أنهى مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع في جامعة القدس المفتوحة، اليوم الأحد، مشروع المراكز التعليمية المتنقلة لتحسين فرص التعليم في المناطق المهمشة، باحتفال أقيم بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، تحت رعاية رئيس الوزراء رامي الحمد الله.
وافتتح الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ثم تلاوة الفاتحة، فالنشيد الوطني الفلسطيني، والتأكيد على التضامن مع الأسرى القابعين في سجون الاحتلال المضربين عن الطعام منذ 28 يوما.
وقال ممثل رئيس الوزراء، وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، في كلمة رئيس الوزراء، "إننا نعمل متراصين دعما لمسيرة شعبنا في التعليم والحرية"، مستذكرا أنه حضر نشاطين في جامعة القدس المفتوحة خلال أسبوعين وهو سعيد بمشاركة الجامعة إنجازاتها ونجاحاتها.
ونقل تحيات رئيس الوزراء للحضور، مشيرا إلى أن جامعة القدس المفتوحة ساهمت في تحقيق حلمه الشخصي بالوصول إلى كل فلسطيني في كل متر من هذا الوطن الطيب، عبر مشروعها لتوفير التعليم،
وأضاف أن الوزارة افتتحت العديد من المدارس، و"هي مدارس التحدي والإصرار، فالتحدي وظف للمناطق الأقل حظا والمهددة من الاحتلال مثل الخان الأحمر والمنطار وغيرها".
وبين أن الوزارة ستفتتح مدارس إضافية تحمل اسم الإصرار، حيث افتتحت المدرسة الأولى في مستشفى المطلع بالقدس لتوفير التعليم للطلبة المصابين بالسرطان، "لأننا نؤمن أن التعليم حق للجميع".
وتابع أن "صمود شعبنا والمشاريع الداعمة لتثبيته على الأرض تؤكد على تجذرنا في وطننا"، موضحا أنه "يكبر بجامعة القدس المفتوحة التي توفر التعليم عبر الهواتف المحمولة، وتوفر التعليم للمناطق المهمشة وفي كل الوطن الذي ننتمي إليه"، وقال "إن القدس المفتوحة ستبقى رائدة الجامعات الفلسطينية".
من جانبه، وجّه نائب رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز حسين الأعرج، في كلمته، تحية إكبار وإعزاز لأسرانا البواسل الذين يخوضون معركة التحرير بأمعائهم الخاوية.
وهنأ الجامعة على هذا الإنجاز باسم المؤسس الأول وصاحب الفكرة الذي أنشأ المجلس الأعلى للإبداع والتميز، الرئيس محمود عباس، مشيرا إلى إيمان سيادته بأن المجلس هو حاجة للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن جامعة القدس المفتوحة في فكرتها وتأسيسها وتكونها وعملها، هي حالة إبداع وتميز من قبل منظمة التحرير، وبالتالي كل برامجها ومشاريعها هي إبداعية وتتميز فيها على كافة الجامعات المقيمة و"لنا في ذلك أمثلة كثيرة".
من جانبه، نقل رئيس الجامعة يونس عمرو، في كلمته، تحيات رئيس مجلس الأمناء عدنان سمارة للمشاركين، مشيرا إلى أنه تعذر عليه الحضور لسفره خارج البلاد.
ووجه عمرو تحية كبرى لأسرانا البواسل في صراعهم ونضالهم ضد المحتل الغاصب، وحيا وزارة الحكم المحلي والحكومة لنجاح الانتخابات المحلية، معتبرا أن نجاح العملية الانتخابية هو نجاح للديمقراطية الفلسطينية.
وبين أن مشروع المراكز التعليمية المتنقلة لتحسين فرص التعليم بالمناطق المهمشة هو أحد نجاحات القدس المفتوحة، وأحد مساعي الجامعة لتوفير التعليم لأبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم.
ولفت إلى أن القدس المفتوحة سارت بخطى حثيثة للارتقاء بشكل ثابت للوصول إلى مصاف الجامعات العالمية، وهي اليوم تعتبر في مصاف الجامعات الوطنية التي تسعى إلى رفعة التعليم ودعمه بمنتج مميز مخلص وصادق لخدمة وطنه وشعبه.
ودعا وزارة التربية والتعليم العالي إلى وضع الأمور في نصابها بما يخص التعليم العالي، وشكر الوزير صيدم على جهوده لتطوير التعليم العام، داعيا إلى "الالتفات للتعليم العالي حاليا".
وأوضح عمرو، أن الجامعة تدعم التعليم في المناطق المهمشة بمراكز متنقلة تعمل على أجهزة حديثة جدا خاصةٍ بالتعليم الافتراضي، ويجري تدريب الخبراء القادرين على تقديم التعليم للشرائح المهمشة، متمنيا للمشروع مزيدا من النجاح، وأعرب عن أمله ببناء فرع الجامعة قريبا في طوباس لخدمة أبناء هذه المحافظة.
بدوره، نقل نائب محافظ طوباس أحمد الأسعد، في كلمة المحافظة، تحيات المحافظ ربيح الخندقي واعتذاره عن الحضور، وقال: "نحتفل اليوم بواحد من الإنجازات المحققة لمحافظة طوباس، فمشروع المراكز التعليمية المتنقلة يخدم أهلنا ومواطنينا في مناطق الصمود والتحدي في الاغوار الشمالية، التي تعاني من إجراءات الاحتلال، فهو مشروع يعزز صمود مواطنينا ويعد نقلة نوعية في تقديم الخدمات التربوية والتعليمية".
وأضاف الأسعد أن "جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الكل الفلسطيني ونحن نعتز بإنجازاتها بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي"، مثمنا الدعم المقدم من المجتمع الدولي لهذا المشروع.
وأعرب عن أمله بأن يجري تقديم المزيد من الدعم لتعزيز صمود شعبنا في المناطق المستهدفة، مطالبا المجتمع الدولي بمزيد من الضغط على دولة الاحتلال لتضع حدا لمعاناة شعبنا في الأغوار الشمالية وتنهي احتلالها.
وقال "إن الصراع في الأغوار الشمالية يحتدم يوما بعد يوم، وليس أسهل من الصراع الجاري حاليا في القدس وفي مختلف المناطق بهدف تفريغ الأرض من المواطنين، وهذه المشاريع تعزز صمود المواطنين في هذه المناطق".
في سياق متصل، قال مساعد رئيس الجامعة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج، مدير المشروع، إسلام عمرو، إن المشروع الذي يجري اختتامه اليوم هو ضمن المشاريع التي يجري إنجازها في مختلف مناطق الضفة الغربية، الهادفة لتوفير التعليم لمختلف أبناء شعبنا.
وقال إن المشروع يهدف لتعزيز صمود أهلنا في المناطق قليلة الحظ بتوفير الخدمات وتفعيل العمل التطوعي، وإيجاد بيئات حاضنة لهذا العمل، ما يقود بالضرورة لتحسين حياة المواطنين، مشيرا إلى أن المشروع يخدم 19 تجمعا في الأغوار وعمل على مدار 11 شهرا وواجه العديد من المعيقات من الاحتلال فيما يتعلق بتأخير وصول المعدات.
وأوضح أن المشروع تضمن تدريب عدد من المعلمين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، كما تضمن تفعيل لجنة بين الجامعة والبلديات والمجالس القروية والتجمعات المستهدفة، وهو ما أعطى قيمة إضافية، نجح من خلالها في الحصول على جائزة عالمية، فهو مشروع يتميز بمستوى شراكة عالية ودعم كبير من المجتمع المحلي المحافظات ووزارة التربية والتعليم العالي.
وقال إن جامعة القدس المفتوحة، وتحديدا فضائية القدس التعليمية، تولي اهتماما كبيرا للمواطنين في المناطق المهمشة.
وشدد على أن الجامعة توفر أيضا مختلف الوسائل التعليمية لأبناء المناطق المهمشة، مباركا للجميع نجاح المشروع، وشاكرا كل ما قام بإسناده وعلى رأسهم رئاسة الجامعة.
من ناحيته، قال مدير فرع طوباس، سهيل أبو ميالة، في كلمته الترحيبية بالاحتفال، إنه يبرق رسالة دعم وإجلال لأسرانا البواسل الذين يخوضون إضرابا عن الطعام لليوم الثامن والعشرين، وهنأ الفائزين بالانتخابات المحلية في مختلف الهيئات المحلية وعلى رأسها طوباس.
وأضاف أن كل الهيئات المحلية في محافظة طوباس ساعدت في إنجاح المشروع، وأن مواطني طوباس في المناطق المهمشة هم المستفيدون منه، شاكرا كل من ساعد في إنجاحه وعلى رأسهم رئيس الجامعة وإدارتها.
وأوضح أبو ميالة أن فرع طوباس يطمح لإنجاز مبنى مملوك للفرع، وقال: "ننتهز هذا اللقاء لدعوة الجميع للالتفاف حول الجامعة وبذل المزيد من الجهد لإنجاز هذا المشروع الهام للمحافظة بأكملها".
من جانبه، قال مدير مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع بجامعة القدس المفتوحة، محمود الحوامدة، الذي تولى عرافة الحفل، إن المشروع المختتم اليوم حصل على جائزة اتحاد الجامعات للتعلم مدى الحياة في بريطانيا لأفضل مشروع تعليمي إبداعي.
وأضاف حوامدة أن المشروع ينفذه مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع بالتعاون مع فرعي الجامعة في يطا وطوباس، بتمويل من برنامج تنمية وصمود المجتمع في مناطق (ج) والقدس الشرقية، الذي تقوده الحكومة الفلسطينية ويديره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني بتمويل من حكومات السويد والنمسا والنرويج.
وأوضح أن المشروع يهدف إلى تحسين فرص التعليم للفئات المهمشة في المناطق الفقيرة جنوب الضفة الغربية وفي الأغوار من خلال شاحنتين، واحدة تعمل جنوب الخليل والأخرى في الأغوار، وتضم كل شاحنة مختبر حاسوب مجهز بالكامل، وتتنقل في المناطق المهمشة لتوفير التعليم للمناطق التي لا توجد فيها بنية تحتية تكنولوجية.
وعرض منسق المشروع في فرع يطا بجامعة القدس المفتوحة، خلف إدعيس، تفاصيل عمل المركز التعليمي المتنقل للمناطق المهمشة جنوب الضفة الغربية وفي الأغوار الشمالية وطوباس.
وفي نهاية الاحتفال تم تكريم بلديتي يطا والسموع، وفرع يطا وشركتي شمسنا والأصبح على مساهمتهم في إنجاح المشروع في جنوب الخليل، كما قامت اللجنة الفنية للمشروع في محافظة طوباس بتكريم وزيري التربية والتعليم العالي والحكم المحلي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومدير فرع طوباس.
واطلع الحضور على تفاصيل عمل مركزي التعليم المتنقل الموجودين على متن الشاحنتين اللتين يجري تنفيذ المشروع عبرهما.