متى توصف الزوجة بالـ “زنّانة”؟.. وكيف تتعامل معها عزيزي الرجل؟

متى توصف الزوجة بالـ “زنّانة”؟.. وكيف تتعامل معها عزيزي الرجل؟
حجم الخط

معايير معينة يختارها الشاب قبل إقدامه على مرحلة الارتباط بفتاة، سواءً كانت شكلية أو خُلُقية أو بشخصيتها، ولكن بعد الارتباط والزواج، قد لا يحصل على المعايير نفسها التي اشترطها في شريكته تماماً كما هي، لا سيما أن هناك بعض السلوكيات التي قد تصدر منها لم تكن واردة أو مقترحة من ضمن الاشتراطات.

فمثلاً، لو اكتشف الرجل أن الفتاة التي وقع اختياره عليها هي من الشخصيات “الزنانة” التي لا يهدأ بالها إلا عندما تتحقق مطالبها بكثرة التكرار والإصرار، قد يصعب عليه تغييرها أو تطليقها، لأن تلك السلوكيات ليست معايير تتوقف عندها الحياة ولا تكتمل إلا بوجودها، وليست مسألة حياة أو موت، لكن لا بد من وجود طرق متعددة للتصرف مع تلك النوعية من الزوجات.

فماذا يفعل الزوج مع زوجته “الزنانة”؟

الأستاذ المساعد في علم النفس الإكلينيكي الدكتورة فداء أبو الخير أوضحت لـ “فوشيا” أن سلوك الزوجة الزنانة يعود لنمط معين في تربيتها، يتلخص بعدم تلبية طلباتها إلا بعد تكرار طويل لا يتوقف وهو ما يمكن أن نسميه “الزّنّ”، الذي ما يلبث أن يتحول لاحقاً إلى عادة وتعوُّد، يحوّلها إلى شخصية زنانة لا يمكن تحقيق طلباتها إلا بهذه الطريقة.

وأضافت أبو الخير أن السبب وراء زنّ الزوجة المتواصل يتعلق بعدة أمور منها: إما شعورها بنقص الأمان والعاطفة والمتطلبات المعنوية غير المتوفرة، والمتعلقة بعدم إعطائها المجال من قبل شريكها لاتخاذ القرارات، أو منحها مساحة للتعبير عن احتياجاتها بطريقة صحيّة، لذلك لا بد من التعامل معها بطريقة ودية وتفاعلية، ومشاركتها في المواضيع سواءً أكانت معنوية أم جسدية أم مادية أم معرفية وعقلية، فالزنّ هذا ما هو إلا محاولة منها لتغطية النقص العاطفي من خلال الطلبات التي قد لا تتحقق إلا بالإلحاح والتكرار المتواصل.

ووفق أبو الخير، لن يكون التغلب على زنّ الزوجة ناجحاً إلا من خلال التوضيح لها بأن الاستجابة لطلباتها لن تحصل إلا إذا عدّلت من سلوكياتها، بمعنى تعويدها على قاعدة معينة، أي في حال أرادت شيئاً معيناً، وتوفرت الإمكانية لتحقيقه فإنه سيتحقق مباشرة أو بأسرع وقت ممكن، وهذا بالطبع يعتمد على نوع مطلبها، ولكن بخلاف ذلك عليها بالسكوت عنه مبدئياً أو تأجيله.

ومن الأمثلة التي قدّمتها أبو الخير حول الزوجة الزنانة، علاقة الأم بطفلتها، فهي خير مثال على اتباع سياسة الزنّ منذ طفولتها، فالطفلة الصغيرة عندما تبكي وتنادي والدتها، بينما أمها لم تلتفت لها من المرة الأولى، حتماً ستلجأ للصراخ والبكاء والزنّ كوسيلة للالتفات إليها، ومن هنا ستبدأ باعتماد تلك الطريقة للفت الأنظار وبالتالي تلبية طلباتها، وهذا ما على الأم تجنّبه، لأنه وبهذه الطريقة تبدأ تتشكل عند الطفلة حالة من التعوّد على تحقيق طلباتها من خلال الزنّ.

كيفية التعامل مع الزوجة الزنانة؟

تؤكد أبو الخير أنه لا بد من محاولة ضبط الأعصاب والتهدئة من حالة التوتر والشد في الكلام مع الزوجة الزنانة من قبل زوجها، تحسباً من زيادة توترها، ذلك أن زنّها المتواصل حول طلبات أو أمور معينة، قد تكون غير منطقية ولا جديرة لتحقيقها، لذلك يمكن مساعدتها للاستعانة بالآخرين ممن ترى فيهم الرأي السديد والحكيم، وبالتالي التخفيف من حالة التوتر التي تعيشها.

وكذلك، من أفضل الحلول للتعامل مع الزوجة الزنانة، عدم تحدّيها، أو محاولة تحجيم رأيها مقابل تغليب رأي الطرف الآخر، ويجب التوضيح لها بأن أسلوب الزنّ لن يكون مجدياً في حال تكرر طلبها مرات عدة، بالمقابل من الممكن أن يُستجاب لمطالبها بعد طرحها لمرة واحدة، ودون التزمّت لرأيها بشكل محدد.

وما خلصت إليه أبو الخير، أن أغلب الحلول مع هذا النوع من الزوجات تكون سلوكية، بحيث إن لم يكن تحقيق مطلبها متاحاً، يمكن أن يلجأ زوجها لإقناعها إما بتأجيل الحوار في الموضوع لوقت لاحق ومناسب دون الحاجة لعودة تكرار الحديث فيه، أما في حال كان مطلبها ملحّاً ومصيرياً، يمكن إقناعها بأخذ آراء الآخرين حتى تقتنع بها وتقلل من زنّها المتواصل.