المناضل والمفكر العربي الكبير الامير عبد القادر الجزائري بعد قرن ونصف من الغياب كان حاضرا في ملتقى فلسطين الاول للرواية العربية الذي عقد برعاية وزير الثقافة د. ايهاب بسيسو، بحضور نجوم الرواية العربية، وسطع نجم الروائي الجزائري الكبير واسيني الاعرج ، الذي خط روايته كتاب الامير ومسالك ابواب الحديد ، ورسم فيها ملامح الامير التي لم نراها، بقلمه السيال الذي اغنى المكتبة العربية برواياته العالمية الجميلة.
وكما قرات صغيرا عن تاريخ الجزائر التي عشت فيها اكثر من نصف حياتي، كان شعلتها الامير عبد القادر الذي قاد النضال ضد الاستعمار الفرنسي في الغرب وحقق انتصارات عظيمة ارق فيها المستعمر وضعضع وجوده في عمليات الكر والفر، وضل في ذاكرتنا التاريخية كما قرأنا عنه، ليظهر واسيني الاعرج كاشفا الملامح الخفية في جوانب حياة الامير التي لم نرها كما رآها وكما وصفه بأنه اميره بل وامير كل من يراه بنظرته الخاصة، فكانت حياته مليئة بالانسانيات، والاحداث الهامة ، التي تبين العاطفة، والذكاء لدى الامير، وحياته الخاصة كما صورها في روايته، والتي كثيرا من الكتب تلافت الحديث في ذلك وكأنها محرمات، رغم ان اكثر من 400 كتاب ارخ حياته، لكن جاءت رواية الاعرج لتبحث فيما لم يكتب عن ذلك التاريخ بطريقة روائية فذة، صلبة التعبير، رقيقة المعاني حتى في لحظات قيادة الامير لجبهة الحرب ضد الاستعمار وطريقة حواره مع الجنرالات، والشخصيات الوطنية واليومية التي صاحبته في الرواية.
وقد اظهر واسيني معاني السلم والحب لدى الامير، في حين طغت حياته اسلامية النشأة وصرامة السلوك على الكتب السابقة، وهنا اراد الاعرج ان يجدد الاكتشاف كما عودنا في رواياته بين الحقيقة والخيال البحث عن الخفى واظهاره، لكن الشيء الوحيد الذي لم يكتب عن روايات الامير فيما بعد المنفى الى بلاد الشام سوريا، وكل ما كتب انحصر فيما قبل المنفى وحياة النضال في الجزائر حتى لحظات القبض عليه ، وهنا فتح الباب واسيني الاعرج للبحث اكثر في تلك الجوانب ان تظهر ويفك لغزها والنبش في ارشيفها، للكشف عن اهم موروث لال عبد القادر الجزائري في سوريا بطريقة روائية يصاحبها التاريخ.