قال وزير التنمية الاجتماعية ابراهيم الشاعر، إن القضاء على الفقر والتهميش يحقق المصالح الوطنية والاجتماعية لجميع الفئات والشرائح دون استثناء، وأن الفرد الذي يعاني من الفقر ويعجز عن تأمين أبسط حاجاته الأساسية لا يستطيع حتماً المشاركة في مسيرة العمل الوطني، وبالتالي فإن مسؤولية إخراجه من دائرة الفقر هي مسؤولية المجتمع برمته ومسؤولية الحكومة.
جاء ذلك خلال جولة قام بها اليوم الأحد، في محافظة طوباس والأغوار الشمالية استهلها بزيارة لخيمة الاعتصام مع الأسرى في مدينة طوباس، برفقة نائب محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، والوكيل المساعد لشؤون المديريات الشمالية أنور حمام، ومدير مديرية طوباس رائد نزال، وعدد من ممثلي المؤسسات الأهلية والحكومية وقادة الأجهزة الأمنية في المحافظة.
وأكد، على أن الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يقفون موقفاً جاداً خلف أبطالنا الأسرى في نضالهم ومعركتهم التي يخضونها بأمعائهم الخاوية لليوم الرابع عشر لتحقيق مطالبهم الإنسانية.
وطالب الشاعر المجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل بالالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على حماية الأسرى خاصة الأسرى الأطفال والنساء منهم، وأوضح أن عدد الأسرى الأطفال فاق (300) أسير دون سن الثامنة عشر، مؤكداً على أن الإرادة الفلسطينية هي التي ستهزم الجلاد، وأن قوتنا تكمن في تضامننا ووحدتنا.
كما وأشار الشاعر إلى الأهمية التي توليها الحكومة لمحافظة طوباس كونها سلة غذاء الضفة الغربية، والتي تتعرض لهجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لمصادرة أراضيها والاستيلاء على مصادر المياه فيها، مما يحتم على الحكومة دعم صمود مواطنيها لثباتهم في أراضيهم والمحافظة عليها.
وأوضح الشاعر، أن وزارة التنمية الاجتماعية تجتهد وتبذل قصارى جهودها وتسعى دائماً للتعاون وبناء الشراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص لإيجاد أفضل الحلول وتطوير البرامج والتدخلات للحد من مشكلات الفقر وآثاره الاجتماعية، وتركز بشكل كبير على تمكين الأسر المهمشة والضعيفة اقتصادياً من خلال مشاريع صغيرة تقدمها لهم لإخراجهم من دائرة العوز إلى دائرة التمكين الاقتصادي والاجتماعي.
كما تباحث الطرفان حول سبل التعاون والشراكة الحقيقية لتطوير البوابة الموحدة للمساعدات الاجتماعية، والتي تهدف إلى مأسسة المساعدات وتوحيد قنواتها لمكافحة الفقر من أجل تحقيق التضامن والتكافل الاجتماعي.
وأكد الأسعد، على التعاون الحقيقي والفعال مع مديرية التنمية الاجتماعية في محافظة طوباس بهدف تنظيم العمل وخدمة الفئات الأكثر فقرا، كما شكر وزير التنمية الاجتماعية وكل الكوادر العاملة في الميدان لما تبذله من جهد لدعم صمود المواطن في محافظة طوباس والتي تعاني أوضاعا سياسية واجتماعية صعبة نتيجة الممارسات الاسرائيلية الهادفة بالسيطرة على الأراضي في محافظة طوباس والأغوار الشمالية.
كما قام الشاعر بتكريم ممثلي شبكة حماية الطفولة في المحافظة خلال حفل أقيم في قاعة المحافظة، معربا عن فخره بجنود الحماية الميدانيين وما يقومون به من دور حقيقي وفعال لحماية الأطفال ومساعدتهم وذويهم لمواجهة كافة أشكال العنف والمشكلات والتحديات التي يتعرض لها الطفل في المجتمع الفلسطيني خلال مراحل نموه المختلفة، والتي تتنوع على المستوى الخارجي عنف الاحتلال الموجه ضد الأطفال وانعكاسات ذلك على الأطفال، وعلى المستوى الداخلي إساءة المعاملة، والإهمال، والتسول، وأطفال بلا مأوى، ومشكلات الأيتام، وتشغيل الأطفال ونقص إشباع الاحتياجات، والتسرب من التعليم وانحراف الأحداث. وأشار إلى أن الوزارة تستهدف الأطفال من خلال حصول أسرهم على المساعدات النقدية، والمساعدات الطارئة والعينية والتأمين الصحي المجاني، وحصول أطفال القضايا الاجتماعية على الإعفاء من الرسوم المدرسية ومستلزمات السنة الدراسية لدعم وتنفيذ الحق بالتعليم وفقا لسياسة الحد من الفقر باعتبارها أهم استراتيجيات وزارة التنمية الاجتماعية.
وخلال جولته، تفقد الشاعر عدداً من مشاريع التمكين الاقتصادي التي منحتها الوزارة لمستفيدي برنامج المساعدات النقدية في منطقة طوباس وطمون، والتي استهدفت العائلات الأكثر فقراً، كما قام بزيارة جمعية المرأة الريفية في قرية العقبة التقى خلالها رئيس مجلس قروي العقبة الذي بدوره أطلعه على التحديات التي تعيشها القرية في ظل ممارسات الاحتلال ضد الأهالي هناك، وأكد الشاعر أن الحكومة الفلسطينية تولي أهمية قصوى لمساعدة العائلات في المناطق المهمشة والمعرضة لخطر الاستيطان، مؤكدا أن الوزارة تضع ضمن أولوياتها تمكين الأسر الفلسطينية في تلك المناطق لتحسين ظروف المواطن الفلسطيني ومساعدته على الثبات والصمود في وجه الممارسات الإسرائيلية التي تساهم في مجملها الى ترحيله.
وفي نهاية جولته تفقد الشاعر مديرية التنمية الاجتماعية في المدينة، والتقى طاقم العمل هناك ومدير المديرية رائد نزال الذي بدوره قدّم عرضاً شاملاً عن أداء المديرية ومراكزها في مدينة طوباس، وأهم العقبات التي تعترض تنفيذ برامج الوزارة، وعن خطط التشبيك والتواصل مع مؤسسات المجتمع المحلي التي تقوم بها المديرية لخدمة المناطق المهمشة والتجمعات البدوية هناك.