لأن المشاعر تنتقل بالعدوى.. ابتعدوا عن الأشخاص السلبيين

لأن المشاعر تنتقل بالعدوى.. ابتعدوا عن الأشخاص السلبيين
حجم الخط

توصلت إحدى الدراسات التي أجريت على قرابة 400 شخص، استغرقت أبحاثها عشرين عاماً، أن المشاعر تنتقل بالعدوى، أي أن مشاعر الآخرين تنتقل إليك من حيث تدري أو لا تدري، حتى وإن كنت لا تعرف من هؤلاء الأشخاص بالأساس، وإلى أي مدى يمكن تفادي الطاقة السلبية عندهم وتوجيه طاقاتاهم نحو الإيجابية والاستفادة منها!.

ومن الناحية العلمية، يوجد في دماغ كل إنسان نظام داخلي مسؤول عن التقاط مشاعر الآخرين، يؤدي إلى التأثر بمشاعر من حوله، وأيضاً نقل مشاعره نحو الآخرين. على سبيل المثال، تعد مشاهدة صور على التلفاز أو مشاهد معينة سبباً لنقل ما تتضمنه للمشاهدين، سواءً كانت صوراً تتضمن حالة من التعاطف مع الآخرين، أو مواساتهم، أو تقديم الدعم الوجداني والنفسي لهم، أو كانت مشاعر سلبية كالانتقاد والاستغابة والنميمة والذم، فإن هذه الأمور حتماً ستنقل المشاعر السوداوية لمن يسمعها.

وبحسب علماء النفس، فيؤكدون أن الشخص هو من يهيء الجو المناسب لنفسه، من خلال إعطاء الإيحاء الذي يرغب به، وكثرة ترديد الأشياء الإيجابية أو المقولات الإيجابية التي تحسن من الحالة الذهنية وتعطيه انطباعاً إيجابياً، وفي حال ردد الشخص أشياء وأفعالاً سلبية، فإن ذلك سينعكس عليه سلباً.

كيف ننعدي من المشاعر السلبية؟

 

تؤكد عالمة النفس الأمريكية الدكتورة شيري بورك كارتر أن التوتر والإجهاد النفسي الذي تواجهه المرأة في حياتها، والذي جاء بسبب تأثرها سلباً بعلاقاتها مع الآخرين، برغم أن مقابلتهم للمرة الأولى لم تفصح عن طبيعة شخصياتهم، إلا أن تعدد لقاءاتها معهم، قد ينقل لها مشاعر قد توصف بالتوتر، والضيق والصداع والحزن أيضاً.

حيث يميل البعض إلى مشاركة الآخرين مشاعرهم السلبية بداعي التعاطف معهم، ولكنهم في الواقع يسمحون لهذه المشاعر أن تتملّكهم تدريجياً، لذلك ليس هناك ما يبرر استسلام الأشخاص لمشاعر ومشاكل الآخرين لتتحول لاحقاً وكأنها مشاكلهم ومشاعرهم الذاتية.

وهذا ما أظهرته أبحاث فريق من علماء النفس في جامعة سينت لويس في ولاية ميسوري الأمريكية، بأن التوتر النفسي والإجهاد يكونان معديان في بعض الحالات، ذلك أن الوقائع الظاهرة لسلوك هؤلاء السلبيين تجعلهم أشبه بمصاصي الدماء الذين يتغذون على الآخرين فيمتصون طاقتهم الإيجابية، ويعيثون فساداً في مقدرات حياتهم اليومية، وبهذا تنتقل عدوى سوداويتهم إلى الآخرين تدريجياً.

كما أكد الفريق على أن عوامل محددة يمكنها أن تزيد فرص انتقال عدوى التوتر والضغط النفسي إلى الآخرين، منها على سبيل المثال: نبرة صوت الأشخاص، أو تعبيرات وجوههم، أو وضعية جسدهم وربما رائحتهم.

من جانبه، لاحظ الأستاذ المشارك في قسم علم النفس في جامعة سينت لويس الدكتور توني بوكانان، أن بعض الناس يمكنهم التقاط أو جذب مشاعر التوتر والإجهاد النفسي بصورة مباشرة، بمجرد الجلوس ومشاهدة أشخاص آخرين يتعرضون لمواقف مثل تلك المشاعر الانفعالية النفسية العنيفة.

نصائح للتخلص من المشاعر السلبية

ومن هنا نصح فريق من علماء النفس بضرورة استخدام استراتيجيات معينة من خلال بناء حواجز ومسافات محددة، لتجنب الاحتكاك بمثل هؤلاء أو على الأقل وضع حد لتأثيراتهم السلبية.

وبدورها نصحت عالمة النفس الأمريكية الدكتورة كارتر بضرورة الابتعاد عن الأشخاص السلبيين مباشرة إذا كانوا غرباء، أما إن كانوا أقرباء، فلا بد من وضع حواجز معينة للقاء بهم، إذ لا يمكن لأي أحد كان أن يقطع علاقاته الاجتماعية مع المقربين وبصورة مفاجئة، وأن كل المحاولات لحل مشاكلهم قد تذهب أدراج الرياح، لأنهم سيبحثون عن بدائل كي يغذوا سلبيتهم على الدوام.

ويؤكد علماء النفس أن الشخص الحزين أو من لديه طاقة سلبية انفعالية أو غيرها، عليه أن يدمج نفسه في أنشطة عديدة، كما يحدث تماماً في بعض حالات الحزن كالوفاة مثلاً، حيث نجد الأسرة منشغلة في إعداد الطعام لمن يقدمون واجب العزاء لهم، باحثين عن العديد من الأنشطة التي تُشغلهم عن حالتهم المزاجية السائدة.