قال صحيفة "الرياض" السعودية، إن الزيارة الأولى للملوك والرؤساء بعد تسلمهم مقاليد السلطة في بلدانهم إلى الخارج، دائماً ما تعطي مؤشراً على أهمية الدولة التي تم اختيارها لتكون أولى المحطات في العهد الجديد.
وأشارت إلى أن هذا المؤشر ظهر بقوة أول من أمس عندما أعلن البيت الأبيض عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تكون السعودية الوجهة الأولى له بعد توليه رئاسة الدولة الأقوى عالمياً".
وأوضحت الصحيفة، أن "العلاقات السعودية الأميركية منذ اللقاء الأول بين الملك عبدالعزيز رحمه الله والرئيس فرانكلين روزفلت تمثل أهمية بالغة لكلا البلدين، حيث أن هذه العلاقات تمثل صمام أمان في منطقة لم تعرف الهدوء على مدار عقود من الزمان، ورغم ما كان يعتري هذه العلاقات من خلافات في وجهات النظر تجاه قضايا دولية أو إقليمية، فإن الفتور لم يكن حاضراً فيها كما حدث في آخر عامين، وهما العامان اللذان اختتم بهما الرئيس باراك أوباما فترته الرئاسية الثانية نتيجة الضعف في القرار الأميركي من جهة وضبابية لم يعتدها العالم من عاصمة القرار الدولي من جهة أخرى، وهي الفترة التي رأى الكثير من المحللين فيها أنها بداية نهاية لشراكة إستراتيجية لحليفين قديمين وإعادة لرسم خارطة التحالفات ليس في المنطقة فقط بل على الصعيد العالمي".
وبيّنت أن ما أعاد الأمور إلى نصابها، عندما صعد رئيس قوي ليتولى رئاسة أميركا، وأيضاً التحرك الدبلوماسي العالي المستوى من قبل السعودية الذي قد بلغ ذروته في زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لواشنطن ولقائه بالرئيس ترامب، والتي نجني ثمارها الآن، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة، أن "هذا اللقاء أثبت لأميركا أن حليفتها القديمة لا تزال كما هي تقود العالمين العربي والإسلامي بكل اقتدار إضافة إلى حزمها في مواجهة مخططات الشر في المنطقة، وكذلك ثقتها في خططها للمستقبل الذي استبقته برؤية اقتصادية وتنموية طموحة، وهي مجتمعة تمثل عوامل أسست لجسر أكثر صلابة يربط الرياض بواشنطن كعاصمتين تجمعهما مصالح مشتركة وتاريخ عريق من التنسيق السياسي والشراكة الاقتصادية والتعاون الأمني والعسكري والتبادل الثقافي".