بعد أن هدأ ضجيج زيارة البيت الأبيض

thumbgen.jpg
حجم الخط

 

بعد هدأ الضجيج الصاخب فرحا أو كرها بزيارة الرئيس ابو مازن للبيت الأبيض ولقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات يكمن القول بأن الكثير من الاتهامات التي ساقها الكارهون لهذه الزيارة غدت مجرد أوهام تأسر فقط أصحابها،فقد عرض الرئيس الموقف الفلسطيني كما هو معروف ومتوافق عليه وطنيا بالتمسك بحق شعبنا بالدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وربط ذلك أيضا قضايا  الحل النهائي اللاجئين والإفراج عن الأسرى بمعنى في أطار عملية سلام جادة تحقق الأهداف آنفة الذكر ، بمعنى فقد أدق استطاع الرئيس ابو مازن أن يبدد قلقا ساد بعد وصول ترامب للرئاسة قبل مئة يوم من انه سيسارع بنقل السفارة الأمريكية للقدس وسيتجاهل القضية الفلسطينية بما يطلق العنان لنتنياهو وحكومته العنصرية ليواصل سياسته الاستيطانية و العدوانية  على شعبنا ، ما حدث في البيت الأبيض مساء الأربعاء  كان غير ذلك تماما بل أعاد طرح القضية الفلسطينية مجددا على طاولة البيت الأبيض  رغم ما يثيره ذلك من قلق بعودة تفرد الولايات المتحدة  لرعاية ملف عملية السلام ومن ثم تجديد انحيازها لإسرائيل ، وهنا يمكن القول أيضا أنه ما فعله الرئيس ابو مازن بالمسارعة لترتيب لقاء مع الرئيس بوتن في 12 ايار في منتجع سوتشي  على البحر الاسود لاطلاعه على فحوى لقاءات واشنطن يأتي كمحاولة ضرورية لإحداث توازن على اللاعبين  الدوليين  الكبار روسيا وأمريكا . إن هذا الحراك السياسي يجب مواصلته وتكثيفه بجولة عربية تشمل الدول المحورية وفي طليعتها مصر والسعودية والأردن وغيرها بالإضافة إلى دول أخرى مؤثرة في العالم كالصين وفرنسا وبريطانيا علاوة على استحضار كل أشكال التضامن الشعبي الدولي مع قضية شعبنا بما يوفر دعما وتفهما للموقف الفلسطيني خلال المرحلة القادمة حيث ستتجدد الضغوط بأشكال شتى، وعلى المستوى الداخلي وبالعودة على بدء بعد أن هدأ الضجيج وباتت الاتهامات تطلق بشكل خافت كما قلت فقد أصبح من الملح العودة للغة العقل وجمع أوراق القوة الفلسطينية وفي مقدمة ذلك تفعيل حملات التضامن مع قضية الأسرى المضربين عن الطعام وتحويل ذلك إلى أشكال متنوعة من المقاومة الشعبية ، وفتح ملف إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية دون مماطلة أو تسويف بما يقطع الطريق على أي محاولة لممارسة سياسة الابتزاز التي يمكن تلجأ لها الدوائر المعادية بتوظيف وثيقة حركة حماس السياسية في هذا المجال .