• وطن مختلف
سألني صديقي كثير الغلبة، ماذا يقصد البعض عندما يطالبون بوطن مختلف؟ هل الوطن مستورد أم أننا من يحدد شكل ومضمون الوطن الذي نريد؟، ألسنا من يختار شكل النظام وأدواته ومن يضع الدستور والقوانين؟، ألسنا نحن من نقوم على تطبيق القوانين ونلتزم بروح الدستور والتي تدعو للعدالة والمساواة وحكم القانون وحقوق الإنسان وعدم التفرقة بين المواطنين على أسس اللون والجنس؟، لسنا بحاجة للمطالبة بوطن مختلف، علينا أن نبنيه من خلال تغيير أنماط تفكيرنا وأساليب عملنا.
• تضامن
لا ادري ماذا يمكن أن نسمى وقوفنا مع الأسرى وتأييد إضرابهم عن الطعام والمطالبة بإطلاق سراحهم، هل نسميه «تضامنا»، وهم أبناؤنا ومن دفعوا حريتهم ثمنا لتحررنا؟، أم نسميه «مشاركة»، ونحن مهما فعلنا فلن نصل إلى درجة أن نشاركهم حجم معاناتهم وآلامهم، ورغم أن كل ما قد نفعله من أنشطة لن يخفف معاناتهم ولن يؤدي إلى تنسمهم هواء الحرية، المطلوب موقف بحجم تضحيات أسرانا، المطلوب من القوى السياسية والأحزاب او ما تبقى منها ان تستنهض قوى السلام العالمي وان تتبنى استراتيجيات جديدة لدعم الحركة الأسيرة ولمواجهة الاحتلال وإنهائه وبالتالي لن يبقى هناك معتقلات وأسرى.
• اليأس خيانة
اليأس هو شعور يصيب الانسان كدليل على فقدان الأمل في تحقيق أمر ما، وقد يؤدي اليأس الى تحريك مشاعر وعواطف أخرى مثل الاكتئاب والإحباط وقد يؤدي اليأس الى الاستسلام وقبول الأمر الواقع، كل ما نخشاه اليوم أننا نسير في هذا الاتجاه في ضوء انسداد الأفق محليا وعربيا، هذا الأمر لابد ان يقرع ناقوس الخطر لكل القوى السياسية من اجل تبني استراتيجيات جديدة عملية وواقعية لإعادة استنهاض الجماهير وتوجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح بعيدا عن الشعارات الكاذبة والمضللة.
• تنمية واستدامة
السيدة مارينا ويس المديرة القطرية للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة تقول، ان «الاقتصاد الفلسطيني عاجز عن خلق الوظائف وإدرار الدخل. فإن ثلث الفلسطينيين عاطلون عن العمل وأكثر من نصف الشباب في غزة بلا عمل. وغزة على حافة كارثة إنسانية. وهذا الوضع الحرج ليس في مصلحة أحد. ويلزم بذل جهود مُنسَّقة من جانب كل الأطراف لإحداث تغيُّر حقيقي على أرض الواقع، وتعزيز النمو الاقتصادي، وبعْث الأمل والتطلُّع لمستقبل أفضل في نفوس الفلسطينيين، لاسيما الشباب»، كلام جميل لكنها نسيت ان تشير الى ان الاحتلال هو السبب الرئيس للوضع الحرج في الأراضي الفلسطينية والعائق الأساسي لأي عملية تنموية حقيقية وان إنهاء الاحتلال هو الشرط الرئيسي للنهوض بالوضع الاقتصادي وإنجاز تنمية مستدامة وتحقيق مستقبل افضل للشباب الفلسطيني.
• في حارتنا خيمتان
في حارتنا كما في حارات أخرى كثيرة في مختلف المدن والقرى خيمتان، واحدة للاعتصام دعما للأسرى في معركتهم، معركة الكرامة والحرية، والثانية خيمة لمؤازرة المرشحين للانتخابات البلدية، خيمتان كل منها تحمل معاني كبيرة، تعبر عن عظمة شعبنا واصراره على الانعتاق من قيود الاحتلال وحلمه في بناء مؤسسات حكم ديمقراطية، بدايات جديدة لأحلام لابد ان تتحقق ما دام هناك شعب عظيم قادر على العطاء، نموذجه الأسير المحرر مازن المغربي، الذي أصر رغم مرضه ان يشارك إخوته المضربين عن الطعام في زنازين الاحتلال إضرابهم، فقضى شهيدا داخل خيمة الاعتصام ليقول للعالم: من سجننا الصغير أو سجننا الكبير سنبقى نناضل حتى تحقيق الاستقلال وإقامة دولتنا الديمقراطية، دولة العدالة والمساواة وحرية الاختيار والتعبير.