صدر حديثاً عن معهد السياسات العامة برام الله، عدد جديد من فصلية "سياسات" خصص في معظمه لمراجعات مستفيضة لأوراق المؤتمر السابع لحركة فتح وظروف وتفاعلات انعقاده.
تشكّل هذه المراجعات المنضوية تحت عنوان: "المؤتمر السابع لفتح وما بعده: قراءات في الأوراق والتحديات والوجهة" تحليلاً يحاول أن يقف على أهم الموضوعات التي ناقشتها "فتح" أو كانت في صلب نقاشها، علما أن الكثير من أدبيات المؤتمر قد أحيلت للمجلس الثوري المنتخب من المؤتمر لإقرارها، فيما تشير مسوّدات هذه الأدبيات بشكل معمّق إلى التوجهات الفتحاوية، وتجيب عن السؤال الكبير: كيف ترى "فتح" الأمور.
يشمل هذا قضايا "فتح" الداخلية عبر ما يعرف بالنظام الداخلي أو القضايا الوطنية والسياسية، وخصوصاً البرنامج السياسي للحركة.
تفتتح "سياسات" عددها بدراسة للباحث كمال أبو شاويش يناقش فيها مسودة النظام الداخلي لحركة فتح المقدم للمؤتمر السابع، والذي تمت إحالته للمجلس الثوري لمناقشته، ينظر أبو شاويش بتمعن وضمن نظرة تطويرية تأخذ بعين الاعتبار نصوص النظام الداخلي المقر عقب المؤتمرين الخامس والسادس.
ثم يناقش الباحث عبد الغني سلامة تقارير مفوضيات الحركة التي قدمت للمؤتمر والتي تشكل خلاصةً وافيةً لما قامت به "فتح" في الفترة بين المؤتمرين.
تمتد هذه التقارير من المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي إلى مجال العلاقات الوطنية وشؤون التنظيم الداخلية أو ما يعرف بالتعبئة والتنظيم.
بعد ذلك تناقش الكاتبة ريهام عودة مسودة البرنامج السياسي المقدمة للمؤتمر في محاولة للكشف عن التحولات و/أو الثبات في مواقف "فتح" السياسية، خصوصاً أن وثيقة البرنامج السياسي بالنسبة للعالم غير الفتحاوي هي الأهم، حيث إنها تقول لنا كيف تفكر "فتح" فيما يتعلق بالمستقبل الوطني سياسياً.
في زاوية المقالات، يكتب مهند عبد الحميد حول "المؤتمر السابع: التركيبة والمتغيرات والاستجابات" مستكشفاً هوية قيادة "فتح" الجديدة بعد المؤتمر ومكوناتها، فيما يكتب الناشط الشبابي سعيد لولو حول علاقة الشباب بالأحزاب في فلسطين من وجهة نظر الشباب.
وتضيء "سياسات" في مقال للمحلل السياسي محمد هواش على سياق التغيير في حركة فتح، عبر قراءة في المتغيرات الدولية والاقليمية الصاخبة والمفصلية، والممكنات الفلسطينية للتعامل معها.
وفي العدد لقاءان مع عضوين من لجنة "فتح" المركزية المنتخبين في المؤتمر؛ بغية استجلاء مواقفهما وآرائهما حول واقع "فتح" ومستقبلها.
تشكل هذه اللقاءات قاعدة للإجابة عن السؤال: كيف ينظر قادة "فتح" إلى مؤتمرهم ومستقبل حركتهم.
في زاوية "السياسات الدولية" تقرير حول المواقف الإقليمية والدولية من عقد المؤتمر ومداخلات رؤساء الوفود فيه من ممثلي الأحزاب العربية والدولية.
ويضم العدد قراءة في مذكرات نبيل شعث عضو اللجنة المركزية السابق للحركة وأحد أركانها.
يقدم شعث في الكتاب خلاصة تجربة غنية ومتميزة تبدأ في يافا حيث ولد، يسرد خلالها جزءاً مهماً من التاريخ الفلسطيني الذي كان أحد فاعليه الأساسيين.