أعلن وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، في مؤتمر صحفي له، عن فعاليات ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية (دورة القدس .. دورة نبيل خوري)، وينظم في المسرح البلدي بمدينة رام الله، في الفترة ما بين 7-11 أيار الجاري.
جاء ذلك بمشاركة عشرات الروائيين العرب والفلسطينيين، ضمن عدة جلسات تناقش محاور مختلفة تتعلق بالرواية العربية والفلسطينية، إضافة إلى برنامج فعاليات ثقافية وفنية مواز.
وقال بسيسو: حرصت وزارة الثقافة على تنظيم هذا الحدث الثقافي المهم، تزامناً مع مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم في العام 1917، وسبعين عاماً على قرار تقسيم فلسطين العام 1947، وخمسين عاماً على احتلال القدس، وثلاثين عاماً على الانتفاضة الأولى، للتأكيد على رسالة الثقافة الفلسطينية الصامدة والحريصة على صيانة الذاكرة والرواية الوطنية في مواجهة رواية الاستعمار الاستيطاني الذي يحاول عزل فلسطين عن محيطها العربي، وعمقها العربي والإنساني.
وشدد على أن عقد هذا الملتقى في فلسطين، هو جزء من سعي وزارة الثقافة الفلسطينية إلى تكريسه على خريطة الفعل الثقافي العربي، بمعنى أن هذا الملتقى سيكون ملتقى ثابتاً ضمن خطة وزارة الثقافة في السنوات القادمة، كجزء أساسي من التفاعل والتواصل مع المبدعين والمبدعات العرب.
واضاف: المؤتمر في دورته الأولى يأتي ليقدم صورة من صور فلسطين الصامدة والقادرة على صيانة الإبداع، وهو بالأساس موجه إلى المبدعين والمبدعات والروائيين والروائيات وأصحاب دور النشر العربية، من أجل أن يأتوا إلى فلسطين، ويتفاعلون مع روائياتها وروائييها وناشريها، لخلق هذا التواصل المعرفي والثقافي الذي يدعم روايتنا الوطنية، ويدعم صمودنا الثقافي على أرض فلسطين.
وأكد وزير الثقافة على أن" عقد هذا الملتقى في ظل هذه الظروف، والواقع السياسي الذي يحاول فيه الاحتلال الإسرائيلي أن يعزلنا عن عمقنا العربي، إنما هو رسالة صمود، ورسالة إرادة، ورسالة عمل، نحقق من خلاله حضوراً فلسطينياً مميزاً على الساحة العربية، وحتى على الساحة الدولية .. ومن رسائل الملتقى أن فلسطين تنسجم مع واقعها السياسي والثقافي كحاضنة للإبداع العربي، والإبداع الدولي من خلال فعاليات وزارة الثقافية".
وأشار بسيسو إلى أنه وجه الدعوة إلى العديد من الروائيين والروائيات من مختلف الدول العربية: المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسودان، والأردن، وسوريا، والعراق، والكويت، وأرتيريا، إضافة إلى فلسطين، حيث نريد أن يكون عمقنا العربي حاضراً في فلسطين، ويشكل رافعة للرواية الفلسطينية.
ولفت بسيسو إلى أن الملتقى ينطلق في السابع من أيار، ذكرى ميلاد شاعرنا الكبير الراحل توفيق زياد، لنؤكد من خلاله أيضاً على أهمية الثقافة كفعل مقاوم لكل عوامل العزل جغرافياً وتاريخياً، فالثقافة الفلسطينية لا يمكن أن تنفصل عن بعدها التاريخي، وعن عمقها العربي، ويستمر حتى العاشر من الشهر الجاري، في ندوات تناقش محاور عدة ذات العلاقة بالرواية العربية، سواء على صعيد الهوية، والذاكرة، والمنفى، والثورات، والحروب، والتجارب الذاتية، وأدب الشباب، والنقد، والمرأة، والجوائز، بحيث يشكل حالة من التفاعل والنقاش المستمر بين الروائيين والروائيات العرب والفلسطينيين، كما يتخلل برنامج الملتقى فعاليات ثقافية وفنية موازية منها "إطلاق رواية نرجس العزلة للروائي الأسير باسم خندقجي في اليوم الأول للملتقى"، و"عرض فيلم اصطياد الأشباح للمخرج رائد أنضوني، ويتناول قضية الأسرى، وهو الفيلم الفائز بجائزة الدب الفضي بالدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي، في اليوم الثاني للملتقى"، وهذا للتأكيد على التفاعل والتماهي مع رسالة وروح إضراب أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، وكذلك "عرض مسرحية ألاقي زيك فين يا علي للفنانة القديرة رائدة طه"، ومن خلاله تأكيد على روح الثقافة الوطنية أيضاً.
وأشار بسيسو إلى أن نخبة من الأكاديميين والأكاديميات الفلسطينيين يديرون ندوات الملتقى، كون أن فلسطين هنا هي الحاضنة لهذه الفعاليات، و"لكن هذا بكل تأكيد لن يلغي دور الروائيين والروائيات الفلسطينيين في هذا الملتقى، من خلال المشاركة المفتوحة التي ستعقب الجلسات الذين يتحدث من خلالها الروائيين والروائيات العرب عن رؤيتهم في قضايا الرواية العربية".
وأكد وزير الثقافة: رغم كل التحديات التي واجهناها على مدار الأيام والأشهر الماضية، والعراقيل المختلفة، سواء على صعيد استصدار التصاريح، وغيرها من الجزئيات، إلا أننا اليوم نعلن عن إطلاق فعاليات ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية، وهو الأول من نوعه أيضاً على صعيد عمل وزارة الثقافة الفلسطينية، من أجل أن يشكل واقعاً نحو المستقبل، بحيث يكون جزءاً أساسياً من فعاليات الوزارة الثابتة، موجهاً الشكر لفريق عمل الملتقى، الذي نحقق من خلاله حضوراً على صعيد العمل الفعّال التراكمي، وعمل الفريق، وهو إنجاز للوزارة بفريق عملها، وفريق عمل الملتقى.
وختم بسيسو بالقول: ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية هو رسالتنا من أجل المستقبل .. نثمن تلبية دعوتنا من قبل المبدعين والمبدعات العرب للقدوم هنا إلى فلسطين، كما نوجه الدعوة لكل المهتمين بشأن الرواية العربية وآفاقها من أكاديميين وروائيين وأصحاب دور النشر والطلاب الجامعيين للمشاركة في فعاليات الملتقى، الذي يحقق على أرض الواقع رؤية الوزارة في العمل الثقافي المشترك ما بين فلسطين والوطن العربي، وبحيث تبقى "الثقافة مقاومة".