أكّد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، على أنَّ ما تشهده القضية الفلسطينية اليوم من كارثة إنسانية في غزّة، تتجاوز في حجمها وتداعياتها نكبة عام 1948 في عام وقوعها.
وقال دلياني، في تصريحٍ وصل وكالة "خبر": "إنَّ الإحصائيات تتحدث عن نفسها حيث استُشهد في نكبة 1948 خمسة عشر ألف فلسطيني وفلسطينية من أصل 1.4 مليون مواطن ومواطنة، في حين أنَّ الإبادة الجماعية الإسرائيلية الحالية أدت إلى استشهاد ما يقارب 45 ألف فلسطيني وفلسطينية، مع وجود نحو 10 آلاف شهيد وشهيدة لا يزالون تحت الأنقاض، وأكثر من 120 ألف جريح وجريحة من أصل 2.3 مليون نسمة في غزة”.
وأضاف ديمتري دلياني: "إنَّ التهجير القسري لـ 90% من سكان غزة يعكس النمط المأساوي نفسه لنكبة عام 1948، حين تم تهجير واقتلاع 80% من أهلنا من أراضيهم ومنازلهم"، مُردفاً: "اليوم مع تدمير ما يقرب من ثلثي البنية التحتية المدنية في غزة، لم يعد لمعظم المُهجرين منازل للعودة إليها".
وأشار القيادي في التيار الإصلاحي بحركة فتح، إلى الأبعاد الاستراتيجية لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، مُستدركاً: "لقد أدى التآكل المتعمد لهياكل الحكم الفلسطيني ونظامه السياسي، بالتزامن مع استغلال حكومة الاحتلال للقيم المجتمعية العنصرية المتأصلة والأطر الأيديولوجية الابادية المهيمنة في قيم مجتمع دولة الاحتلال، إلى تهيئة الظروف لارتكاب جرائم الإبادة وإحداث هذه الكارثة الإنسانية خدمة لأجندة الائتلاف الحاكم الإسرائيلي".
وختم الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح حديثه، بالقول: "إنَّ ما نشهده اليوم يمثل نقطة تحول محورية في العلاقات الدولية، خاصة فيما يتعلق بمصداقية الإطار القانوني الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية. فالتفكيك المنهجي للحماية التي من المفترض أن يوفرها القانون الإنساني الدولي، إلى جانب المعايير المزدوجة الصارخة في آليات الاستجابة العالمية لجرائم الإبادة الإسرائيلية، تؤسّس لسابقة خطيرة ستؤثر على مستقبل المنطقة والنظام العالمي برمته".