لا يمكن للشعب المصرى أن يعبر عنق الزجاجة التاريخى والوضع الاقتصادى الصعب الذى نمر به دون إيمان بالأمل فى المستقبل القريب، ودون التماسك الكامل، حتى لا ينفرط عقد المجتمع.
رهان الرئيس عبدالفتاح السيسى على صبر وتماسك الرأى العام فى مصر، ورهان خصومه فى الداخل والخارج، يعتمد على أن فقراء وبسطاء مصر سوف ينفد صبرهم وينفجرون.
الرئيس يراهن على كل إنجاز يومى يتم فى قناة السويس الجديدة، أو كل شقة تسلم لشاب، أو كل فدان يتم تمليكه لمزارع، أو كل سرير جديد فى مستشفى، أو كل فصل دراسى فى مدرسة، أو كل مشروع جديد يتم افتتاحه سوف يدعم لدى البسطاء طاقة أمل تكون بمثابة المصل الواقى من فيروس اليأس.
ويراهن خصوم نظام الرئيس السيسى فى الداخل والخارج على أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وصعوبات الحياة اليومية سوف تضغط على الجهاز العصبى لملايين المصريين، وتسحب منهم رصيد الصبر، فينزلون فى حالة غضب إلى الشوارع، معلنين رفضهم كل شىء.
انكسار الحلم الحالى يشكل أكبر خطر على تماسك مجتمعنا، وواجبنا أن نعمل بكل صدق واجتهاد من أجل إقناع الناس كل يوم بأن هناك مصر جديدة يتم بناؤها على أسس من العلم والكفاءة والنزاهة.
لذلك كله يتعين علينا ألا نتعامل بتراخٍ مع الفساد والبيروقراطية وحالة التهاون التى تصيب بعض مؤسسات الدولة، لأن العملية مسألة حياة أو موت لنا جميعاً!
عن الوطن المصرية