 – 17 سنة.

وصمم الملابس للعرض مصمم الأزياء غصوب سرحان، وشكلت تصميماته بعداً إبداعياً للمضمون الحكائي للعرض الراقص، وصمم الديكور أحمد كنعان.

ويذكر أن فرقة موال شاركت بالعديد من البرامج المحلية والدولية، منها مهرجانات محلية وعربية، مثل مهرجان جرش في الأردن، وقدمت برامجها الراقصة في الدوحة، وقطر، والإمارات، ودبي، والشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة، ودار الأوبرا في القاهرة.، وأيضاً في دول غربية مثل بلغاريا، فرنسا، إسبانيا وألمانيا.