الأسرى، النكبة، ترامب ملفات ساخنة في أيار

عبد الناصر النجار.jpg
حجم الخط

لليوم السابع والعشرين، يواصل مئات الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام كخيار لا بديل عنه لتحسين ظروفهم الاعتقالية، وليس لمطالب سياسية كما تحاول سلطات الاحتلال تصوير الإضراب.
الشارع الفلسطيني تجاوب مع مطالب المضربين، وتحرك كأداة ضغط أساسية على سلطات الاحتلال.. المسيرات اليومية والمواجهات مع قوات الاحتلال في مناطق التماس ووقفات التضامن وخيام الاعتصام تعكس حراك الشارع المتقدّم كثيراً على مواقف الأحزاب والقوى التي نسمع عنها كثيراً دون أن نرى أو نحس بتأثيرها أو قدرتها على الفعل. في الوقت الذي تتحرك فيه الأحزاب الكبيرة بخجل وحذر شديدين ربما لاعتبارات مصلحية أكثر من أي شيء آخر.
تمنع حركة حماس - الحاكم الفعلي في قطاع غزة – بالقوة المسيرات أو التظاهرات المؤيدة للأسرى ومطالبهم العادلة، بحيث لم تتمكن جماهير القطاع خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من التعبير بحرية عن تضامنها مع الأسرى وإعطاء زخم أكبر لمعركة الأمعاء الخاوية والانتصار لها.
يبدو أن حركة حماس في ظل الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، لا ترغب في مشاهدة مسيرات لا ترفع فيها شعاراتها ولا تسبح بحمد إنجازاتها، في الوقت الذي تتحسب فيه من انقلاب حقيقي للمسيرات.
في الضفة، نرى أن هناك تناقضاً، أيضاً، في بعض المواقف في حركة فتح، في نهاية الأسبوع كان هناك أكثر من خبر عن دعوة اللجنة المركزية جميع أسرى «فتح» للانضمام إلى الإضراب، ولكن بعد ساعات من نشر وكالات أنباء كثيرة هذه الخبر المنسوب إلى اللجنة المركزية أو لأعضاء فيها، تم نفيه وترك الخيار للأسرى!!.
هناك شائعات كثيرة تغزو الشارع وتقوّلات لا نتمنى أن يكون لها أساس.
أما بالنسبة للقوى والأحزاب الأخرى، فإنها ما زالت في سباتها أو أنها فعلاً لم تعد تمثل الجمهور ولو بنسبة 1%.
المطلوب اليوم دعم حقيقي على المستوى الشعبي لمطالب الأسرى وإيجاد حلقات ضغط حقيقية على الاحتلال، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإجبار إدارة سجون الاحتلال على الاستجابة للمطالب المشروعة.
أيام معدودة وتحل الذكرى التاسعة والستون للنكبة دون أن نلاحظ أي نشاطات تحيي الذكرى وتنشط الذاكرة الفلسطينية الجمعية عن حجم الكارثة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني 
جيل النكبة أصبح على شفا الانتهاء، والرواية الشفوية الفلسطينية لم تجمع في معظمها، وتدهور الأحداث في المنطقة العربية يغطي على الذكرى، وكأنها مجرد يوم سيمر كباقي الأيام.
على الرغم من العواصف التي تضرب المنطقة والأراضي الفلسطينية فلا بد من إحياء ذكرى النكبة في مختلف أنحاء وجود أبناء الشعب الفلسطيني على قاعدة أن ما حصل يجب على العالم تصحيحه، وأن حق العودة والتعويض سيظلان ملفين أساسيين في أي تسوية سياسية في المنطقة.
تحاول كثير من الجهات طمس قضية اللاجئين مستخدمة كل الإمكانيات بدءاً من إضعاف دور وكالة الغوث وليس انتهاء بمحاولة طمس معالم الجريمة.
أخيراً، ترامب سيصل إلى المنطقة، وهناك في الجانب الإسرائيلي ترقب ومخاوف من أن يغير ترامب مواقفه الأساسية تجاه القضية الفلسطينية بما فيها نقل السفارة.
اليمين الإسرائيلي وفي المقدم منه المستوطنون يتحسبون من التأثير العربي والإسلامي على ترامب في ظل الزيارات المتلاحقة للزعماء العرب والمسلمين إلى واشنطن والتي ربما غيرت ولو جزئياً أفكار ترامب.
الإسرائيليون يعتقدون أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى واشنطن والانطباعات الدافئة التي تركتها الزيارة ربما ستكون مدخلاً أساسياً لبدء معارضة جديدة.
ولكن هل سنرى مواقف مغايرة لبرنامج ترامب الانتخابي، وهل ستكون هناك خطط أميركية للخلاص من الوضع القائم،
أم أن التصريحات والمواقف المتغيرة لا تعني بالمطلق تحولات جذرية، وأننا سنظل ندور في الحلقة المفرغة نفسها.