أضع في هذا المقال بعض الاستنتاجات التي خرجت بها من خلال زيارات ميدانية، ومحادثات ثنائية أو جماعية، ومشاهدات على أرض الواقع، أو في العالم الافتراضي منذ انطلاق الدعاية الانتخابية للهيئات المحلية 2017. هذه الاستنتاجات والتوصيات لا تخص قائمة في قرية أو مدينة بحد ذاتها، ومن يجد ذاته مستهدفاً فهي مجرد مصادفة عليه البناء عليها والاستفادة منها.
الشارع الفلسطيني يتعامل مع الانتخابات المحلية بغير اكتراث وبنسب مختلفة بين مدينة ومدينة، أو قرية وأخرى. ضمن تجربته السابقة، فهو لا يثق بالحالي بسبب تجربته في الماضي، فكما قال لي أحد وجهاء عائلة كبيرة بمحافظة طولكرم: «لن أفتح ديوان العائلة لاستقبال أي قائمة؛ لأنهم لا يقدمون لنا سوى الكلمات والوعود التي شبعنا منها دون أي تغيير أو تطوير للخدمات المقدمة للمجتمع». لهذا أستطيع القول: إن ملامح المشهد والحراك الانتخابي في غيبوبة لأسباب بحاجة إلى مقال منفصل وربما لحلقة نقاش موسعة.
للأسف الكثير من العائلات تشرذمت، للأسف الكثير من المناطق التنظيمية تحطمت، للأسف الكثير من الكتل اليسارية اختفت، للأسف انتخابات الهيئة المحلية قامت بتعريتنا أمام مرآة الواقع والمصالح الفردية، ما جعلنا كمجتمع حائرين بالتصويت لمن؟ بين الكفاءة والعائلة والحزب وبين عدم المشاركة.
ما زلت أجهل لماذا يقرر من هو/هي فاشل/ة في عمله/ا ترشيح نفسه؟ كيف لمن لا يتواصل مع الشارع وهو في موقعه أن يتواصل معه لاحقاً ؟! باختصار الكفاءة مفقودة في عدد من المرشحين المتواجدين في القوائم وهذا سيكون مقتل هذه القوائم، ومقتل المواطن إذا ما تم انتخابه مصادفة أو لسبب ما وراء الكواليس.
الدعاية والبرامج الانتخابية لأغلب القوائم بعيدة كل البعد عن الواقع، وما هو مقصود بالواقع هو العمل الفعلي اليومي المراد تحقيقه من قبل الهيئات المحلية لخدمة المواطن، لم أسمع أو أشاهد برنامجاً انتخابياً مباشراً يتحدث عن المشاكل التي يعاني منها المواطن بشكل يومي وما هي الحلول التي ستقدمها. هناك فرق كبير بين الشعارات والتصريحات الانتخابية وبين تقديم حلول للمشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن كلٌ حسب منطقته. النصيحة التي أقدمها لكل القوائم التحدث مع المجتمع بالعقل وليس العاطفة والوعود، لن نستطيع الصعود إلى القمر لكن نستطيع أن نجعل قريتنا ومدينتا جميلة ونظيفة!!
كنت أرصد اليافطات والشعارات الإعلانية للكتل الانتخابية، وإذا سمحتم لي أضع بعض الملاحظات الهامشية من وجهة نظر إعلامية: ليس المهم الصورة، المهم ماذا تريد أن تقوله الصورة، أين الرسائل التي تريد إيصالها للمواطن؟ وأيضاً اختيار الأماكن يجب ألا يكون عشوائياً، والأهم بأن نسبة كبيرة من هذه الملصقات للأسف قامت بحجب الرؤية للسائقين_عند مفترقات الطرق_ وبعضها تم وضعها على إشارات المرور وهذا عكس نفسه بشكل سلبي على النتائج المتوقعة لهدف اليافطة. حسب وجهة نظري المتواضعة على أعضاء القوائم المختلفة التواصل المباشر مع المواطنين، وعدم التقوقع في المقرات الانتخابية والاكتفاء بالحملات الإعلامية!!
أما الحملات الإعلامية في العالم الافتراضي، يجب ألا تكتفي القوائم بنشر صورها والفيديوهات والشعارات التابعة لها، يجب عليها أن تتواصل مع المجتمع من خلال هذا العالم الافتراضي بالإجابة على التساؤلات والاستفسارات، فليس المهم أن ترسل ما تريد، وإنما أن تستقبل وتقوم بتغذية راجعة بأسرع وقت، لأن العالم الافتراضي وجد لسرعة الاتصال والتواصل وتقصير المسافات وتقليل الجهد والمال.
في النهاية الأسبوع القادم سيمارس المواطن حقه بالانتخاب أو عدم الانتخاب، وهنا تقع المسؤولية علينا جميعاً باختياراتنا، لأن الصوت الانتخابي هو مسؤولية تجاه مجتمعك، وبهذا الصوت تحاسب إيجابياً لمن يستحق وسلبياً لمن لا يستحق، لنختار من هم الأفضل في خدمة مجتمعنا وكل التوفيق لمن يستحق.