انتشرت مؤخرا اختبارات كثيرة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك , ولاقت اهتماماً كبيراً من قبل رواد الفيس والمشاركة في هذه الاختبارات, فهل لهذه الاختبارات أسباب خفية ؟! , هل يستفيد منها أحد ؟! , وهل هناك من يتابعها ويقوم بقراءة النتائج لمعرفة العقلية التي تقوم بمشاركة هذه النوعية من الاختبارات ؟!
من هذه الاختبارات : " ما هو سلاح شخصيتك الفتاك , لو كنت الرئيس، ماذا سيحدث للمجتمع والشعب ؟ هل أنت ذو شخصية مسيطرة ؟ اعرف نسبة إدمانك على الانترنت ؟ ما هي طبيعة شخصيتك ؟ اختبار تحليل الشخصية بتصرفك في غابة !" وغيرها كثير من الاختبارات , ولمعرفة تفاصيل ذلك كان لنا التقرير التالي :
في حديث خاص لوكالة خبر مع المهندس أسامة قاسم- وكيل مساعد للمعلوماتية والتخطيط والتطور- ، قال :" أعتقد أن هذه الاختبارات تستثمر إثارة الفضول الشخصي في الإجابة عن أسئلة تتعلق بحياته. والسؤال: هل يمكن للجهات الأمنية المعادية استثمار هذا الشره الفضولي للإنسان وخاصة في بلدنا للتعرف على معلومات تفيده على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو الأمني، فأخشى أنه بالفعل قد يحدث ".
وأضاف بأنه قد يكون حالياً هدفها ربحي من خلال الإعلانات، و " أخشى استثمارها لاحقاً للأعمال الأمنية المعادية " , ونوه بأنه ينبغي على الحكومة عامة ووزارة الداخلية بشكل خاص بالقيام بالدور التوعوي والتحذيري. ولا بد من القيام بالعديد من الأنشطة التي تحذر المواطن والشباب من سوء استغلال الانترنت لخصوصياتهم أو أن يكون سبباً في سقوطهم فريسة في أيدي الجهات المعادية.
ومن نفس المنطلق أفاد د. درداح الشاعر أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى, " بأن الفيس بوك كتقنية بالمقام الأول مراقب من قبل المخابرات الإسرائيلية وكل ما ينطق فيه يصبح معروف لديهم, وهذه الاختبارات هي محاولة للتعرف على ميول الإنسان واتجاهات معينة ومعرفة تفكيره " ,
لافتاً بأن " هذا أسلوب إسقاطي أكثر مما هو أسلوب للتعرف على شخصية الفرد عبر مفاهيم معينة من الممكن الوصول إليها من خلالها ".
وأكد د. درداح " بأن هذه الأسئلة غير كافية للتعرف على شخصية الفرد حسب اعتقاده , مضيفاً بأن " يمكن الاستفادة من هذه الأسئلة لجهات معادية من خلال التعرف على الاتجاهات الدينية والفكرية للشخص فقط وليس على شخصيته وهذا أسلوب غير سليم ".
ودعا رواد الفيس بوك إلى عدم الالتفاف لمثل هذه الاختبارات والابتعاد عنها بشكل تام لأن هذه الاختبارات لا تتحدث عن الميول الشخصية بقدر ما هي محاولة للحصول على بيانات متعلقة باتجاهات الأفراد خاصة أنها لا تخضع لفلترة أمنية ودولية .
في حين أكد محمد أبو القمبز الحاصل على لقب أفضل مدرب إعلام تواصل اجتماعي في الشرق الأوسط _ بأن المستخدم يستفيد من هذه الاختبارات إذا كانت ذو قيمة وتعطي نتائج صحيحة ولها أهداف واضحة , مضيفاً بأنه :"من الطبيعي أن طارح الاختبارات يستفيد منها لأنها تحقق أهداف مثلا كالمعلومات في معرفة توجهات المستخدمين على الفيس بوك مثلا, لكن من المحتمل أن يكون ورائها أهدافاً أمنية قد تستغل بطرق أخرى ", منوهاً بأن :" قد يكون لبعض التطبيقات هدف الحصول على قواعد بيانات المستخدمين ولكن لا تخوف خصوصا في ظل رقابة الفيس بوك عليها.
وعبر الناشط محمد أبو شعر عن رأيه بهذه الاختبارات " إن هذه المواقع يديرها أذكياء بدأت لأغراض ترفيهية بحتة و تم استغلالها لأغراض تجارية تتعلق بالإعلانات على الموقع و ما الى ذلك, و لا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد عليها في النظرة للحياة او اتخاذ القرارات الهامة او المستقبل القريب او البعيد " .
أما الفتاة زينة والتي بدا عليها الضجر من كم الاختبارات التي انتشرت بشكل كبير, عبرت عن ذلك بقولها بأنها " لا تكاد تمر على صفحة أحدهم حتى ترى مشاركته بواحد أو أكثر من هذه الاختبارات , وصرحت بأنها في بادئ الأمر كانت من أكثر المشاركين في متابعتها لكنها في النهاية أصبحت " مملة وزادت عن حدها " .
اختلفت الآراء حول هذه الاختبارات فإن كان يرى البعض فيها ترفيها ولا خوف منها , يرى آخرون أنها قد تكون وسيلة لجمع المعلومات واستخدامها لأهداف قد تبدو مشبوهة, والابتعاد عن كل ما يثير شبهة هو الحل الأفضل للجميع .