قام مصور صحفي مستقل يدعى غافن جون (31 عامًا)، بالمخاطرة في حياته وقرر خوض مغامرة الدخول إلى كوريا الشمالية للكشف عن وجهها الحقيقي.
ونجح جون المقيم في مدينة كالغاري جنوب غرب كندا في التقاط صور تعكس واقعًا معاكسًا للمتداول في الإعلام الدولي عن حياة الناس والجيش وسلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم، وفر هاربًا من الدولة الأكثر غموضًا في العالم قبل تعرضه لعقوبة السجن المؤبد أو الإعدام.
وذكر في حديثه مع صحيفة "ذا صن" البريطانية، أنه وجد شعب كوريا الشمالية أناسًا طيبين ولكنهم يعيشون حياة قاسية تحت نظام استبدادي، واصفًا جولته داخل الدولة السرية كما العودة مرة أخرى للاتحاد السوفيتي في سبعينات القرن الماضي.
وتابع جون: "كل شيء من الملابس والسيارات والهندسة المعمارية كانت من حقبة ماضية حيث علم الدولة يرفرف في كل مكان، وملصقات الدعايات للمعارك المجيدة وصور الجيش وللاشتراكية منتشرة في كل زاوية شارع ومبنى".
وتعرض الصور الكوريين الشماليين يمارسون حياتهم اليومية ولكن لا يبدون عاديين مع ظهور المحلات شبه خالية، حيث يظهر بين الصور أشخاص يتنزهون داخل مدينة ملاه بسيطة، وضابط من المحاربين القدامى يحيي النصب الأثري الكبير في مانسو هيل الواقع في العاصمة بيونغ يانغ.
وتعرض لقطات أخرى انتظار المواطنين محطات الحافلات لعدم مقدرتهم تحمل تكاليف شراء مركبات، ويظهر المواطنون يقرؤون الجداول الزمنية للقطار والصحف العامة المنتشرة على حائط محطات المترو التي يقول عنها كيم جونغ أون إنها عميقة بما فيه الكفاية كملجأ مضاعف ضد القنابل.
وتعرض إحدى الصور مسيرة لجنود كوريا الشمالية داخل مدينة مانغيونغدي مهد ميلاد السكرتير الأول للحزب الشيوعي في كوريا الشمالية سابقًا كيم ايل سونغ، وتظهر صورة ضابط وجنود من كوريا الشمالية في غرفة المفاوضات القديمة في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع كوريا الجنوبية.
جون التقط الصور، وعند دخوله كوريا الشمالية قبل عامين لم يعلن أنه صحفي ونجح في اختراق الجيش بلحظات استرخائهم وهو ما يعد محظورًا ويعاقب عليه بعقوبات صارمة.
وكشف للصحيفة، أن الشرطة اشتبهت أن يكون صحفيا وأخبرته أنه شخص غير مرحب به للعودة مجددًا للبلاد، مبينًا أنه فر هاربًا قبل اعتقاله.
وعن تجربته قال جون: "كوريا الشمالية مكان مثير للقلق، فلم يكن مسموحًا التحرك في أي مكان أكثر من 5 أمتار قبل تحديد ذلك سلفًا!".
وأضاف: "تبدو المباني فارغة وراء واجهة مطعم وفجأةً تمتلئ بالناس لتناول نصف وجبة على الموائد التي كانت قبل دقائق فارغًة".