بداية المقصود بالعداوة هنا هي الصراع الرياضي ، والقتال الشريف داخل الملعب طوال فترة المباراة، لكن سريعاً ماتعود الأمور لنصابها الطبيعي بين اللاعبين والأجهزة الفنية ، والمفروض الجماهير.
أربعة مدربين سيتواجدوا في نصف نهائي كأس قطاع غزة لكرة السلة ، في وضع إستثنائي له خصوصيته ، في مرحلة لا يوجد للمشاعر مكان فيها.
ثلاثة منهم في وضع لا يحسدون عليه، سيواجهون فرقهم السابقة ، والرابع غاب لفترة من الزمن ، ليعود في وضع وظروف مختلفة ، لكنه مٌطالب بتحقيق إنجاز جديد لفريقه.
البداية مع شيخ المدربين محمد ريان رُبان سفينة المغازي ، ورجل البطولات في فترته برغم خسارته أخر بطولاته ، عاد مرة أخرى إلى التدريب ،بعد فترة إنقطاع والمطلوب منه أن يعيد سلة المغازي مرة أخرى لمنصات التتويج.
عانى في البداية من فترة عدم إستقرار مع اللاعبين ، لكنه تمكن من السيطرة شيئاً فشيئاً، سواء تنظيمياً على دكة البدلاء ، أو فنياً داخل أرضية الملعب ، وهو يحمل قناعة خاصة أن فريقه لا يحتاج لمهارات وتدريبات ، بقدر حاجته للراحة النفسية.
أما المدرب الثاني فهو أحمد حجاج ، بعد 10 سنوات من التدريب بداية من خدمات خانيونس ،مروراً بخدمات دير البلح وخدمات رفح ، لم يحقق الإنجاز الأكبر بتحقيق بطولة واحدة ، لكنه ترك بصمة واضحة في كافة الفرق السابقة .
ومن أجل تحقيق هذا الهدف كان خدمات البريج هو الوجهة الصحيحة من وجة نظره، فلربما تلتقي ثقافة البريج بالرغبة الدائمة في تحقيق البطولات ، مع رغبة هذا المدرب الطموح، الذي سيواجه فريقه السابق خدمات رفح.
المدرب الثالث هو حسن إسماعيل ، كان هو الخيار الأمثل لسلة رفح ، مدرب شاب لديه فكره وطموحه لأن يكون المدرب الأفضل ، فقد إعتاد على أن يكون الأفضل كلاعب لسنوات طويلة، ويحاول أن يغير من خارطة كرة السلة بتتويج رفح بهذا الكأس.
سيبقى إسماعيل مديناً لسلة البريج ، فهي التي أظهرته لسنوات طويلة كلاعب ماهر ، ثم أعطته الفرصة كمدرب ، وقد تُكتب له شهادة أخرى في حال تمكن من التغلب عليها الثلاثاء ، في مواجهة تبقى فيها كافة الإحتمالات واردة.
ومسك الختام مع المدرب أحمد كمال موسى، الذي سيواجه فريقه السابق خدمات المغازي، مدرب له شخصية خاصة، لديه القدرة أن يجمع الجميع حوله، يؤثر ويتأثر بكل مايحيط به.
لكنه يعاني الأمرين بسبب ضعف دكة البدلاء لديه ، لكنه يحاول أن يستغل كافة أسلحة فريقه للحد من قوة مفاتيح لعب الفرق الأخرى، كيف لا ونحن نتحدث عن المدرب الوحيد من بين الأربعة الذي قاد قطبي اللعبة البريج والمغازي ، فبالتأكيد لديه مايكفي من الخبرة لتجاوز هذه الصعوبات.
الأربعة كانت لهم كلماتهم في مواجهة هذه المعطيات وهذه الطموحات، فهل سيكون الأداء داخل الملعب بنفس حجم هذه التطلعات وبنفس حجم الوعودات التي قطعوها على أنفسهم أمام جماهيرهم بتحقيق هذه البطولة؟ وهل حركة المدربين بتناوب حجاج وإسماعيل على تدريب البريج ورفح ، وترك كمال للمغازي والعودة لدير البلح وعودة ريان للمغازي ، ستجعل الفرق كتاباً مفتوحاً ، تُصعب من مهمة كلاً منهم على الأخر؟ أم ستجعل الأمر أكثر سهولة؟هذه الأسئلة ستجيب عنها مباريات الثلاثاء القادم على صالة أبو يوسف النجار بمدينة خانيونس