ما هو كعب أخيل بالنسبة للجيش الاسرائيلي؟ سألني نشطاء «نحطم الصمت» في اللقاء الذي تحدثنا فيه عن تطور وسائل الاحتلال الاسرائيلي. لم أجب. «أنتم وأمثالكم»، أي الاسرائيليين الذين يحاولون وضع العصي في دولاب السيطرة. والمصيبة هي أنكم لستم بالأكثرية اللازمة. المجتمع الاسرائيلي أكثر قربا واستماعا لبتسلئيل سموتريتش من قربه واستماعه لـ «نحطم الصمت». لم يتزعزع المجتمع الاسرائيلي بعد كشف تومر فرسيكو في «هآرتس» في 15/5 عن أن «نائب رئيس الكنيست، بتسلئيل سموتريتش، يشعر بالأمان في تقديم «خطة الحسم» ببدلة دينية. يتبين أن من يتحدث مثل شخص عنصري ويعمل مثل حاكم للشؤون الهندية باسم المستوطنين، يقترح على الفلسطينيين ايضا أن يختاروا بين الترانسفير أو الفصل العنصري أو الابادة الجماعية. لم يسارع رئيس الحكومة الى التنصل من اقوال سموتريتش، ويمكن أنه لم يقرأ أو لم يكلف نفسه عناء أن يكون متلونا. رؤساء المعارضة الصهيونية لم يطلبوا اقالته، والمستوطنون والمتدينون ايضا «المعتدلون» – على الأقل ليس بشكل علني، لأن العلنية هي الساحة الوحيدة المناسبة. المؤرخون في «يد واسم» لم يعبروا عن مواقفهم، والشرطة لم تبدأ في التحقيق ولم تقم باعتقال سموتريتش بتهمة طلب الابادة الجماعية، وهي تقلق من صفحات في الفيس بوك لشاعرات فلسطينيات. ومن يحتجون هنا على حركة اليد لأحد المتهكمين في فرنسا يقومون بصمتهم بعناق الذي يسكن في مستوطنة كدوميم. باختصار: السموتريتشية ليست لغة غريبة عندنا، بل ديالكتيك يزداد من يتحدثون به. أوبئة المجتمع الاسرائيلي كثيرة ومتعددة. يوجد رغم ذلك لدى الجيش الاسرائيلي، ولدى من وضعوا السياسة الاسرائيلية، نقطة ضعف: الشعب الفلسطيني، ابن هذه البلاد. قمنا باجراء ترانسفير كبير واحد اضافة الى ترانسفيرات كبيرة اخرى، واختلقنا فكرة الارض الخالية، لكنها تتفجر كل يوم أمام ناظرينا، خارطة ما قبل 1948 مع مئات القرى لم تُمح: يحرص اللاجئون وأحفادهم على أن تبقى هذه الخارطة في الوعي، يقومون بإحيائها رغم أنفنا ويقنعون الكثير من الاشخاص في العالم بحقهم في العودة. لقد تفرقوا وانتشروا في العالم، لكن عندما يجتمع خمسة اشخاص منهم معا من ارجاء المعمورة يتحدثون وكأنهم عاشوا طوال حياتهم في الحي ذاته – اللهجة ذاتها، والذكريات ذاتها، والنكات ذاتها والجدالات ذاتها التي تُسمع في شفا عمر ونابلس. نحن لا نسمح لهم بالمجيء لزيارة البلاد التي ولد وعاش فيها اجدادهم، وهم مرتبطون بها ويعرفون ما يحدث. الكثيرون منهم عاشوا سبعة عقود، من كابوس الى كابوس. قمنا بقتلهم، بالآلاف، عن قرب من الجو ومن خلال آخرين. ولا يمكن الحديث حتى عما بعد الصدمة لأن الكارثة مستمرة، ونحن نعمل كي تستمر. يمكننا التعلم من الفلسطينيين كيفية التمسك بالحياة واستثمار الأمل والجهود في الاجيال الشابة من اجل الصحوة والإنتاج والبناء. لقد فوتت اسرائيل فرصة الاستجابة لاستعداد الفلسطينيين وقف الدائرة الكارثية. أقمنا نظام ابرتهايد، قمنا بتقسيم المنطقة التي اعتبرها العالم دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، أقمنا اجهزة مزدوجة من البنى التحتية والقانون. وها هم الفلسطينيون مغروسون عميقا في بلادهم. الدهاء الذي طبقت اسرائيل من خلاله مشروع الاستيطان بغطاء عملية السلام هو أكبر من قدرة القيادة الفلسطينية على مواجهته. وها هو جيل جديد من الفلسطينيين يقوم، وينجح في التسبب بهستيريا الدعاية الاسرائيلية واكاذيبها، مثل حركة الـ «بي.دي.اس». يوم النكبة الذي صادف، هذا الاسبوع، يحيي الذكرى السنوية الـ 69 لكارثة الشعب الفلسطيني، وكذلك نبله وقدرته وقوته. عن «هآرتس»
ضعف العرب مصدر قوة نتنياهو
28 ديسمبر 2024